رئيس التحرير
عصام كامل

مشروع برايم.. محاربة الفقر بخلق القيمة المضافة في منتجات المزارعين

مزارعون في إحدى المدارس
مزارعون في إحدى المدارس الحقلية التباعة لمشروع برايم

يأتي المزارعون في مصر بين الفئات الأقل دخلًا وفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وهو الأمر الذي يمكن تغييره برفع قدرة المزارعين على زيادة القيمة المضافة لمنتجاتهم من المحاصيل المختلفة، وهي المهمة الرئيسية التي يعمل عليها مشروع برايم لدعم القدرات التسويقية للمزارعين، الممول من صندوق التنمية الزراعية "إيفاد".

ينتشر مشروع برايم بين المزارعين في 7 محافظات هي كفر الشيخ والبحيرة وبني سويف والمنيا وسوهاج وأسيوط وقنا، وركَّز المشروع على استغلال الميزة النسبية التي تمتلكها كل محافظة من المحاصيل المختلفة لتنميتها من خلال تعليم المزارعين ومساعداتهم، على الدخول في سلاسل القيمة الزراعية، من خلال عمليات التصنيع الزراعي، وإكساب المزارعين مهارات المعاملات الزراعية الجيدة ومعاملات ما بعد الحصاد.

بين الخرشوف والبصل والطماطم والبطاطا والبطاطس، إلى جانب الزنجبيل والتفاح والأناناس، والنباتات الطبية والعطرية عمل مشروع برايم على رفع القيمة التسويقية للمحاصيل البستانية والخضروات في النطاق الجغرافي للمزارعين المنتجين لها، وهى الإستراتيجية التي نجحت في تحقيق أهدافها بتغيير واقع حياة مئات المزارعين إلى الأفضل بعد أن أتقنوا مهارات التصنيع الزراعي البسطية ومعاملات الزراعة وما بعد الحصاد.

الدكتور محمد القرش، معاون وزير الزراعة ومدير مشروع برايم، أكد أن المشروع ساهم في رفع القدرات التسويقية للمزارعين وتمكينهم من النفاذ إلى أسواق جديدة ورفع مداخيلهم، وأن المشروع نجح في إبرام أكثر من 150 تعاقدًا بين المزارعين المنتجين لمحاصيل الخضر والفاكهة المختلفة من المزارعين إلى الأسواق مباشرة.

يضيف القرش: الأسر الريفية والمزارعون الذين لا يملكون أراضي أو يمتلكون مساحات محدودة، هم أهم أهداف مشروع برايم، لتمكينهم من زراعة منتج قابل للتسويق، ولذلك نبدأ مع المزاعين من مرحلة الزراعة في الحقل، بتوعيتهم بالمعاملات الزراعية الجيدة للحصول على الجودة والأحجام الجيدة من ثمار الخضر والفاكهة ليكون تسويقها أفضل، وهو ما يتحقق أيضا بتعليم المزارعين بمهارات الحصاد وإدارة عمليات الفرز والتعبئة للمحاصيل التي يركز المشروع عليها، لكونها أحد الوسائل الرئيسية لرفع مداخيل المزارعين وتحقيق نقلة نوعية في مراكزهم المالية.

وجه مشروع برايم أكثر من 16 ألف قرض إلى المزارعين وصغار المنتجين بقيمة 996.7 مليون جنيه، استحوذت المشروعات الزراعية والبستانية على 26% منها، إلى جانب مجالات الإنتاج الحيواني، ونجح المشروع خلال فترة عمله في تأسيس 5 شركات تعمل فى مجال تدوير المخلفات الزراعية، وتوفير  نحو 31.6 ألف وظيفة منها 12.9% وظيفة دائمة، ونجحنا في رفع دخل 50 ألف أسرة.

من خلال برايم تمكنت 178 جمعية زراعية وأهلية في تحقيق اهدافها الأساسية في دعم المزارعين وتطوير قدراتهم، من خلال التعاون الذي نشأ مع تلك الجمعيات وأثمر عن نتائج هامة منها، رفع إنتاجية تصنيع الرمان في ساحل سليم بأسيوط، بعد أن كانت جمعية بادر تعاني من ارتفاع الانتاجية مقابل سعة معدات التفصيص للرمان، وبتدخل مشروع باريم تمكنت الجمعية من الحصول على وحدة كهربائية لتفصيص وعصير الرمان وتصنيع الدبس منه، وتمكنها من رفع الإنتاجية إلى 2 طن عصير يوميا مقابل 400 كيلو جرام قبل تدخل برايم

كما نجخ برايم في زيادة انتاجية المحاصيل وأهمها محصول الطماطم بالطن الأكثر عرضة للتلف والفقد في مراحل الحصاد ، حيث حقق زراع مشروع برايم متوسط انتاجية من الطماطم وفقا لنتائج تحليل النظم المزرعية 21.4 طن / فدان بنسبة 107 %، وحقق مؤشر تقليل نسبة الفاقد من محصول الطماطم  الى 11 % 

 

ومن جانبها قالت فاطمة عبد المنعم، مسئولة التقييم والمتابعة بالمشروع في مجافظة المنيا: إن خلق القيمة المضافة في الحاصلات الزراعية في كل محافظة تبدأ من قبل الزراعة بمعاملات بتجهيز الأرض والعمليات الزراعية المختلفة ومعاملات ما بعد الحصاد ودعم سلاسل القيمة والقيمة المضافة في أكثر من صورة مثل التصنيع الغذائي لرفع قيمة المنتجات الزراعية من الخضروات والفاكهة بتصنيع المربات والمخللات والفواكه والخضروات المجففة، إلى جانب رفع جودة المحاصيل من خلال الفرز والغربلة والتعبأة والتغليف وهي أيضا احدى وسائل الحد فقد الفاقد والهدر

 

وتشير فاطمة إلى أنه من خلال وحدات التجفيف التي تم توفيرها في محافظة المنيا: دربنا المزارعين على تجفيف الطماطم والبطاطس والبصل والثوم، إلى جانب تحويل المنتج إلى بودرة، كما أدخلنا مراكز التدريب في عدد من المحافظات وحدات الفاكيوم لحفظ الطعام المجفف ورفع قيمته التسويقية.

وتابعت: "الميزات النسبية للمحافظات منها ما هو خاص بكل محافظة ومنها ما هو منتشر ومهم في أكثر من محافظة فمثلًا عملنا على محصول الخرشوف في البحيرة كونها من أكبر المحافظات إنتاجا له ودربنا المزارعين من خلال مدارسنا الحقلية على تفادى كل المشكلات التي قد تؤدي إلى انتاج محصول منخفض في جودته التسويقية وبالتالي نجحنا في الوصول بالخرشوف في محافظة البحيرة إلى معدلات جودة كبيرة مكنت مزارعين في عرض منتجهم للتصدير، ودعمنا المهارات التسويقية والتجارية من خلال محاضرات ريادة الأعمال التي غيرنا فيها من منظور المزارعين إلى محاصيلهم وكيفية تحقيق أفضل ربح من خلاله عبر تحقيق أعلى جودة".

وكذلك كانت التجربة في محصول الرمان بأسيوط والبطاطا في كفر الشيخ، أما البصل والثوم فتخصص فيهما محافظات سوهاج ووالمنيا وقنا، إلى جانب الخضر والفواكه الأخرى التي ينتجها المزارعون ودخلت في برامج التدريب على عمليات التصنيع الغذائي المختلفة.

 

كما كانت وحدات تجهيز الخضروات التي شارك المشروع في انشائها إحدى الوسائل التعليمية التي عرف من خلالها المزارعين المواصفات المطلوبة للتسويق الجيد، من خلال احتكاكهم بالشركات الموردة للخضروات بأعلى جودة وفقًا لشروط قياسية يجب أن يستوفيها المحصول حتى يقبل من خلال الشركات.

الجريدة الرسمية