رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يحارب الإسلاميون "الفلسفة" ؟ يعتبرونها ضد الدين والثوابت .. خافوا من تحفيز العقل العربي على نقد أفكارهم وقناعاتهم

البنا ـ قطب
البنا ـ قطب

على مدار العقود الماضية، كان صعود التيار الديني في المنطقة أحد أهم أسباب تعقد علاقة العرب بالفلسفة والسخرية منها ووصم المهتم بها وكأنه شخص غريب الأطوار، فإما هو على حافة الجنون، أو إنسان يعيش ‏خارج الواقع، يبحث عن عالم مثالي لايمكن تطبيقه ولا حتى الوصول إليه . 



عقدة العقل ‏

عقدة الفلسفة وما تجره على الشارع من تمكين للعقل والنقد والتساؤلات بكل أنواعها، يعتبرها الإسلاميون ضد "الثوابت" أو بشكل أوضح "الرجعية" التي أرادوا ‏زرعها في البلاد العربية والإسلامية.

كان الطريق إلى تجميد العقل وإيقافه عن البحث في أفكارهم ومناهجهم، يبدأ بتحريم الفلسفة وإهانتها، ولهذا سوقوا للشارع العربي والإسلامي أن الاهتمام بها خطر على المجتمع وتقاليده وأعرافه، وما هو معلوم من الدين بالضرورة ‏.‏

مع الوقت وتمكن أبناء التيار الديني من السيطرة على مؤسسات التعليم المختلفة بالمنطقة، سربوا هذه الحالة من الريبة والشك تجاه الفلسفة إلى الطلاب في جميع مراحل الدراسة، ولاسيما ‏المدارس الثانوية والجامعات المختلفة.

ضخ الإسلاميون للمجتمع أجيال مختلفة على عداء شرس مع العقل، بعد أن وضع السم في العسل لكل الطرق المؤدية إليه على مدار أكثر من أربعة عقود من الزمن.

إهمال العلم 

هدم الفلسفة والإقبال عليها في الشارع العربي كان المقابل له صعود شعبية الإسلاميين وأفكارهم وخطابهم الديني والسياسي، ولاسيما في حقبة التسعينات.

نقلت المجتمعات العربية في أغلبها عن الإسلاميين إهمال القراءة والبحث خارج الثقافة الدينية، ولم ‏يعد يقتني الناس من الكتب إلا ما يناسب عقيدتهم، ما تسبب في حالة من التراجع المهين على جميع مستويات المعرفة. ‏

شهوة السلطة 

الدكتور أيوب بن حكيم، الباحث في التراث الإسلامي، يرى إن الإسلاميين أكثر من يستشهدون بالفكر والفلسفة الإسلامية ‏المعاصرة وخطابها ‏العقلاني، مع أن الجابري والعروي وطه حسين وحسن حنفي وكل رموز هذه المدرسة هم أشد أعداء استغلال الدين ‏للوصول للسلطة.‏

يؤكد بن حكيم أن الإسلاميون حاربوا الفكر وأهله بتجريم النقد والمعرفة خارج معتقداتهم، مردفا: كانوا يستقطبون الشارع العربي لأفكارهم بما فيها رفض المخالف لهم بثلاث طرق هي: ‏

الأعمال الخيرية، والخطاب الشعبوي في السياسية، ‏والخطاب الديني العاطفي مثل فلسطين وتحرير القدس وتطبيق الشريعة. 

واختتم: شباب الإخوان والإسلاميين خاصة في مصر والسعودية والأردن حتى الآن يوهمون الأمة بالمشروع الإخواني ‏بطريق ‏التفلسف، ولكن الفلسفة منهم براء. ‏

Advertisements
الجريدة الرسمية