رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يجوز التسبيح والإنسان جنب غير طاهر؟.. دار الإفتاء تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه “هل يجوز التسبيح والإنسان جنب غير طاهر؟”، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: 

يجوز ذكر الله بغير قراءة القرآن والإنسان على جنابة؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا • وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41 - 42]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ • الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 190 - 191].

ذكر الله تعالى والإنسان على جنابة
 

وثبت عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ". أَخرجه مسلم في "صحيحه".


وقد أجمعوا على جواز الذكر بالقلب واللسان للمُحدث والجُنب والحائض والنفساء، قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" (ص11، ط. دار الفكر): [أجمع العلماءُ على جواز الذكر بالقلب واللسان للمُحْدِث والجُنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء وغير ذلك] اهـ.

النظر إلى السماء عند الدعاء

كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه “ هل النظر إلى السماء عند الدعاء خارج الصلاة حلال؟، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

النظر إلى السماء عند الدعاء خارج الصلاة جائزٌ شرعًا؛ لما ورد عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلِيَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"

وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنَ أَيِّهَا شَاءَ» أخرجه النسائي في "السنن الكبرى".

دعاء غسيل الثياب

كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه  “أثناء تطهير الثياب هل هناك قولٌ معينٌ يقال أثناء التطهير؛ مثل دعاءٍ معينٍ؟”، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

ليس في ذلك دعاءٌ مأثورٌ يقال أثناء تطهير الثوب أو قبله أو بعده، وإذا كان به نجاسةٌ أو قذارةٌ فلا ينبغي ذكر الله تعالى بموطنٍ فيه نجاسة أو قاذورات وأدناس؛ قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" (ص: 12): [وينبغي أن يكون الموضعُ الذي يذكرُ فيه خاليًا نظيفًا، فإنه أعظمُ في احترام الذِّكر المذكور، ولهذا مُدح الذكرُ في المساجد والمواضع الشريفة، وجاء عن الإِمام الجليل أبي ميسرة رضي الله عنه قال: لا يُذكر اللهَ تعالى إلَّا في مكان طيِّب] اهـ.

قال العلامة ابن علان الصديقي في "الفتوحات الربانية على الأذكار النووية" (1/ 142): [قوله -يعني الإمام النووي-: (نظيفًا) أي: طاهرًا من سائر الأدناس فضلًا عن الأنجاس.

وفيه تنبيهٌ على أن القلب الذي هو محلُّ نظرِ الرَّب ينبغي أن يكون خاليًا عن سكون الأغيار المسماة بالسوى نظيفًا طاهرًا من حُبِّ نجاسة الدنيا ليكون قلبُه سليمًا فلا يزال في الفيض مقيمًا] اهـ.

Advertisements
الجريدة الرسمية