رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز تصوير المصحف تصويرا فنيا يحكي معانيه الكريمة؟

المصحف الشريف
المصحف الشريف

يسأل البعض عن إمكانية تصوير آيات وسور القران فنيا بإضافة رسومات وصور توضيحية تحكى معانى وآيات القرآن في طبعات المصحف، فما رأى الدين في ذلك ؟ وأجاب الشيخ حسن مأمون أمين دار الإفتاء المصرية وشيخ الأزهر الأسبق فقال:

 

أولا أن كتابة المصحف توقيفية لايجوز إحداث تغيير فيها، فقد سئل مالك هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء، فقال:لا إلا على الكتبة الأولى ـ رواه الدانى في المقنع، ثم قال ولا مخالف له من علماء الأمة.

وقال في موقع آخر سئل مالك عن الحروف في القران مثل الواو والألف أترى أن يغير من المصحف اذا وجد فيه، كذلك قال لا، قال أبو عمرو يعنى الواو والألف المزيدتين في الرسم الممدونتين في اللفظ نحو أو اوا.

أعظم الأمانة 

وقال الامام أحمد يحرم مخالفة خط  مصحف عثمان في واو وياء، أو ألف أو غير ذلك، وقال البيهقى في في شعب الامام من يكتب مصحفا ينبغي ان يحافظ على الهجاء الذى كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا، لانهم كانوا اكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظمهم أمانة منا.

ستة قواعد للرسم 

والإمام السيوطى بعد أن نقل ما تقدم في كتابه الاتقان في علوم القرآن، قلت: وينحصر أمر الرسم فى المصحف في ستة قواعد الحذف  والزيادة والهمزة والبدل والوصل والفصل، وما فيه قراءتان فكتب على إحداهما، ثم ذكر أحكام هذه القواعد وتجدها مدونة في كتابه.


ومما تقدم يتضح ان رسم الكتابة في المصحف قد تلقاه العلماء وحافظوا عليه ولم يرتضوا مخالفته، وحرموا مخالفة خط عثمان.

رسم مصحف عثمان 

وإذا كان هذا بالنسبة لكتابة المصحف ليوافق قواعد الهجاء التي تكتب بها، فإن كتابته مصحوبة بالصور أولى بالمنع، ومن حرم تغيير رسم مصحف عثمان يحرم ان يكتب المصحف وفيه صور تبين القصص الواردة فيه وتوضحها.
ومن ناحية أخرى فإن إباحة تصوير المصحف تنجم عنه مفاسد يجب منعها، فإن تصوير قصة يوسف مثلا معناه ان يصور بعض الأنبياء صورا لا تليق بمكانة النبوة وهو مقام له قداسته وحرمته والاجتراء على مقام الأنبياء حرام باتفاق العلماء.
وكذلك تصوير قصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة وهبوطهما الى الأرض وكشف سوءاتهما مما لا يليق ولا يصح 

لافائدة 

ولا فائدة  يحصل عليها المسلمون من الاجتراء على كلام رب العالمين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فليتق الله كل من يفكر في إباحة تصوير المصحف.

الجريدة الرسمية