رئيس التحرير
عصام كامل

حوار جانبى بين فاتن حمامة وجيفارا ينشره أحمد بهاء الدين

الممثلة فاتن حمامة
الممثلة فاتن حمامة
زى النهاردة عام 1928 ولد الزعيم الثورى المناضل تشى جيفارا أشهر الشخصيات الثورية فى التاريخ الحديث، أعجب بثورة يوليو المصرية كما أعجب بالرئيس عبد الناصر فحضر إلى القاهرة عام 1965، والتقى بكتاب مصر وأدبائها وفنانيها.


وفى أحد لقاءاته حضرت الفنانة فاتن حمامة وأجرت معه حوارا جانبيا حول عدة نواح فى حياته، سجله الكاتب أحمد بهاء الدين وأعاد نشره فى مجلة "صباح الخير" بعد استئذان صاحبة الحوار فى صورة مقال بقلمه.



كتب بهاء الدين يقول: بدأ الحديث حول السينما المصرية والعالم فحدثته الممثلة المصرية عن فيلمها الأخير "الحرام" عن قصة الدكتور يوسف إدريس، وكتب السيناريو سعد الدين وهبة.

وقالت لجيفارا إنه فيلم واقعى عن حياة عمال التراحيل فى الريف المصرى يروى مأساتهم دون دعاية مفتعلة.

الواقعية الاشتراكية 
قاطعها جيفارا ضاحكا وهو يقول: عظيم جدا ألا يكون الفيلم مجرد دعاية وأن يناقش قضية، فهذه الدعاية السافرة هى عيب ما يسمونه الواقعية الاشتراكية فى الفن، فالواقعية لا تكفى فى العمل الفنى إذا كان رديئا من الناحية الفنية، كما أن الفن الجيد هو الذى يستخدم فيه الفنان حواسه كلها، فالرسم التجريدى مثلا عيبه فى رأيي أن الفنان لا يستخدم فيه إلا حاسة البصر فقط، والواقعية الاشتراكية عيبها أن الفنان يستخدم فيها معلوماته السياسية فقط، ولهذا فكل منهما ناقص فى رأيي.



سألته فاتن حمامة عن فنون الترفيه فى كوبا التى اشتهرت بالرقص والاحتفالات المبهجة وقالت إنها قرأت نقلا عن إحدى الصحف الأمريكية أن الكوبيين لم يعودوا يرقصون كما كانوا يفعلون من قبل؟

الرقص عند الكوبيين

ضحك جيفارا بشدة وقال: مستحيل.. لا يوجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنع الكوبيين من الرقص، خاصة أن الأهداف الستة التى أعلنها كاسترو مثل العمل للجميع والخبز للجميع يوجد ايضا الترفيه للجميع، والترفيه عند الكوبى معناه الرقص قبل اى شيء، ويأتى بعد الرقص لعبة البيبسول.

لعبة الشطرنج 
سألته فاتن حمامة وهل هى لعبته المفضلة؟ فقال: أحببتها وتعودت على لعبها قبل النضال لكن الآن كلما ذهبت إلى أحد الأندية لألعبها يملأ رجال الأمن والبوليس المكان ويتجمع الناس فأمتنع عن اللعب تلافيا للضجيج .. لكنى أحب لعب الشطرنج وكتابة الشعر.

سألته فاتن حمامة: معنى ذلك أن حياتك قبل الثورة كانت اكثر راحة وتحررا من الرسميات؟

حب المغامرة
قال جيفارا: أنا لست كوبيا الاصل، ولست شيوعيا لكنى كنت أهوى الماركسية.. أنا من الارجنتين، وكنت أحب المغامرة فى صباى لدرجة انى طفت الولايات المتحدة تقريبا بالسيارات ومع ذلك لم اكن لاعبا، فقد درست وتخصصت فى علاج مرضى الجذام متأثرا بأحوالهم، لكنى سمعت ان هناك ثورة قامت فى جواتيمالا فذهبت إلى هناك وحصلت على اذن بمزاولة الطب هناك، وفعلت حتى ضربت امريكا الثورة فتركت جواتيمالا الى المكسيك وهناك التقيت بالزعيم كاسترو، ومنذ 12 سنة لم نفترق فليس هناك راحة فى حياتى.

سألته: ماهى حكمتك المفضلة فى الحياة ؟ قال جيفارا: كن واقعيا واطلب المستحيل.

سألته فاتن : هل انت متزوج ؟ فقال: نعم تزوجت مرتين؛ الاولى فى جواتيمالا من هيلدا غاديا كوستا ولدي منها ابنة "هيلديتا"، وتم الانفصال ومازلنا صديقين، والثانية اليدا ماش من كوبا ولدي منها اربعة ابناء، آخرهم علمت بميلاده وانا فى القاهرة.
الجريدة الرسمية