"محمود أمين" ونصائح لتأهيل الأطفال لاستقبال شهر الصيام
يحتاج أولياء الأمور إلى التعرف على الخطوات الصحيحة لتهيئة أبنائهم نفسيًا وعقليًا لاستقبال شهر رمضان الكريم والتعود على عبادة الصوم التي تعمل على تهذيب النفس والعمل، بشرط استخدام الأسلوب المناسب وإلا تسبب في نفور الطفل وإضعاف شخصيته.
يؤكد محمود أمين، خبير العلاقات الأسرية ومدرب التنمية البشرية، ضرورة مراعاة الأهل للفئات العمرية التي ينتمي لها الأطفال قبل تهيئتهم للأداء فريضة الصيام عند بلوغهم سن التكليف، وتبدأ هذه الفئات العمرية من سن الصفر لـ7 سنوات، والأخرى من 7 سنوات إلى 13 سنة لتبدأ بعدها المراهقة.
وبدأ حديثه بذكر قصة حينما جاء رجل وطلب من أحد العلماء أن يساعده في تعليم ابنه القرآن، فسأله كم عمره قال عامين فرد قائلا: "لقد تأخرت كثيرا، وهذا ما أثبتته أحدث الدراسات العلمية، أن اللاوعي عند الطفل يبدأ من مرحلة وهو جنين في بطن أمه، لذا نجد العلماء ينصحون الأم بهدوء الأعصاب وسماع الموسيقى الهادئة والقرآن الكريم، لما لذلك من تأثير مباشر في تأهيل الجنين والطفل لبلوغ مرحلة "الإدراك".
وتأتي الخطوة الثانية بعد الولادة وحتى سن سبع سنوات، هنا يجب على الوالدين التدرج في تأصيل فكرة أن الصيام علاقة بين العبد وربه وركن من أركان الإسلام الخمسة، وتوصيل هذه المعلومة للطفل بشكل مبسط ومحبب لقلبه، فالطفل يدرك في هذه المرحلة الأناشيد والألعاب المبسطة التي ترتقي بعقله عاما بعد عام.
وتعرف هذه المرحلة بمرحلة "الغرس" بمعنى أن الطفل تبنى لديه الأفكار وتغرس من خلال مشاهدته لتصرفات والديه وإخوته بشكل مباشر، لدرجة أنه يكون راغب في الصيام مثلهم لأنه أصبح أمرا طبيعيا، لكن بالقدر الذي يتناسب مع إمكانياته حتى 7سنوات.
في علوم التدريب خطأ كبير أن تفاجئ العقل والروح كما نطلق عليها في الإسلام والتي يطلق عليها علماء الغرب يالنفس بأمر مباشر فذلك يصيبها بحالة من الاضطراب والنفور والرفض، وهنا تظهر أهمية "التدريب" كما يطلق عليه الرياضيين بالإحماء، وبدونه يكون التمرين في غاية الصعوبة ويرهق الشخص سريعا.
وتابع، ينبغي التعامل مع الطفل قبل سبع سنوات بلغة تحترم عقله وفي نفس الوقت تحفزه على التشبه بالكبار، فمثلا نقول له إذا أراد الشرب أنت تشرب لكن نحن ولأننا كبار فلا يمكننا شرب الماء وحينما تكبر في العام المقبل يمكنك مشاركتنا الصيام بالقدر المستطاع".
ويحذر من استخدام بعض أولياء الأمور لعبارات التعنيف والقهر إذا قام الطفل قبل سن التكليف بالشرب أمام الصائمين أو حتى شرب فهذا يخلق حاجز نفسي عند الطفل، فيعتاد الكذب ويشرب في عدم وجودهم، أو يكون جبان ينتظر أن يدير الكبار ظهورهم ليشرب في عدم وجودهم.
كلما غرست السلوك الإيجابي لدى الطفل زادت رغبته في التشبه بالكبار، وهنا يجب وضع برنامج خاص به، ويتدرج في ساعات الإفطار، فتسأله الأم عن الطعام الذي يشتهيه، وترى إمكانياته في أول يوم، وعندما يريد الإفطار يجب أن تصفق له العائلة وتحييه على صيامه.
وتحضر له الإفطار بمراحله الأساسية تمر وحليب أو عصير، ثم وجبة الإفطار، وإذا رغب في مشاركة الكبار طعامهم فلابد أن يحيوه بالجلوس بينهم، ولا ينسوا الإشادة به بين الأصدقاء فهذا يحفزه على إطالة فترة الصيام دون طلب من الكبار.
وحذر "محمود أمين" الآباء من عقاب الطفل قبل سبع سنوات إذا لم يتمكن من الصيام بعزله عن الجلوس بينهم على مائدة الإفطار، فهذا خروج تام عن أصول التربية الإسلامية.
وتابع: بعد السبع سنوات يجب الانتباه إلى تدريب الطفل نفسيا على تحمل المسئولية، بحيث نخبره أنه تبقى سنتين وبدخل في مرحلة التكليف ويجب أن يستعد لها، نفسيا وعقليا، وسيكون هناك ملكين عن اليمين والشمال يسجلان الأعمال.
وأوضح، أن الفقه يعني الفهم، فإذا أرد الوالدان تفقيه أبنائهما دينيا وجب أن يفسرا ويوضحا أحكام الصيام والهدف منه بقصص من الدين الإسلامي، وكما أذكر العقاب لابد أن أذكر الثواب الكبير.
وأخيرا يجب أن نستخدم وسائل الإيضاح ويجلس الطفل مع الأكبر منه نسبيا يتحدثون عن تجاربهم، ويحببوه في الفكره من الأساس، حتى يتدرج الطفل في ساعات الصيام بالزيادة حتى يصوم الفرض كاملا عند سن التكليف.
