رئيس التحرير
عصام كامل

متطوع لانتشال الجثث بقاع النيل في قنا يروي سر المهنة.. ويفسر قصص عفاريت المشرحة l فيديو

صياد الجثث
صياد الجثث
"خرجت جثث من النيل وكان عمري 16 سنة، ودخلت المشرحة متبرعا بالعمل بها  لمساعدة الطبيب الشرعي في التشريح، والجثث المتحللة بلمها من المياه واسترها، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية".. هكذا تحدث جبريل محمود عباس، أصغر متطوع لانتشال الجثث وتكريمها من قاع نهر النيل.


التقت "فيتو" بأصغر متطوع على شاطئ النيل بقرية كوم الضبع بمدينة نقادة جنوب محافظة قنا، لمعرفة سر اختياره لهذه المهنة الخطرة..



أول جثة
بدأ المنقذ الثلاثيني حديثه لـ فيتو قائلا: "انتشلت جثة وكان عمري وقتها 16 عاماً، وقتها ترددت كثيراً في انتشال أي جثة بعد أن تعرضت لأسئلة وذهاب إلى النيابة، ولكن وقتها حلمت بشيء جعلني أهب هذا الأمر لله وأن يكون عملي خالص دون أي مقابل".



وأشار جبريل، إلى أن انتشال الجثث توالى بعد ذلك، وكانت تواجهه الكثير من الصعاب، ورغم حداثة سنيه كما يعتقد البعض، إلا أنه لا يهاب الموت، مضيفا: "ولد هذا الأمر بداخلي قوة إيمان كبيرة جعلتني أصر على الاستمرار وسط اعتراض البعض".

وتابع: "ليا أكثر من 16 عاماً متطوعاً في هذا العمل، ومتواجد في النهر طوال الوقت دون كلل أو ملل، والأمر ليس متوقف على نقادة ولكن حال استدعائي في أي مكان أو محافظة مجاورة لا أتردد".


الجان
 واستطرد قائلا: "كثيرون كانوا يذكرون لي أن هناك جانا في المياه ولكن هذا لم يجعلني يوما أتوقف عن عملي في انتشال الغرقى، فتحت المياه لا يوجد معي سوى الله عز وجل، ورغم تعبي في البداية مع الأمن إلا أن الأمر تغير كثيرا وأصبح يتم استدعائي في انتشال الغرقى".

وأوضح أنه عندما يتم العثور وانتشال جثة يخبر بها شرطة المسطحات المائية وبعدها يتم تسليمها إلى المشرحة وحال عدم وجود أي قريب لها يتم سترها ودفنها.


الأصعب
وعن أصعب واقعة واجهته قال "جبريل": "كانت في دنفيق وكان الشاطئ مليئا بالأشجار وكانت هناك جثتان لشقيقين عالقين وسط الاشجار واستطعت انتشال جثة واحدة فقط والآخر لم اتمكن من انتشالها لوقوعه تحت الشجرة وردم عليه".

وأردف: "الجثة عندما تكون متحللة أحضر معي بطانية وأقوم بجمعها واسترها بها حتى يأتي الإنقاذ ويسلمها لذويها بعد انتهاء الإجراءات القانونية".

وأشار إلى أنه في حال استدعائه يترك عمله ويذهب لستر وإنقاذ الجثث: "حاجة بيتي يمكن تأجيلها لكن عمل الخير يصعب تأجيله خاصة ستر الجثث والبحث عنها.. فكثير من الأسر بالنسبة لها العثور على الجثة ودفنها عمل عظيم يكون بالنسبة لهم".


هبة الله
وعن سر العثور على الجثث، قال جبريل: "هبة من عند الله، ومشوار حتى اللحظة لا يعلم سره سوى المولى عز وجل، وكثير عندما انزل لانتشال جثة وتكون عيني مغمضة أبحث بيدي أجدها وانتشالها وفي لحظة أكون بها على الشاطئ".

المشرحة

وعن عمله داخل المشرحة بأجر ثم متطوع قال "جبريل": "في البداية كنت أتقاضى 600 جنيه وطلبت منهم العمل بشكل رسمي، خاصة وأعول أسرة مكونة من 3 أطفال لكن ضعف المبلغ جعلني أبحث عن العمل الحر وفي نفس الوقت تطوعت لهذا العمل، وحاليا أعمل معهم كمساعد لتشريح الجثث وأكون في المقدمة مع الطبيب الشرعي وأعمل معهم بيدي وأضع الجثة وأقوم بتقفيلها وتخطيها وتغسيلها بعد انتهاء الطب الشرعي حتى يتسلمها ذووها".


طفلة متحللة
وعن الموقف الصعب في المشرحة قال: "كانت لطفلة جاءت في كيس الإسعاف، ويبدو أنها تعرضت لواقعة مؤسفة وتم إلقاؤها في حوش قديم وظلت لفترة مركونة وكانت رائحتها لا تطاق وبها ديدان، والجميع رفض الدخول إلى أن قمت بعمل اللازم وتنظيف المكان وأدخلتها الدرج وقمت بتشغيل الثلاجة والشفاط، وخففت الرائحة ثم أطلقت البخور لاستقبال النيابة والشرطة وغيرها للتعامل مع الجثة".

وأشار إلى أنه يتعامل مع الأحراز البشرية بشكل عادي، ويتحفظ عليها بالنظام المتبع دون وسط إجراءات احترازية.


عفريت

وعن تعامله مع أسرته بعد عودته للمنزل قال: "أتعامل بشكل طبيعي ومرة زوجتي تعرضت لشيء مخيف جعلها تخشى في البداية عملي ولكن بعد ذلك تعودت".

وأردف: "كنت عائدا من تشريح جثة أمين شرطة وعدت إلى منزلي الكائن بالجبل وملابسي عليها بعض الدماء دون دراية وبعد خروجي من المنزل مرة ثانية بصحبة أولادي فوجئت بزوجتي تتصل بي هاتفيا طالبة حضوري فورا.. وعندما عودت روت لي عن أشياء غريبة تحدث في المنزل منها تكسير وضجيج في المطبخ وعندما دخلت لم أجد شيئا".


عفاريت
وعن عفاريت ثلاجات حفظ الموتى والقطط التي في أذهان البعض قال "جبريل": "العفاريت خرافات ليس لها وجود فكثيرا ما أقوم بالجلوس داخل الثلاجة في أوقات متأخرة ليلا وأحيانا أمكث بها حتى الصباح لم أشاهد أو أسمع أي أشياء غريبة".
الجريدة الرسمية