رئيس التحرير
عصام كامل

تأديب الشابو «3»

لا زال الوعي هو السلاح الأشد فتكًا في المواجهة مع المخدرات، وأمام محاولة العصابات المشبوهة لترويج السموم، يجب على الجهات ذات الصلة مراجعة جميع المشاهد الدرامية الكارثية التي تروج للإدمان ووصلت فداحتها إلى عرضها كما لو كانت تستهدف تعليم الإدمان.

إن حالة التعالي التي تسيطر على صناع الدراما هي الخطر الأكبر في حديثهم عن حرية الإبداع والدفاع عن الفن، بل وصلت حالة الجهل إلى الزعم بأنهم يعرضون تلك المشاهد بهدف معالجة قضية المخدرات، فارتكبوا جرمين في آن واحد أحدهما الجهل وثانيهما الترويج؛ لذلك فالحديث عن مشاهد التدخين في المسلسلات والأفلام بات مقترنا بحديث أشد ألما عن مشاهد تعاطي المخدرات، ولا أدري بأي عقلية يتعامل السادة المخرجون مع هذه المشاهد، وماذا يقصدون بها ولديهم أبناء وأحفاد يرون أعمالهم المقيتة.

 

إنَّ تحميل المسؤولية للأجهزة المعنية بتطبيق القانون وحدها في الحرب طويلة الأمد ضد المخدرات، لهو نوع من التسطيح وتحجيم المعركة ذات الجبهات المتعددة؛ حيث تتطلَّب المواجهة عمليات حشد واسعة النطاق، من جميع الأجهزة والسلطات المعنية، لأن مرحلة ارتكاب جريمة التعاطي سبقها مشهد شجَّع عليه في مسلسل، ومسؤولون عن دور عبادة لم يقتربوا من الشباب ولم يهمسوا في آذانهم بالتوعية والتأهيل، وجامعات ومراكز بحثية تحول إنتاجها العلمي إلى أبحاث يقدمها الأكاديميون للحصول على الترقية والدرجة العلمية أو لقب دكتور، دون إيصال نتائج الأبحاث والدراسات إلى صانع القرار.

حملة قومية

 سبق مرحلة التعاطي، أيضًا ندوات تثقيفية عن أخطار النخدرات غائبة ونواب بالبرلمان غابوا عن دوائرهم رغم حضورهم بقوة أثناء الانتخابات ومعارك حصد الأصوات، وسبق مرحلة التعاطي مدارس أربكنا إداراتها بتعقيدات روتينية وجدوال وامتحانات وتابلت وآليات ووسائل تعليمية، ظنناها أملا، بينما هي بعيدة عن الواقع فأصبح التعليم لدينا عمليات افتراضية قي ساحة فضاء إلكتروني، رغم أننا لم توفر بنية تحتية لازمة لذلك، ولم ندعم المعلم ونعطيه حقه.

وأمام ذلك السيناريو المرعب، اتوجه بالتحية لإعلامي من أحد أعضاء مجلس النواب، طالب مؤخرا بإطلاق حملة قومية لمواجهة وباء المخدرات، أو هكذا أسماها؛ ومثل تلك الدعوات يجب دعمها والمساهمة فيها؛ أملا في تخليص مصر من السموم التي تسهدفها في أغلى ثرواتها وهم شبابها ووقود معركتها للتنمية والحصول على مكانة دولية رائدة..

والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية