رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التعاليم الدينية في ضوء "وثيقة الأخوة الإنسانية"

مما لا شكَّ فيه أن الالتزام بالتعاليم الدينية من أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الاستقرار التام للوضع السياسي والاقتصادي والأمني في جميع البلاد. ولذا: اهتمت وثيقة الأخوة الإنسانية باحترام التعاليم الدينية، وعدت الانحراف عنها؛ باعثًا لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرًا للعنف وإراقة الدماء؛ فمما جاء فيها:" أنَّ الأديانَ لم تَكُنْ أبَدًا بَرِيدًا للحُرُوبِ أو باعثةً لمَشاعِرِ الكَراهِيةِ والعداءِ والتعصُّبِ، أو مُثِيرةً للعُنْفِ وإراقةِ الدِّماءِ، فهذه المَآسِي حَصِيلَةُ الانحِرافِ عن التعاليمِ الدِّينِيَّة…". 

فقد اعتبرت وثيقة الأخوة الإنسانية الانحراف عن التعاليم الدينية من أشد الجرائم وأعظمها خطرًا ليس على الفرد فحسب بل على المجتمع ككل، ويزداد الأمر خطورة إذا صدرت هذه الانحرافات من شخص مسئول صاحب كلمة ومكانة في بلده أو في نظر شعبه، إذ يصنف التطرف والانحراف الديني من جرائم الإرهاب الدولي المقيت التي يضرُّ بأمن الأوطان، ويتلاعب بمشاعر المعتنقين لهذه الأديان، ويعمل على تأجيج الصراع فيما بينهم؛ مما يشكل خطرًا محققًا على العالم أجمع، ويترك أثرًا سلبيًّا على كافة شعوبه في جميع النواحي المختلفة.

الميثاق النبوي لقيم ومبادئ الأخوة الإنسانية

ودرءًا لما يترتب على ذلك من فتن لا يعلم مداها إلا الله تعالى؛ دعت جميع الأديان قاطبة إلى الاحترام والتقدير بين معتنقيها تحت مظلة الإله الواحد الخالق لجميع البشر بلا تنقيص أو إهانة لأي دين منها، ولا سب أو شتم لنبي هذا الدين أو ذاك، أو لكتابه المنزل عليه. 
          
كما حثت جميع التعاليم الدينية لهذه الأديان على احترام جميع الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام- وما أرسلوا به من عند الله – تعالى- لكافة الناس، مع تقدير الجهد الذي بذلوه في تبليغ رسائل الله تعالى للناس، والأمانة في نقلها إليهم كما أمرهم بها الله تعالى، خاصة وأن الله تعالى قد عظم من قدر الأنبياء جميعًا، ودعا لتقديرهم وشكرهم على جهدهم في تبليغ دعوته، وأداء رسالته، مع الالتزام بالتعاليم التي جاءوا بها من عنده؛ ففي القرآن الكريم؛ قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا" ( سورة النساء الآية 150)..

مؤتمر الأخوة الإنسانية.. تحديات جديدة

ومن سنة رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- قوله: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ".( أخرجه البخاري في صحيحه 3/167 رقم 3443 كتاب أحاديث الأنبياء عليهم السلام)
          
ومن هذا المنطلق: جاء تأكيد وثيقة الأخوة الإنسانية على هذا المعنى، ومداومة المحافظة عليه من جميع البشر سواء طالت أعمارهم أو قصرت؛ حيث نصت على :" أنَّ هَدَفَ الأديانِ الأوَّلَ والأهمَّ هو الإيمانُ بالله وعبادتُه، وحَثُّ جميعِ البَشَرِ على الإيمانِ بأنَّ هذا الكونَ يَعتَمِدُ على إلهٍ يَحكُمُه، هو الخالقُ الذي أَوْجَدَنا بحِكمةٍ إلهيَّةٍ، وأَعْطَانَا هِبَةَ الحياةِ لنُحافِظَ عليها، هبةً لا يَحِقُّ لأيِّ إنسانٍ أن يَنزِعَها أو يُهَدِّدَها أو يَتَصرَّفَ بها كما يَشاءُ، بل على الجميعِ المُحافَظةُ عليها منذُ بدايتِها وحتى نهايتِها الطبيعيَّةِ...".

Advertisements
الجريدة الرسمية