رئيس التحرير
عصام كامل

رجل أنقذ مصر.. الكونستابل "الأمين" يطارد عضوي منظمة يهودية اغتالا وزيرا بريطانيا.. والملكة إليزابيث أرادت تكريمه والملك فاروق يرفض

الكونستابل الأمين
الكونستابل الأمين عبد الله

كشفت الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق، عبر فيس بوك، عن  الرجل الذي أنقذ سمعة مصر وهو الكونستابل الأمين عبد الله، كما وصفته الصحافة المصرية عام ١٩٤٤، فقد صار حديث مصر كلها بعد أن تمكن من القبض على شخصين ينتميان لمنظمة صهيونية قتلا اللورد موين الوزير البريطاني لشئون الشرق الأوسط أمام منزله بالزمالك، في محاولة لإحراج مصر، لكن الكونستابل تمكن من إنقاذ سمعة مصر.


وبعد أن صار الكونستابل الأمين عبد الله حديث الصحف ومصر، أرادت السينما أن تخلد فعل الكونستابل الأمين فنقلت قصته فيما بعد من خلال  فيلم بعنوان "جريمة فى الحى الهادئ"، بطولة نادية لطفي ورشدي أباظة وزوزو نبيل ورشوان توفيق.



أما حكاية الكونستابل الأمين عبدالله في إنقاذ سمعة مصر فبدأت في ٧ نوفمبر عام ١٩٤٤، عندما قام رجلان ينتميان إلى منظمة "شتيرن" الصهيونية الإرهابية ويدعيان إلياهو حكيم وإلياهو ميتسورى، باغتيال اللورد موين الوزير البريطاني لشئون الشرق الأوسط أمام منزله بالزمالك.



كان الهدف الرئيسي وراء اغتيال اللورد موين إحراج مصر أمام سلطة الاحتلال البريطاني، وخلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني بمصر، وأصبح حادث الاغتيال مسار حديث الناس فى مصـر والعالم، وظهر اسم الكونستابل الأمين عبد الله أفندي والذى أفسد بشجاعته وبقبضه على القاتلين أحياء بعد مطاردتهما، المخطط الخبيث لتلك المنظمة الصهيونية.

أما شقيقته الملازم إبتسامات، فكانت أول سيدة تلتحق بالجيش المصري خلال حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وأول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش، وشاركت في العمل التطوعي كممرضة في الجيش المصري عام ١٩٤٨ لإسعاف المصابين في حرب فلسطين، فتقول عن الحادث: "عند مرور الكونستابل الأمين بالقرب من فيلا اللورد، سمع صوت إطلاق الرصاص وتعالت الأصوات بخبر مقتل اللورد بواسطة اثنين قالا إنهما يعملان بمصلحة التليفونات، فتحرك الأمين عبدالله للبحث عن منفذي الحادث وبالفعل رأى شخصا يقود دراجة عليها لافتة مصلحة التليفونات ظهر عليه علامات الارتباك، انقض عليه الأمين وقيده بالحبال وسلمه لعسكري الدورية، وذهب للبحث عن من كان معه وبالفعل قبض على القاتل الثاني ولكن بعد مطاردته له حيث أطلق على الامين عبدالله الأعيرة النارية والتى كادت تودى بحياته".



تم تكريم الكونستابل الأمين عبد الله بسبب شجاعته وعمل البطولي وحصل على نوط الجدارة الفضي من الملك فاروق، ومنحه أيضا مكافأة مالية ورقى من رتبة كونستابل (شاويش) إلى ملازم.



ويذكر أن الملكة إليزابيث شخصيًا أرادت حضوره إلى إنجلترا لتكريمه في مجلس العموم البريطاني، لكن الملك فاروق قابل طلبها بالرفض خوفا على الأمين عبد الله من الاغتيال من الجماعات البريطانية اليهودية، بحسب الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق.



أرادت السينما المصرية تخليد فعل الأمين عبد الله في فيلم "جريمة فى الحي الهادئ" عام ١٩٦٧، فقام الأمين عبدالله بأداء دوره بنفسه وبإعادة مشهد المطاردة كما حدث فى الواقع، أما العميلان الصهيونين فقام ببطولتهما الفنانان زين العشماوى ورشوان توفيق. 



أما عن حياته الخاصة فقد تزوج الكونستابل الأمين عبد الله من ابنة الأميرلاي محمود بك كامل، رئيس سلاح القرعة (التجنيد) فى الجيش المصري، واستمر الزواج ٤٥ عاماً، لكنهما لم يرزقا بأولاد حتى توفيت وتركته وحيدا و نظرا لتقدمه فى السن و ضعف بصره، قررت الأسرة أن تزوجه بسيدة ريفية تسهر على رعايته، فتزوج وقدر له الله أن يرزق منها ببنتين هما ريم ومنيرة. و فى ١١ مارس عام ٢٠٠٢ توفى الأمين عبد الله عن عمر يناهز التسعين عامًا، حسبما ذكرت صفحة موقع الملك فاروق.



الجريدة الرسمية