رئيس التحرير
عصام كامل

لايعرف الايدي الناعمه.. جني ليف النخل لقمة عيش الغلابة في زمن الكورونا بقنا | صور

ريف قنا
ريف قنا

"يا مهون ..هون يا كريم ..احمينا من شر الساكن فيكي ..واعفينا وقنا شر الخبيث والسموم الخارج من بين جدورك .. بسم الله عليك توكلنا يا حافظ " تعاويذ يرددها طالع النخل لقطع الليف والجريد في قري ونجوع محافظة قنا.



قلب خاو
عند الصعود إلي النخيل عليك بقراءة ما يشبه التعاويذ كي تحفظ من أي ساكن في قلب النخيل خاصة في مثل هذا التوقيت من كل عام سنويا في عز نار فصل الصيف

بتلك الكلمات بدأ حسان محمود علي ، أحد العاملين بتقطيع الليف في مركز قفط ، قائلا "كل سنة في الوقت ده لازم يتقلم النخل ويخفف القلب وطبعا هو بيكون له فترات طويلة محدش شاف ولا عارف إيه ممكن يكون سكن جواه وأحيانا كتير بيكون في القلب الخاوي ده حية أو كوبرا أو حتي عقارب النخيل ودول كلهم لسعتهم صعبة في حر يوليو وأغسطس ".


وسرد حسان تفاصيل تلك التمتمات التي يرددها عندما صعد إلي النخلة وبدأتقليمها ووضع الحبل حول وسطه مربوطا بها وبدأ في الصعود وطلب من الجميع الابتعاد حتي يطمئن من عدم وجود اي شئ سام او قاتل قد يضر به وبالموجدين تحت النخيل .


ونوه إلي أنه عند الوصول إلي القلب يبدأ في وضع الآلة الموجودة معه بحرص شديد حتي لا يزعج أي شيء موجود في القلب إلي أن يطمئن ويبدأ بعدها في التقطيع وبعدها ينزل إلي الأرض ويبدأ العاملون في التقطيع في وضع الليف بمختلف أنواعه في المكان المخصص له حتي يتم بيعه خاما أو يتم وضعه في الماء حتي يلين ويبدأون في فتله ليكون حبالا او عناقيد تصنع منها المقاطف والمشنات .



لقمة عيش الغلابة
وأشار يحيي محمود العسال ، أحد العاملين بالليف في نقادة ، إنها حرفة تعلمها منذ سنوات وتربي عليها ورغم صعوبتها إلا أنها بالنسبة له حياة وهذه مهنة شقاء وعناء فهي كما يقال لاتعرف الأيدي الناعمة.


وأوضح أن أيديهم من كثرة العمل بها تقريبا فقدت القدرة علي الإحساس حتي بات أي جرح لايؤثر فيها ، قائلا"فقدنا القدرة علي الاحساس بها وفجأة ممكن اشوف يدي بتنزف وانا مش حاسس باي الم ...لكن هي لقمة عيشنا ولازم نحافظ عليها".



زمن الكورونا
واستطرد منصور علي عيد ، أحد العاملين بالليف بقنا ، بالنسبة لنا هذا الوقت صعب في درجة الحرارة ، ولكن مع زمن كورونا الأمر أكثر صعوبة خاصة مع ارتداء الكمامة ولكن في وقت الظهيرة نعمل بدونها خاصة أن الأماكن مفتوحة وواسعه ولا يكون فيها إلا عدد محدود .


ونوه الي أن هذا الوقت كانت تحت النخيل عشرات الاهالي الذين يفرحون بهذا الموسم والجميع يأخذ من الليف خاصة اذا كان في هذا المنزل عروس جديده فهو كان ولايزال في بعض بيوت الصعيد طقس من طقوس العروس الجديدة كي يتم تجهيزها به وخاصة اذا كان بكر قائلا " يعني لسه طازه ومقطوع من النخيل جديد " لكن في هذا الوقت صعب التجمع ووجود الاهالي الا العاملين فقط.








 

الجريدة الرسمية