رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله الـ 45.. حسين صدقي الفنان المُصلح

الفنان حسين صدقى
الفنان حسين صدقى
في مثل هذا اليوم 16 فبراير 1976 رحل الفنان حسين صدقي الذي اشتهر بالخلق الكريم وتقديم العظة والنصح والارشاد من خلال اعماله الفنية ذات القيمة الهادفة ورغم ذلك أوصى بحرق جميع اعماله قبل وفاته، حتى سمى بواعظ السينما المصرية وشيخها، ايضا لقب بخلوق السينما المصرية، الخجول، الشيخ حسين.


والفنان حسين صدقي من مواليد عام 1917 بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة، رحل والده وهو طفلا وتولت والدته التركية تربيته وتنشئته تنشئة دينية، أحب الفن خلال دراسته في مدرسة الابراهيمية مع زملائه جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات، فقرر دراسته في الفترة المسائية بالمعاهد الحرة، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ليبدأ مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات فى محاولة لايجاد سينما هادفة ومعالجة سلبيات الواقع الاجتماعي في ذلك الوقت،

بدأ حسين صدقى العمل بالسينما عام 1936 بدور صغير فى فيلم "تيتاونج" الا انه اشتهر بتقديم فيلمه العزيمة فى دور البطولة ليظل بعدها فتى الشاشة الأول مايزيد على ربع قرن.

اشتهر حسين صدقي بتقديم الافلام ذات الطابع الاجتماعي الهادف والذي يدعو الى القيم والمثل العليا ، كما قدم ايضا الادوارالرومانسية ، فقدم مجموعة من الأفلام الهادفة بلغت اكثر من 35 فيلما منها: الدفاع ، طريق الشوك ، العزيمة ، "الأبرياء "الذى عالج فيه قضية الطفولة المشردة ، "المصرى افندى " الذى عالج فيه قضية القضاء والقدر ، وكان قد أوحى إليه بقصته صديقه الشيخ محمود شلتوت الذى كانت تربطه به صداقة قوية بحكم الجوار؛ ويصف شلتوت صدقى بأنه رجل يجسد معانى الفضيلة؛ ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التى تتفق مع الدين.
 


وفي فيلم "معركة الحياة "قدم قضية الصراع بين الخير والشر ، وفى "البيت السعيد" ينظم العلاقة داخل الاسرة الواحدة .

الا انه حين قدم فيلم "العامل "عام 1942 الذى يناصر العمال ويناقش اوضاعهم وقضاياهم، اعترض على عرضه الملك فاروق فى ذلك الوقت واصدر وزير الداخلية الوفدى فؤاد سراج الدين قرارا بمنع عرضه فى السينما .



ايضا فى فيلم "يسقط الاستعمار" الذى دار حول معركة المصريين مع الانجليز فى منطقة القناة عام 1951 وقد رفض الملك فاروق ايضا عرض هذا الفيلم ولم يعرض الا بعد قيام الثورة وخلع الملك .



وبعد زواج الاميرة فتحية شقيقة الملك من رياض غالى وما احدثه من ضجة فى مصر قدم فيلم "الشيخ حسن " ينظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر .

ونظرا لطبيعة الافلام التى يقدمها والتى تكون دائما بعيدة عن اهداف المنتجين أسس صدقى شركة "افلام مصر الحديثة" أنتج وأخرج من خلالها عددا من الأعمال السينمائية.

بعد اعتزاله الفن وبناء على رغبة أهالي الحي الذي ولد فيه قررالترشح في مجلس النواب ،وتقدم بكثير من الاقتراحات والمشروعات من بينها منع تداول الخمور فى المحلات والنوادى الا انه اصطدم بتجاهل المسئولين لما يقدمه ، ولم يكرر هذه التجربة.

اخبار ماسبيرو.. الإذاعة تحتفل بذكرى رحيل حسين صدقي الليلة

أوصى الفنان حسين صدقي قبل وفاته بحرق كل أفلامه إلا فيلما واحدا حيث قال لأولاده: (أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد.) ذلك الفيلم الذى تنازع على تمثيله مع الفنان فريد شوقى واضطر الى انتاجه رغم ضخامة هذا الانتاج ليفوز ببطولته فى النهاية .

ايضا كان صدقي يرتبط بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود ــ شيخ الأزهر وقتئذـ حيث كان يستشيره فى كل أمور حياته وعمله بالتمثيل حتى وصل معه الى قراره بالاعتزال عام 1956 ومن حظه الكبير حضور الشيخ لحظة رحيل الفنان حتى أنه لقنه الشهادة قبل الرحيل وصلى عليه بشهادة ابناء الراحل حسين صدقي .
الجريدة الرسمية