رئيس التحرير
عصام كامل

مرحبًا بقناة الجزيرة

قد يكون ترحيبي بقناة الجزيرة في القاهرة تغريدا خارج السرب.. لكنها قناعاتي، وقد تكون سعادتي بإطلالة مسئولين مصريين وشخصيات عامة من قناة الجزيرة القطرية خروجا عن الجمع.. لكنها الخطوة التي انتظرتها وطالبت بها.. انتقدت قناة الجزيرة كثيرًا بسبب جنوحها، وانتقدها غيري في مصر وبعض الدول العربية، لكن مقاطعتها جنوح إلى الخسارة، وكاذب أنا، ومن انتقدها مثلي إذا لم نقر بنجاحها وجماهيريتها.

أسعدتني إطلالة مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة من القاهرة، وتحديدًا من على شاطئ النيل، فوجود مصر بإنجازاتها ونجاحاتها وحتى بأزماتها على شاشة قناة الجزيرة مهم لمصر وللقناة القطرية، فمصر بالزخم الذي تشهده يوميًا مادة ثرية تتمناها أي وسيلة إعلامية، كما أن الجزيرة (حال حيادها) نافذة مهمة لأي دولة تسعى إلى وصول صوتها لجماهير أكثر في الداخل والخارج، ولو لم يدرك العالم أهمية الجزيرة لما أطل منها كبار المسئولين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي اختارها ليتحدث منها إلى المنطقة في أول إطلالة له من وسيلة إعلام عربية.

وأسعدتني إطلالة وزير الخارجية المصري سامح شكري من قناة الجزيرة، ولم أتوقف أمام مقاطعته لها في السابق، فالمقاطعة واردة، والعودة واردة، وبالتأكيد كانت العودة مفيدة للطرفين، القناة والوزير.

أهمية التواصل

أكثر من مرة كتبت في هذه الزاوية عن أهمية التواصل مع قناة الجزيرة من خلال ضيوف من الوزن الثقيل، خاصة أننا لم نعلن مقاطعتها إلا من المسئولين، وتركنا مهمة اختيار الضيوف المصريين لإدارة القناة، فكان المتوفر أمامها ضيوف أغلبهم غير مقنع، وتحول ظهور بعضهم في الفترة الأخيرة إلى (سبوبة) فلا نحن قاطعنا حتى نغيب كطرف فاعل في النقاش.. ولا نحن تواصلنا من خلال متحدثين لديهم الخبرة والمعلومات لتصل رسالتنا بالطريقة التي نريدها، وكان الفائز في شبه القطيعة هو القناة، لأنها فعلت شعارها (الرأي والرأي الآخر) بوجود الطرف المصري، غير مبالية بضعف إمكانياته، المهم..أنها فعلت شعارها.

لن أتوقف أمام السؤال الذي يشغل بال الكثيرين.. هل يعود مكتب قناة الجزيرة في القاهرة ؟ فالمهم الآن هو سعادتي بتلك الانفراجة، وبالتوازن الذي تسعى إليه قناة الجزيرة في الفترة الأخيرة، وبالضيوف المصريين الذين يطلون منها حاليًا.. أعلم أن فتح قنوات اتصال مع القناة الأشهر في المنطقة العربية لا يروق للبعض، ومنهم مذيعون في قناة الجزيرة نفسها، لكن التواصل مهم، كما التواصل مع سكاي نيوز عربية وقناتي العربية والحدث إلى جانب القنوات العالمية. علينا ألا ننغلق على أنفسنا، وألا نكتفي بإعلامنا المحلي، لأن مكاننا الشاغر في الإعلام الخارجي قد يملؤه غيرنا بما لا يروق لنا.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية