رئيس التحرير
عصام كامل

عقل صيني بأرض قنا.. سوداني يحول الخردة لماكينات والخوف منعه من إتمام صناعة طائرة | فيديو وصور

صاحب مشروع تحويل
صاحب مشروع تحويل الخردة لماكينات
يبدو أن قصة "عبد الغفور البرعي" الذي جسده الفنان الراحل نور الشريف، تعيد نفسها، و"الخردة" التي نقلت حياة الحاج عبدالغفور من الصفر إلى عالم المجد والمال، تداعب أحلام شاب سوداني يعيش بمنطقة جبلية بمركز نقادة في محافظة قنا.


ونظرا لغرابة القصة انتقلت "فيتو" إلى ورشة الخردة الخاصة بالشاب عبدالهادي محمد، الذي ولد وعاش بالسودان ما يقرب من 30 عاما، ليتركها في رحلة عمرها 5 سنوات ما بين الصين ومصر ليستقر بعدها في منطقة صحراوية على طريق نقادة قنا، لتتعرف عن قرب على قصته.


ورث الوالد

وعن قصته مع "الخردة" قال "عبد الهادي"، إنه توارث المهنة عن والده، وهو متخصص في مجال الحدادة منذ الصغر، مشيرا إلى أنه ولد وعاش بالسودان حوالي 30 عاما ويحمل الجنسية السودانية.

وأوضح أنه انتقل للعيش في مصر وتحديدا بمركز نقادة منذ عامين تقريبا بعد جولات مكوكية في الصين لتعلم المزيد من هذه الحرفة والاطلاع على كل ما هو حديث فيها.


قيمة الخردة
وأوضح الشاب السوداني، أن الكثير لا يعرف قيمة الخردة وما يمكن أن تحويه، مشيرا إلى أن قوالب الألمنيوم التي يحصل عليها يقوم بجمعها وصهرها من خلال ماكينة خاصة قام بابتكارها.



مكبس يدوي

وتابع: "تمكنت من تصنيع مكبس يدوي وهو حاليا تحت الإنشاء، وكل ما يحتويه من الخردة التي كنت أقوم بتجميعها من الباعة، كما أقوم بصنع طنابير المونيوم بعد صهرها بكل المقاسات والأحجام المختلفة التي يحتاجها الزبون".


رأس المال

وعن رأس المال الذي بدأ به ورشته قال "عبد الهادي"، إن الخردة لا تحتاج إلى رأس مال ضخم لكن الأمر كله يحتاج إلى عقلية تدير هذا الأمر، ولا أحد ينكر أن العقل العربي يستطيع أن يفعل إذا أتيحت له الفرصة للعمل.



عجلة بماتور


وعن تفاصيل قصة العجلة الماتورية التي صممها وابتكرها بعد أن فشلت فيها عدد من الشركات العالمية، أردف الشاب السوداني: "الفكرة كانت مقدمة من إحدى الشركات وفشلت في التنفيذ، لكن التصميم والإرادة جعلني أحول هذا الإحباط إلى نجاح كبير بعد أن قمت بعمل أول عجلة بماتور". 

وأكد "عبدالهادي" أن ثمن العجلة رخيص جدا والماتور لن يكلف أكثر من 350 جنيها، ويستطيع أن يستخدمها الكبير والصغير.


احترم العقول
وأشار إلى أنه يحترم كل العقول العربية ولكن للأسف لا يجد اهتماما، لافتا إلى أنه وجد في مجال الخردة عظمة كبيرة جدا.

وتابع: "جميع مكونات ورشتي من الخردة ولم يكن هناك مسمار واحد من خارجها، واستعنت بنفسي وقدراتي وهناك بعض الأشخاص وقفوا بجواري".


طائرة
وعن أخطر شيء تمكن من صناعته قال: "قمت بتصنيع طائرة لكن سارعت بتفكيكها بسبب الخوف من المسألة القانونية، وكانت تجربة صعبة وكانت مسافتها قصيرا جدا وقمت بتجربتها بنفسي، فوق سطح المنزل".


أمنية

واختتم حديثه قائلا: "أتمنى أن ينير العقل العربي في كل مكان فنحن قادرون علي كل شيء ونمتلك أدوات كثيرة أهمها العقلية العربية الجبارة".









الجريدة الرسمية