رئيس التحرير
عصام كامل

فى ذكرى ميلاده.. حكايات «صاحب قنديل أم هاشم» في السلك الدبلوماسي من القاهرة لباريس

الأديب يحيى حقي
الأديب يحيى حقي
هناك نزعة غريبة جدا عند الإنسان اسمها نزعة الاعتراف ، وتكمن هذه النزعة في الشعور بالذنب، وهو الشعور الذي يجعل الإنسان يريد أن يعترف، وتلازم هذه النزعة نزعة أخرى عند الفنان هي الرغبة في التعبير عن الذات والقدرة على هذا التعبير وأنا أزعم أن لدى الرغبة والقدرة على التعبير ولهذا اكتب.


هكذا يقول عن نفسه أديبنا المعروف يحيى حقي، الأديب الذي استطاع تصوير الواقع المصري بدفة متناهية في قصته "قنديل أم هاشم" وهو صاحب القلم الذي غاص في أعماق الشخصية المصرية فقام بتحليلها.

قالوا عنه إن ثقافته مزيج من باريس والقاهرة وفي رائحته عطور الحسين وبخور الغورية وقالوا إنه ضليع في الترجمة فإذا ألف ترجم وإذا ترجم ألف.

ولد الأديب ورائد القصة القصيرة يحيى حقي في مثل هذا اليوم 17 يناير 1905 في بيت صغير من بيوت وزارة الأوقاف المصرية بـ"درب الميضة" بحي السيدة زينب بالقاهرة؛ لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال هاجرت من الأناضول وقد نزح إبراهيم حقي أحد أبناء هذه العائلة إلى مصر في أوائل القرن 19 وهو جد الكاتب يحيى حقي. 

تلقى يحيى حقي تعليمه الأوليَ في كتاب السيدة زينب ثم التحق بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بحي الصليبية بالقاهرة، وهي مدرسة مجانية للفقراء والعامة، وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها مصطفى كامل باشا.

جزويت القاهرة تطلق جائزة باسم يحيى حقي.. اعرف التفاصيل

وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، شهادة الكفاءة، ثم البكالوريا، والتحق بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وقد رافقه فيها توفيق الحكيم، وحلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي؛ وقد حصل منها على الليسانس في الحقوق عام 1925.

عاش يحيى حقي في الصعيد، عامين، حتى قرأ إعلانا من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في القنصليات والمفوضيات فتقدم إلى تلك المسابقة ونجح فيها وعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة عام 1929 ثم نقل منها إلى إسطنبول عام 1930 وإلى روما حتى إعلان الحرب العالمية الثانية فعاد إلى القاهرة ليعين سكرتيرا في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية لمدة عشر سنوات حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية؛ وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسي إذ عمل سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارا في سفارة مصر بأنقرة فوزيرا مفوضا في ليبيا عام 1953.

ابعد من العمل الديبلوماسي عام 1954 عندما تزوج من أجنبية وعاد إلى مصر فعين مديرا عاما لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة، ومع انشاء مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، إذ ألغيت سنة 1958، فنقل مستشارا لدار الكتب، ورئيسا لتحرير مجلة المجلة حتى عام 1970 واطلق عليها القراء مجلة يحيى حقى ليتولى بعده شكرى عياد رئاستها ثم عبد القادر القط حتى أغلقها السادات نهائيا فأعلن حقى اعتزاله الكتابة والحياة الثقافية.

منح يحيى حقي عام 1969 جائزة الدولة التقديرية في الآداب تقديرا لما بذله من دور ثقافي عام كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة، وكان واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي لكونه رائدا من رواد القصة العربية الحديثة عام 1990ورحل عام 1992. 

الجريدة الرسمية