رئيس التحرير
عصام كامل

سيف زاهر: حسن شحاتة يعلن اعتزال التدريب رسميا | فيديو

فيتو
كشف الإعلامي سيف زاهر، أن الكابتن حسن شحاتة المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر أعلن اعتزاله رسميًا التدريب.

اعتزال حسن شحاتة التدريب
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "ملعب أون تايم" المذاع على قناة "أون تايم سبورت": أن الكابتن حسن شحاتة من المنتظر أن يتجه إلى التحليل الفني للمباريات بعيدًا عن التدريب.


موهبة كبيرة
كل مَن رأى حسن شحاتة وهو يلعب كرة القدم سعيد الحظ لأنه شاهد واحدًا من ضمن جيل العمالقة الذي لم تحالفه الظروف في الوصول للعالمية نتيجه لأسباب ليس هنا المجال لسردها، ولكن تبقى نقطة مهمة ورئيسية خلال مسيرة المعلم وهو لاعب.

العودة من الاعتزال
وهو لاعب لم يختلف عليه أحد في أخلاقه داخل وخارج الملعب لدرجة أنه تحمل ما لا يتحمله بشر في عدم الإساءة لكل الجماهير التي تطاولت عليه في أمور أكثر مما يتعرض لها شيكابالا لاعب الزمالك الآن ولكنه تحمل وأعطى كثيرًا، وعندما حانت لحظة الوداع وفي لقاء اعتزاله حضرت جماهير غفيرة ملأت جنبات إستاد القاهره لتهتف: (حسن شحاتة يا حبيبنا.. وحياة كريم ما تسيبنا)، وبالفعل وبعد إعلان الاعتزال يعود حسن ملبيًا النداء ويستمر عامًا آخر وكانت قبلها تهتف (حسن شحاتة يا معلم.. خلي الشبكة تتكلم). 

والأكيد أن بداية الإعلانات التليفزيونية لنجوم كرة القدم كانت بين نجمين الأهلي والزمالك وطبعًا نجم الشباك الأول في الزمالك المعلم حسن شحاتة، وفي الأهلي الكابتن محمود الخطيب بيبو في إعلان عن معجون حلاقة. 

وأتذكر أن كيمبس نجم الأرجنتين وهداف مونديال  78 عندما حضر إلى القاهرة في تسعينيات القرن الماضي في مهرجان اعتزال جمال عبد الحميد أبدى اندهاشًا أن حسن شحاته اعتزل الكرة منذ عشر سنوات رغم أن لياقته تسمح له بالاستمرار عندما شاهده في الملعب. 

مشوار التدريب
ودع حسن شحاتة أيام النجومية ونجم الشباك الأول في القلعة البيضاء ليبدأ مشوار العمل في التدريب بادئًا من القاع حيث تدريب الناشئين ثم جولة في الدول العربية ليعود بعدها ويكون المتخصص الأول في تصعيد أندية القسم الثاني للدوري الممتاز فعلها مع المنيا والشرقية والمقاولون العرب. 

منتخب الشباب
في عهد مجلس اللواء يوسف الدهشوري حرب 2000-2004 وقع الاختيار على المعلم حسن شحاتة لقيادة جيل من الشباب، ورغم كمية الحرب عليه لدرجة أن أحد أعضاء المجلس الكرويين قال إن شحاتة عجلاتي وليس له في التدريب ولكن الرد عمليًا في الملعب حيث قاد الفريق للفوز بالأمم الأفريقية 2003 في بوركينا فاسو وتأهل للمونديال في الإمارات.

أغلق صفحة المنتخبات ليحقق إنجازًا آخر غير مسبوق مع قلعة ذئاب الجبل ولم يستطيع أحد أن يكرره وهو قيادة المقاولون العرب للفوز بكأس مصر عام 2004 ثم السوبر المحلي بعد أن أقصى من طريقه النادي الأهلي بقيادة العالمي مانويل جوزيه وفاز على الزمالك بقيادة أوتوفيستر ومن قبلهما الإسماعيلي. 

تدريب المنتخب بالصدفة
في 2004 ودع الفراعنة تصفيات مونديال 2006 قبل انتهاء الدور الأول من التصفيات على يد الإيطالي ماركو تارديللي وقتها كان الكابتن عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة المؤقت واختار المعلم حسن شحاتة لقيادة المنتخب بصفة مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب أجنبي ربما يعمل معه شحاتة معاونًا في المستقبل ولكنها إرادة الله تعالى أن تفشل كل الجهود في الاستعانة بمدرب أجنبي، ويتم في 13 يناير 2005 التعاقد مع حسن شحاتة مديرًا فنيًا مع جهازه المشهور شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان وسمير عدلي والدكتور أحمد ماجد.

رحل عصام عبد المنعم من الاتحاد، وجاء المجلس المنتخب بقيادة سمير زاهر ومعه كوكبة من النجوم شوبير ومجدي عبد الغني وأيمن يونس وغيرهم ولم تكن هناك قناعة بالمعلم وجهازه ونحن مقبلون على استضافة بطولة الأمم الأفريقية 2006.

وجاء مجلس زاهر والمنتخب أمامه موقعة مهمة في تصفيات المونديال 2006 أمام كوت ديفوار في أبيدجان، وبالفعل خسر المنتخب والمعلم 0-2، وتم الاتفاق على استمراره حتى انتهاء المباراة الثانية أمام الكاميرون وبعدها الاتفاق مع مدير فني آخر، والجميع مطمئن أن الفريق سيخسر باعتبار أن اللقاء حياة أو موت بالنسبة لأسود الكاميرون. 

سافر المعلم والفريق واتحاد الكره يجهز قرار الإقالة والبحث عن مدير فني جديد، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وإذ بالمنتخب يتعادل مع الكاميرون ويقصيها من الذهاب للمونديال بهدف التعادل الذي أحرزه محمد شوقي في مباراة كانت في نهار شهر رمضان ولكن إرادة الله تعالى فوق الجميع.

وهل تسكت محاولات اتحاد الكرة؟ بالطبع لا كانت الخطة في البحث عن شخص قوي يقود الفريق للفوز بالبطولة التي تستضيفها مصر، وكان الكابتن محمود الجوهري هو الخيار الأول من خلال التنسيق بين الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والدكتور ممدوح البلتاجي وزير الشباب والرياضة آنذاك والمعلم وجهازه على علم بالتفاصيل ومكان اجتماع الثلاثي، وتم إجهاض المؤامرة من خلال عنوان صدر في إحدى الصحف القومية (الجوهري.. تاني) لتبدأ بعدها مسيرة الإنجازات مع المعلم ليسطر تاريخًا غير مسبوق أسعد الملايين من عشاق الساحرة المستديرة.

علاقة المعلم بالرئيس مبارك
خلال تلك الفترة من تاريخ مصر كانت كرة القدم وبالأخص المنتخب الوطني هو مصدر السعادة للشعب، والتفت جميع الجهات حولها وأولها مؤسسة الرئاسة حيث كان الرئيس الأسبق حسني مبارك ينادي المعلم بلقب (يا أبو علي)، وعندما شكا المعلم له من هجوم شوبير ومجدي عبد الغني عليه لم يجد مبارك حرجًا من التنبيه على الثنائي بعدم الاقتراب من المعلم وإلا.

وحكاية راتب شحاتة التي حدثني بها الكابتن سمير زاهر أنه بعد أحد الاجتماعات الرئاسية مع الفريق (جهاز فني ولاعبين) يروي زاهر أن مبارك بعد أن استقل السيارة نادى عليه ليحدثه من داخل السيارة (شوفوا راتب حسن شحاتة وأعطوه ما يطلبه لا نريد أن يذهب إلى أي دولة أخرى)، ولما لا فالمعلم أصبح "نمبر وان" مصريًا وعربيًا وأفريقيًا والعالم كله يتحدث عنه.

الفصل الأخير
وبعد خسارة المنتخب من جنوب أفريقيا والفشل في التأهل للأمم الأفريقية بعد ثورة يناير أبلغ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة آنذاك الكابتن حسن شحاتة أن المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري يطلب منه الرحيل والاستقالة وبالفعل تقدم باستقالته.

المفاجأة أن المشير كان قد طلب رحيل مجلس زاهر واستمرار المعلم ولكن ذكاء زاهر حول الموضوع لصالحه ولكن لم يمكث كثيرًا بعد أن جاءت أحداث بورسعيد لتقضي على الأخضر واليابس وتنتهي صفحة من أجمل صفحات تاريخ الكرة المصرية.

الجريدة الرسمية