رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ودعوا جثمانه بالتصفيق والتهليل.. حكاية الطفل طارق شهيد لقمة العيش.. خرج طالبا للرزق فعاد في تابوت | فيديو

فيتو
«تصفيق وفرحة في أعين المشيعين، وهتافات تبدأ وتنتهي بـ الله أكبر الله أكبر.. يعلو أكتافهم نعش لجثمان يطوفون به أزقة قرية غير معلومة تمهيدا لدفنه»، هذا كان وصف لـ فيديو انتشر بشكل كبير على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خاصة في محافظة المنيا، فوجب علينا معرفة تفاصيل ذاك الفيديو، ولمن ذاك النعش المحمول على أكتافهم؟! وما هو سبب تصفيقهم؟!، في مشهد هو الأول من نوعه داخل نطاق محافظة عروس الصعيد.


« قرية القايات»

تواصلنا مع عدد كبير ممن قاموا بنشر ذاك الفيديو والذي اتضح لنا أنه لطفل في المرحلة الثانوية يدعى طارق ماهر حلمي وأن ذلك الفيديو تم تصويره أثناء تشييع جنازته في قرية القايات التابعة إداريا لمركز العدوة الواقع أقصى شمال محافظة المنيا، ورى لنا «و- م»، رافضا ذكر اسمه تفصيليا قصة ذاك الطفل والسبب في التصفيق أثناء تشييع جنازته.




حب يعتمد على نفسه من صغره

طارق هو طفل من أطفال قرية القايات، في المرحلة الثانوية الأزهرية، من أسرة متوسطة الحال، قرر أثناء فترة الإجازة أن يعمل بإحدى المزارع استغلالا لوقت فراغه وحصوله على راتب شهري يستطيع من خلاله الاعتماد على نفسه «حب يعتمد على نفسه من صغره»، على حد تعبيره.

اليشع الكائنة بمركز النوبارية

وصل إلى مسامعهبوجود أطفال وشباب تذهب إلى مزارع بقرية تدعى «اليشع الكائنة بمركز النوبارية التابعة إداريا لمحافظة البحيرة»، وهناك يعملون في مجال الزراعة والحصاد وخلافه، وأن ذلك العمل بتلك المزرعة يأتي من خلال شاب ثلاثيني من أبناء طنيدي التابعة لمركز مغاغة، وهو المركز المجاور لمركز العدوة مسقط رأس الطفل طارق.

تواصل الطفل طارق مع ذاك الشباب وأبلغ طارق ذويه بأنه سيتوجه للعمل في إحدى المزارع الموجودة في قرية اليشع الكائنة بمركز النوبارية التابعة إدارياً لمحافظة البحيرة.

حقوقه المالية 


وبعد مرور أيام على عمل طارق في المزرعة، بدأ الطفل يطالب بحقوقه المالية، «على عهدة الراوي»، من الشاب المقاول الذي اتفق معه طارق وابن محافظته، كونه هو «رئيسه في العمل والمسئول المالي على العاملين بالمزرعة» وازداد إلحاح الطفل على حقوقه المالية وبدأ يضيق صدر الشاب المقاول.

نادي الرماية بالقاهرة

وفى يوم الخميس الماضي، الموافق الأول من شهر يوليو للعام الجاري، أي منذ أسبوع تقريبا، وصل لأهل الطفل اتصال هاتفي مفاده بأن نجلهم طارق في طريقه للعودة إلى المنيا، وهو حاليا في نادي الرماية بالقاهرة، ساعة تلو الأخري ولم يصل الطفل إلى محل إقامته قرية القايات مركز العدوة.

تغيب طارق

بدأ أهالي القرية يدونون على صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك منشور ثابتا مفاداه: الطفل ده اسمه طارق متغيب من أمس الساعة السادسة ما بين النوبارية البحيرة _ وبين نادي الرماية ابن قرية القايات مركز العدوة محافظة المنيا واسمه: طارق ماهر حلمي، على من يجده التواصل معنا، ومرفق مع كل منشور صورة للطفل طارق.

أرشدهم على مكان الجريمة

تملك الخوف إخوة طارق، فقرروا السفر إلى قرية اليشع الكائنة بمركز النوبارية بمحافظة البحيرة محل عمل الطفل، وتوصلوا إلى المقاول الشاب، و بطريقة أو بأخرى اعترف الشاب لهم بأنه قد تخلص من الطفل، وأرشدهم عن مكان الجريمة، وقال لهم، «على عهدة الراوي»: قمت بضربه بحجر على رأسه.. فلم يكون أمام الإخوة وأمامهم شقيقهم الأصغر مقتولا إلا أن يقتلوا ذاك الشاب في نفس المكان، وبنفس الطريقة، وقاموا بتسليم أنفسهم إلى الشرطة وأبلغوا والدهم في المنيا بمضمون ما حدث: أخونا اتقتل واخدنا بتار أخونا.. وبعد أيام ستصلك جثة طارق وادفنوه وإحنا سلمنا نفسنا للشرطة، المقاول الشاب لم يتوف في ذات اللحظة وتم نقله للمستشفى ولكن بعد مرور أيام بسيطة توفى متأثرا بإصابته.
Advertisements
الجريدة الرسمية