رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور احمد اسماعيل يكتب: خلف أسوار الجامعة

فيتو

 

"خلف أسوار الجامعة" عنوان فيلم قديم بطولة شويكار ويونس شلبي، ليس هو موضوعنا في الحقيقة ولكن نأخذ المدلول من اسم الفيلم (خلف أسوار الجامعة).


هو العالم المجهول الذي يجب على الطلاب الآن أن يختاروا منه ما يناسبهم، عن طريق ترتيب الرغبات التي يتيحها مجموع الدرجات. عشرات الكليات ومئات التخصصات لا يعرف الشاب عنها اى شيء والمطلوب منه أن يحسن الاختيار !!!

أزمة تعاني منها كل البيوت التى بها خريجي الثانوية العامة مع البدء في قيام الطالب في استيفاء رغبات التنسيق، والحقيقة أن الطلاب معذورون لأنهم يختارون من بين مجهول بالنسبة لهم. 
 

لا علم لهم بالجامعات الا اسماء كليات فقط، موروثات خاطئة فيما يسمي كليات القمة والكليات العادية، ومفاهيم قديمه مثل كلية التجارة تخرج محاسب، وعلوم تخرج عالم، واقتصاد وعلوم سياسية تخرج سفير وزراعة تخرج مهندس زراعي، وحقوق تخرج محام. فقط


والحقيقة أن كل الكليات يتخرج فيها من يمكنه شغل العديد من المهن وليس ما يشاع عنها فقط، كما أن الكليات تم استحداث برامج دراسية جديدة طبقا لمتطلبات سوق العمل محليا ودوليا، فضلا عن أن الجامعة هي العالَم المسئول  عن تكوين شخصية الشاب وبداية طريق استقلاله، 


ولقد رأينا في خارج مصر ان الجامعات تفتح أبوابها لطلاب المدارس لزيارات اسبوعية تسمح لهم بلقاء اساتذه الجامعة والمعيدين والطلاب ودخول المدرجات والاختلاط بهم حتى في معاملهم بالنسبة للكليات العملية، ومرافقتهم فى رحلاتهم، وتفتح بعض الكليات والجامعات مكتباتها للشباب من مختلف الفئات العمرية للاطلاع والاستعارة وممارسة الأنشطة الثقافية وغيرها، وتستحدث الجامعات الانشطة المجتمعية التى تزيل كل الفوارق بينها وبين المجتمع بمختلف فئاته وخاصة الشباب، وبالتالى يخرج الطالب من الثانوية عندما يريد اختيار مجال دراسته يكون على دراية بالعديد من جوانب اختياره. 


حتى أننا رأينا في الصين وتايلاند أن بعض الجامعات تخصص يوم أسبوعي تسمح لأساتذه الجامعة باصطحاب أطفالهم الصغار وأبنائهم لمحال عملهم، وخاصة المدارس والجامعات حتي يخرج الطفل على دراية بطبيعة عمل والده أو والدته ويدرك مدى ما يبذلونه من جهد وعمل في حياتهم ويستطيع الطفل أن يتخذ القدوة الحسنة مما يشاهده.

ويبقي السؤال: لماذا لا تقوم وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالى بعقد بروتوكولات تعاون تكفل تنظيم زيارات متبادلة بين المدارس والكليات حتي يخرج لدينا جيل لا تكون الزيارة الأولى للجامعة والكلية هى أول يوم دراسة إلزامية له. فالطالب عندنا يظل ينسج في ذهنه خيالات عن عالم الجامعة الذي سيقضي فيه سنوات من عمره لا لشيء سوى أنه لم يعرف عنه شيء. وكأنه يساق إلى مجهول...
في بعض البلدان رأينا الجامعات بلا أسوار، وفي بعض الجامعات رأينا متنزهات عامة في حدائق الجامعات وهذا بغرض إذابة الحواجز بين الجامعة والمجتمع.
من حق الطالب أن يختار عن دراية لا عن خيال.
نحتاج برامج توعيه مبكرة بعالم الجامعة. 
نحتاج للتفكير خارج الصندوق فالجامعة ذات الأسوار العالية لا تصنع جيلا يقدر العلم أو يحسن الاختيار.

الجريدة الرسمية