رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إلغاء الموسم.. 10 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة

مناسك العمرة
مناسك العمرة
الحجّ رُكن من أركان الإسلام، وهو فرضٌ على المسلم المستطيع مرّة واحدة في العمر؛ قال -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).


واتّفق الفقهاء على فرضيّته؛ لورود الأدلّة على ذلك في الكتاب، والسنّة؛ ففي فرضيّته مرّة واحدة في العمر قال -صلّى الله عليه وسلم-: (أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ).

ويكون الحجّ واجباً على المسلم أكثر من مرّة، كأن ينذر أن يحجّ، وبذلك يجب عليه الوفاء بالنَّذْر، وقد يكون الحجّ مُحرَّماً عليه، كأن يخرج إلى الحجّ بمالٍ حرام، وقد يكون مكروهاً، كأن يخرج إليه وأبواه في حاجة إلى مَن يخدمهما، ونحوه.

وحفلت السنة النبوية المطهرة بأحاديث صحيحة تتحدث عن أفضل الأعمال التي تضاهي في ثوابها أجر الحج والعمرة، ولما كان الحج من أفضل الأعمال، والنفوس تتوق إليه لما وضع الله في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم.

وننشر في التقرير التالي أبرز الأعمال التي تضاهي أجر وثواب أداء الحج والعمرة:

1- التسبيح والحمد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثكم بمال لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين". رواه البخاري.

2- صلاة الفجر في جماعة، ثم ذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تامة تامة تامة". أخرجه الترمذي في جامعه.

3- شهود الجمعة، يعدل حجة تطوع قال سعيد بن المسيب هو أحب إلى من حجة نافلة وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هدياً إلى بيت الله الحرام.

4- الخروج إلى المسجد ﻷداء صلاة مكتوبة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المحرم ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر". رواه أبو داود في سننه.

5- بر الوالدين:

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلاً ببر أمه وقال له "أنت حاج ومعتمر ومجاهد" ويعني: إذا برها.

6- الخروج إلى صلاة العيدين:

وقال بعض الصحابة الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة ويوم الأضحى يعدل حجة.

7- قضاء حوائج الناس:

قال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة.

8- صلاة العشاء في جماعة:

قال عقبة بن عبد الغافر: صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغد في جماعة تعدل عمرة.

وقال أبو هريرة لرجل: بكورك إلى المسجد أحب إلي من غزوتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الإمام أحمد.

9- أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالنفل بالحج والعمرة وغيرهما فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء ما افترض عليهم، وكثير من الناس يهون عليه التنقل بالحج والصدقة ولا يهون عليه أداء الواجبات من الديون ورد المظالم وكذلك يثقل على كثير من النفوس التنزه عن كسب الحرام والشبهات ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحج والصدقة.

10- كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره وهو أشف على النفوس قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد ليس الاعتبار بأعمال البر بالجوارح، وإنما الاعتبار بلين القلوب وتقواها وتطهيرها عن الآثام.

الحِكمة من فرضيّة الحَجّ
الحجّ رُكن عظيم، وطاعة جليلة فَرَضها الله -تعالى- على عباده، وجعل فيها العديد من الحِكَم والمنافع العديدة، والتي يُذكَر منها ما يأتي:

تعظيم شعائر الله -تعالى-، وهذا مقصد مُهمّ من مَقاصد الشريعة؛ قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب).

تطهير الحاجّ من ذنوبه؛ بمغفرتها وتكفيرها له، فيرجع إلى وطنه نقيّاً من الذنوب كاليوم الذي وُلِد فيه؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ).

مُضاعَفة أجر الصلاة في الحَرَم، وفي ذلك منفعة عظيمة للمسلم؛ حيث تعدل الصلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة فيما سواه؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).

إبعاد الفقر عن الحاجّ وسلامته منه إذا تابع بين الحجّ والعمرة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ).

تحصيل منافع مادّية في الحَجّ؛ فقد أباح الله -تعالى- للحُجّاج التجارة في الحَجّ إن لم يكن ذلك يشغلهم عن حجّهم. تقوية روابط الأُخوّة الإسلاميّة والتعارف بين المسلمين القادمين من مختلف الأعراق والبُلدان، فتتجلّى مظاهر الوحدة الإسلاميّة، والإخاء.

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية أعلنت أنه تقرر قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442هـ للمواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية فقط بإجمالي 60 ألف حاج، وذلك في ظل ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وظهور تحورات جديدة له.

الفئات العمرة المحددة للحج 

وشددت على ضرورة أن تكون الحالة الصحية للراغبين في أداء مناسك الحج خالية من الأمراض المزمنة، وأن تكون ضمن الفئات العمرية من (18 إلى 65 عاماً) للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين، بحسب " واس".

سلامة الحجاج 
وقالت الوزارة في بيان لها:" تؤكد وزارة الحج والعمرة أن حكومة المملكة العربية السعودية تولي دومًا سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم حرصًا بالغًا وعنايةً تامة، وتضع ذلك في مقدمة أولوياتها؛ امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج والعمرة، وتمكّنهم من الوصول إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة، إذ تشرفت المملكة خلال السنوات العشر الماضية فقط بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج.

تداعيات جائحة كورونا

وأضافت: في ضوء ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وظهور تحورات جديدة له، فقد عملت الجهات المختصة - صحيًّا وتنظيميًّا - على المتابعة الدقيقة للوضع الصحي العالمي، من أجل ضمان تأدية مناسك الحج وتيسيرها وفق نموذجٍ أمثل، في ظل المستجدات المتسارعة المصاحبة لذلك الوباء، ومدى تقدم دول العالم في تحصين مواطنيها والمقيمين فيها، وعدد الإصابات فيها، مع استصحاب التحذيرات من خطورة ازدياد تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية، الصادرة من منظمة الصحة العالمية، ومن الجهات المعنية في المملكة وفي عديد من الدول.

الجريدة الرسمية