رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ التضامن الأفروآسيوي (1)

تاريخ التضامن الأفروآسيوي، أغفله المؤرخون، وتجاهلته كتب التاريخ، عمدًا أو عن إهمال وسوء تقدير. وفي السطور التالية، نستعرض أحد أهم مشاهد الملحمة الطويلة، التي كان بطلها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي ارتأى أن تقسيم العالم بين قطبي؛ الشرق حيث الاتحاد السوفيتي، والغرب حيث الولايات المتحدة الأمريكية، وانحياز الدول، إما شرقًا أو غربًا، سيودي بالدول الصغرى إلى الانهيار، وفقدان حريتها واستقلالها الذي حصلت عليه معظمها للتوِّ. فقرر ناصر، مع نهرو، وتيتو، وبعض قادة التحرر الأفارقة، إنشاء كتلة عدم الانحياز والحياد الإيجابي.

ثم أسفر فكر الزعيم عن تأسيسي منظمة تجمع شعوب عدم الانحياز، كظهير للحكومات الأعضاء في الحركة.. فكانت منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية. بعدها بقليل بدأ التفكير في إنشاء لجان تمثل الدول الأعضاء في المنظمة، فكان قرار إنشاء اللجنة المصرية للتضامن الأفريقي الآسيوي. كان ذلك أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وبالتحديد في عام 1961، وفي ذروة المد الثوري، وحركات التحرر في أفريقيا.

 

وأسند الإشراف على اللجنة إلى "الاتحاد القومي"، وهو تنظيم سياسي مصري أنشئ في 3 نوفمبر 1957 طبقًا لما نص عليه دستور 1956 بالمادة رقم 192 ليعمل على تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة ولحث الجهود لبناء الأمة بناء سليمًا من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وجاء الاتحاد القومى ليحل محل هيئة التحرير وانتهى وجوده مع تأسيس الاتحاد الاشتراكي.

وكان المشرف على الاتحاد القومي هو المرحوم كمال الدين حسين، أحد الضباط الأحرار في ثورة ٢٣ يوليو، ولد فى 2 يونيو ١٩٢١.. وكان عضوًا بمجلس قيادة الثورة، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية وإلتحق بوحدة مدفعية الميدان بالصحراء الغربية وقدم طلب إحالة للاستيداع في ١٩٤٨ للتطوع ليحارب مع الفدائيين، تحت قيادة البطل أحمد عبدالعزيز.

نشأة التضامن الأفروآسيوى

 

فى عام ١٩٤٩التقى عبد الناصر بكمال الدين حسين وصار عضوا في اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، واشترك مع عبد الحكيم عامر وزكريا محيى الدين في وضع الخطة التفصيلية لتحرك قوات الجيش ليلة الثورة، وتقلب بين المناصب، وعين وزيرا للشؤون الاجتماعية ثم وزيرا للتربية والتعليم.. وساهم في تأسيس نقابة المعلمين، ثم جاء وزيرا للإدارة المحلية ثم اختير نائبا لرئيس الجمهورية للخدمات المحلية والإسكان والمرافق، وفى مارس 1964 بدأت الخلافات تدب بينه وبين مجلس قيادة الثورة وعبدالناصر، وقدم استقالته أكثر من مرة للرئيس عبدالناصر، وقُبلت في المرة الأخيرة واعتزل الحياة السياسية، ثم عاد إليها مجددًا فى عهد السادات، حيث انتخب عضوًا بالبرلمان عن دائرة بنها، وتُوفى في ١٩ يونيو 1999.

أما الوحدة المصرية السورية والتي عُرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة عام 1958م، فلم تدم سوى 44 شهرًا، وأثناءها كانت سوريا تسمى "الإقليم الشمالي"، ومصر "الإقليم الجنوبي". وأمدني مسئولو منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية بقرار إنشاء اللجنة المصرية للتضامن الأفريقي الآسيوي.. وهذا نص القرار:

الجمهورية العربية المتحدة.. الاتحاد القومي.. الإقليم الجنوبي.. مكتب المشرف.

قرار المشرف على تنظيم الاتحاد القومي رقم 10 لسنة 1961، بشأن تشكيل لجنة التضامن الأفريقي الآسيوي بالإقليم الجنوبي من الجمهورية العربية المتحدة.

المشرف على تنظيم الاتحاد القومي.. قرر:

مادة 1: تشكيل لجنة التضامن الأفريقي الآسيوي بالإقليم الجنوبي من الجمهورية العربية المتحدة من السادة: 

1 – أنور السادات (رئيسًا).. 2 – يوسف السباعي (أمين سر اللجنة).

ونواصل في مقال قادم بإذن الله..

الجريدة الرسمية