رئيس التحرير
عصام كامل

في يومهم العالمي.. كيف يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة كورونا؟.. المناعة المنخفضة أبرز المشكلات.. ومطالب بتحديث بروتوكول علاجهم

ارشيفية
ارشيفية
يتعايش ما يقرب من 15% من سكان العالم أي ما يعادل مليار شخص مع إعاقتهم، فيما تصل النسبة إلى 11% بين أفراد المجتمع المصري، وانطلاقا من ذلك تم تدشين اليوم العالمي للإعاقة للنظر في ظروفهم ومتطلبات حياتهم، ومع انتشار فيروس كورونا يصبح مواجهتهم للجائحة أكثر صعوبة من الآخرين، نظرا لصعوبة تنفيذهم لبعض الإجراءات الاحترازية المفترض اتخاذها لتفادي الإصابة بالعدوى.


وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية في تقرير سابق لها، إن فيروس "كورونا" المستجد، يشكل مخاطر لكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم، وأن على الحكومات أن تبذل جهودا إضافية لحماية حقوقهم في الاستجابة للجائحة.

وقالت جين بوكانان، نائبة مدير قسم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المنظمة الدولية إن: "الأشخاص ذوي الإعاقة، هم من الفئات الأكثر تهميشا، وتعرضا للوصم في العالم، حتى في الظروف العادية، وما لم تتحرك الحكومات سريعا لاحتوائهم، ضمن استجابتها لتفشي الفيروس، فإنهم سيتعرضون بشدة لخطر العدوى والموت مع انتشار الجائحة".

ووفقا لهيومان رايتس ووتش، فإن هناك أكثر من مليار شخص تقريبا يمثلون ما نسبته 15% من سكان العالم يعيشون مع أحد أشكال الإعاقة، وتشير المنظمة إلى أن هؤلاء قد يشملون الأشخاص الأكبر سنا، أو من لديهم حالات صحية مزمنة، أو ذوو الإعاقة التي تؤثر على قدرتهم التنفسية وكلهم وفقا لها معرضون بشكل خاص للإصابة الخطيرة بـ كوفيد-19 أو الموت جراءه.

مشاكل وحلول
وتقول داليا عاطف أحدى المهتمات بملف الإعاقة أن بعض حالات الإعاقة معرضة للمخاطر والعدوى بشكل أكبر من غيرهم بحكم اعتمادهم على الغير في تلبية الاحتياجات اليومية.

وأكدت أنهم يواجهون أشكالية لاعتمادهم على دعم ومساندة الآخرين عند تناول الطعام وارتداء وخلع الملابس وارتياد المرافق العامة والرعاية والمتابعة الصحية والحفاظ على النظافة العامة، لذلك لابد من الاهتمام بتلك الفئة ووضعها في الحسبان في خطة الحكومة لمواجهة الفيروس بتوفير أماكن مخصصة لهم في مستشفيات العزل.

ووجهت "داليا عاطف" الشكر لرئيس مجلس الوزراء على اهتمامه بإصدار القرار رقم ٧١٩ بمنح الأشخاص ذوي الإعاقة الأولوية في الإجازات هم وذويهم والاستعاضة بالعمل من المنزل خلال هذه الفترة ومنحهم إجازة مدفوعة الأجر لتأمين الاحتياجات اللازمة للحياة المعيشية.

وطالبت داليا، بتوفير المزيد من المعلومات اللازمة لكل فئات الإعاقة وأنواعها عند الوقاية والسيطرة على الفيروس، وقالت: علينا جميعا مسئولية مجتمعية في المساعدة لوصول المعلومات بالطريقة التي تتناسب مع كل إعاقة، وتوفير هذه المعلومات بلغة الإشارة للإعاقات السمعية والبرامج الناطقة للإعاقات البصرية وسائر الوسائل والطرق والأساليب بما في ذلك التكنولوجيا الرقمية والحملات الإعلامية بوسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية بلغة مبسطة ونصوص سهلة القراءة والفهم للإعاقات الذهنية


احتضانهم عاطفيا
وطالب الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة خبير علاج الحساسية، بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في ظل أزمة كورونا مؤكدا أنهم يشكلون ١٠% من المجتمع، ويعانون من بعض الأمراض التي قد تحرمهم من الاستفادة من الأغذية التي ترفع المناعة لديهم، بما يجعلهم أكثر عرضه للعدوى.

وأكد "بدران"  أن الكثير منهم يعانون من أمراض ربما تمنعهم من الحركة ومنهم من لا يستطيع أن يغسل يديه أو يستخدم الكمامة بمفرده، ومنهم من لا يدرك معنى الابتعاد الاجتماعى، مما يجعلهم أكثر عرضة لفيروس كوفيد-19.

وأشار إلى أن بعض أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من نقص الخلايا المناعية أو الأجسام المضادة المناعية أو نقص فى بعض وظائف الجهاز المناعى، وهم بحاجة لرعاية خاصة توفر لهم التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة واللعب والترفيه، للحد من التوتر وقلة الحركة ، كما أن تلك الأجواء قد تصيبهم بالتوتر والقلق والخوف بما يساعد على تقليل مناعتهم، لذلك لابد من احتضانهم عاطفيا وعدم إهمالهم.

كثرة الأدوية
ويقول أشرف عقبة رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس إنه يجب على أولياء أمور متحدي الإعاقة الاهتمام بهم بشكل أكبر، وخاصة أن حياتهم مختلفة عن الأشخاص الاسوياء، منوها بأن الكثير منهم لا يستطيع حماية نفسه، واضاف :لابد من تقليل خروجهم من المنزل والإهتمام بغسل أيديهم، وتفادي شعورهم بالقلق والتوتر لأن ذلك يقلل من المناعة.

وأوضح "عقبة" أنه ينبغي الانتباه جيدا أن مناعة ذوي الإعاقة قد تكون ضعيفة، نظرا لكثرة الأدوية التي يتناولونها، فضلا عن منع بعضهم من تناول أغذية قد تكون مفيدة لرفع المناعة، مطالبا باهتمام الحكومة بتحديث بروتوكول علاج مخصص لهم وفق للأدوية التي يتناولونها.

الجريدة الرسمية