رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب أفغانستان.. مطالبة وزير الخارجية الألماني بالاستقالة من منصبه

وزير الخارجية الألماني
وزير الخارجية الألماني

 

طالب السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالاستقالة بسبب سياسته في التعامل مع أزمة أفغانستان.
وكتب ميرتس في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة "فوكوس" الألمانية اليوم السبت: "إذا صح أن أجهزة الاستخبارات وإدارة السفارة نصحتا بالإجلاء قبل أيام من الاستيلاء على كابول، لكن وزير الخارجية الألماني تجاهل هذه النصيحة، فعليه أن يستقيل.. ظهوره ومحاولاته للتبرير لا تسبب سوى الإحراج".
وعلى غرار أجهزة استخبارات أجنبية، استخفت وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) بسرعة ومدى تقدم طالبان في السيطرة على أفغانستان حتى اللحظات الأخيرة.
وبحسب تقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، حذرت وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية الحكومة الألمانية قبل سنوات من انهيار الدولة الأفغانية.
وتعالت في الأيام القليلة الماضية أصوات من مختلف التيارات السياسية بالمطالبة باستقالة وزير الخارجية.
وقد دعا رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، إلى عدم جعل ماس، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عضوًا في مجلس الوزراء الألماني بعد الانتخابات العامة المقررة في سبتمبرالمقبل.

في السياق ذاته حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم السبت على التفكير بعمق في سبب عدم نجاح الغرب، بعد 20 عامًا ومساهمات اقتصادية كبيرة في ترسيخ نظام سياسي واجتماعي مستقر في أفغانستان.
وخلال فعالية ضمن الحملة السابقة للانتخابات المقررة في 26 من سبتمبر، قالت ميركل إن "الغرب نجح في هدفه بألا تكون أفغانستان بؤرة للإرهاب العالمي، كما كان الحال في عام 2001"، لكنها أقرت بأن المهمة الدولية هناك كانت أكثر طموحا وانتهت بالفشل.
وقالت "الآن لا يوجد تهديد إرهابي قادم أفغانستان. لكن المهمة كانت أوسع، كنا نريد حياة أكثر حرية وأفضل للجميع، وخاصة للنساء والفتيات. لم نحقق ذلك".
ولهذا دعت المستشارة الألمانية إلى التفكير بعمق حول ما يمكن أن يفعله الغرب في هذا النوع من المهام، وكيف يمكنه تحقيقه، وكذلك معرفة ما لا يمكن أن يطمح إليه.
وأجلت ألمانيا من أفغانستان نحو ألفي شخص، أغلبهم بات موجودًا الآن في أراضيها.

مطار كابول

من ناحيته قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إنه جار  محاولة إتمام عملية الإجلاء من أفغانستان بطريقة آمنة، مشيرا إلى أن الوضع في محيط مطار كابول يتغير كل ساعة.

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي اليومي بشأن الوضع في أفغانستان، أن العمليات الأمريكية في أفغانستان تستهدف تأمين مطار كابول وقيادة العملية الجوية لإجلاء الناس.

وتابع: "لدينا اتصالات مستمرة مع قادة طالبان وخاصة في العاصمة كابول، ونقوم بعملية إجلاء غير قتالية من أفغانستان ومهمتنا الحالية هي تأمين مطار كابول".

واستطرد: "تقييم المخاطر في أفغانستان يتغير كل ساعة وعندما قلت إن كابول لا تواجه خطرا وشيكا كان ذلك حقيقة لكن الأمور تغيرت بشكل كبير".
يذكر أن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قالت اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبي لم يعترف بحركة طالبان، ولا يجري محادثات سياسية معها.

وقالت فون دير لاين إنها ستقترح زيادة المساعدات الإنسانية التي خصصتها المفوضية لأفغانستان هذا العام، وهي 57 مليون يورو، مؤكدة أن الأموال مرهونة باحترام حقوق الإنسان وحسن معاملة الأقليات واحترام حقوق النساء والفتيات.

وأدلت رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي بالتصريحات هذه بعد زيارتها مركز استقبال في مدريد لموظفين أفغان لدى مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، جرى إجلاؤهم مؤخرا من كابل.

12 ألف تم إجلاؤهم


إلى ذلك قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن نحو 12 ألف أجنبي وأفغاني يعملون لدى السفارات ومنظمات الإغاثة الدولية تم إجلاؤهم من أفغانستان منذ دخول مقاتلي طالبان العاصمة كابل.

نصحت السفارة الأمريكية في أفغانستان، الرعايا الأمريكيين بتجنب السفر والتوجه إلى مطار كابول، حيث تجرى عمليات الإجلاء، بسبب "تهديدات أمنية محتملة".

بوابات مطار كابول


وقالت السفارة الأمريكية في كابول، اليوم السبت في بيان، إنه "بسبب التهديدات الأمنية المحتملة خارج بوابات مطار كابول، فإننا ننصح مواطني الولايات المتحدة بتجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت ما لم تستقبل تعليمات فردية من ممثل حكومة الولايات المتحدة للقيام بذلك".

مسلحو طالبان


يذكر أنه في 15 أغسطس استطاعت حركة طالبان السيطرة على العاصمة الأفغانية، كابول، بدون مقاومة تذكر بعد أقل من أسبوعين من بدء الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي طالبان وبقيت ولاية بنجشير الواقعة شمال شرق كابول، الولاية الوحيدة خارج سيطرة حركة "طالبان".
 

الجريدة الرسمية