رئيس التحرير
عصام كامل

تغريدة تضع رأس مواطن مصري على حبل الإعدام في الكويت.. والتهمة جاسوس

إعدام - صورة تعبيرية
إعدام - صورة تعبيرية
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى، آلة قادرة على إشعال الحروب بعدد محدود من الحروف، وتفكيك مجتمعات، وتشوه بشر، ووصلت مؤخرًا لحد تلفيق اتهامات جنائية ربما يدفع ضحاياها حياتهم ثمنًا لها، وتجبر السلطات الرسمية على التحرك بهدف التأكد من صحتها خشية صدق المعلومة وإلحاق الضرر بالأمن القومى للدول.


الكويت كباقي المجتمعات العربية باتت رهينة فى قبضة مواقع التواصل الاجتماعى، ويعلم مستخدمو "تويتر" هناك مدى قدرتهم على دفع السلطات لإصدار القرارات بضغط "التغريدات".

جاسوس مصري 
تجسد مدى تحكم التغريدات فى مصير البشر، مؤخرًا فى الكويت، من خلال واقعة كادت أن تقود رقبة مواطن مصري إلى حبل الإعدام بتهمة الجاسوسية والعمل لصالح جهاز استخبارات أجنبى.

تفاصيل الواقعة المحزنة التى تعكس مدى سيطرة "السوشيال ميديا" على مصير حياتنا، بدأت بتناقل كويتيون صورة لشاب مصري يدعى محمد القاضى، يعمل فى مطعم شاورما، وظهر فى الصورة التى أثارت الضجة الأمنية مرتديًا زي الجيش المصري أثناء فترة تجنيده، لتثير موجة تعليقات وتحليلات وتكهنات حول سر ظهوره مرتديًا زي عسكري ووصلت لحد اتهامه الجاسوسية لجهل أصحاب التغريدات بطبعية التجنيد الإلزامى فى مصر.

مطعم الشاورما
وزعم أصحاب التغريدات، أنه "جاسوس" يعمل لصالح جهاز استخبارات، وصحب ذلك تعليقات مماثلة تحذر من الشاب محمد القاضي، مهندس زراعي، حسبما يُعرف نفسه بحسابه في تويتر، ويعمل حاليًا في أحد المطاعم بمنطقة السالمية.

قنبلة الأكاذيب حول صورة شاب ترك بلده ليعمل فى الغربة، خرجت من نطاق الشبكات الاجتماعية إلى السلطات الكويتية التي أعلنت استدعاءها للشاب المصري.


وقالت وزارة الداخلية الكويتية الجمعة الماضية، في بيان: إن جهاز الأمن الجنائي استدعى شخصًا من جنسية عربية، بعد نشر صورة له مرتديًا الزي العسكري.

وأوضحت الداخلية الكويتية، أنه "وبعد التحقيق اتضح أن الصورة المنشورة تعود لعام 2017 عندما التحق الشاب بالتجنيد الإلزامي في مصر".

وبعد إطلاق سراحه علق محمد القاضي عبر تويتر، قائلًا: "أنا بقيت تريند وجاسوس ظابط شغال في مطعم في الكويت ما شاء الله والله"، ودعا من طرحوا هذه التساؤلات إلى استضافتهم في المطعم الذي يعمل به.

بيان الشركة 
كما أصدرت الشركة المالكة للمطعم بيانًا، قالت فيه إن "الصورة المنتشرة لأحد موظفينا بالزي العسكري لجمهورية مصر العربية الشقيقة كانت له أثناء فترة التجنيد الإلزامي وليس ملتحقا بأي كلية عسكرية".


وأضاف البيان، أن "كل جامعي مدني في مصر بعد تخرجه ملزم بالتجنيد الإلزامي مباشرة، ويمنح رتبة شرفية "ضابط ملازم أول فترة محدودة" إلى أن تنتهي فترة التجنيد المقررة له، وهذا يشمل كل شاب مصري، علمًا أن الموظف لا يعمل بأي قطاع مدنى أو عسكري، سواء داخل الكويت وخارجها".

وأكدت الشركة أنها ستتخذ إجراءات قانونية "بحق كل من حاول التشهير أو المساس بسمعة الشركة أو أحد موظفيها".
الجريدة الرسمية