رئيس التحرير
عصام كامل

طيور الظلام تحكم مصر


ماذا يحدث فى مصر هل كل شيء أصبح قابلًا للتشكيك والتخوين، وأصبحنا نعيش فى زمن طيور الظلام الذين يحكمون مصر بعد أن تخلص الشعب من نظام مبارك الفاسد الذى دمر الأخضر واليابس من ثروات الشعب المصري، ودمر أحلام المصريين فى مستقبل أفضل بعد أن كانت مصر الرائدة الشقيقة الكبرى للعالم العربي التى أنارت عبر أبنائها شعوبًا كثيرة فى محيطنا الإقليمى والدولى، ونشرت كل قيم المدنية والتحضر وكانت كعبة العلم فى الشرق الأوسط كله.

ظهرت بعد ثورة 25 يناير طبقة جديدة فى الشارع السياسي المصري، دعونا نطلق عليهم طيور الظلام الذين يريدون الاستفادة من كل شيء من الثورة والثوار والشهداء ودماء المصريين؛ لتحقيق مصالح خاصة لهم سواء البحث عن مجد شخصى أو مصالح حزبية، ونجحت هذه الطبقة فى توظيف كافة الأحداث لمصالحها، ولم نجد أحدًا منهم يسعى لتهدئة الأوضاع والبحث عن الاستقرار والعبور بمصر من نفق الفتن والانقسام الذى نعيشة حاليًا، فمصر الآن تشبة عربة بلا سائق يتسابق الجميع لقيادته،ا وفى نفس الوقت يدمرونها ويحرقونها ويستخدمون ما يحدث فى إلقاء التهم على الآخرين، فهل نعيش طويلًا فى زمن طيور الظلام.

طيور الظلام هم الأحزاب السياسية التى عملت على تقسيم مصر وتحويل كل شيء فيها لطائفية، فتحولت الانتخابات إلى صراع دينى بين الأحزاب الإسلامية ومرشحى الكنيسة المصرية، فهل يرون أنهم يساهمون فى حرق هوية الشعب المصري؟.

طيور الظلام هم النخبة المثقفة والليبراليون الذين أدمنوا الحوارات الفارغة الخالية من أى مضمون يسعى لبناء مصر الجديدة، وأصبحوا يعيشون فى منطقة ضيقة جدًا، وهى استديوهات الفضائيات التى ساهمت فى حرق أفكارهم وأرائهم، وبدأ الشعب المصري يبتعد عنهم ويدرك أنهم أصحاب مصالح ولا يمتلكون الرؤية الحقيقية لقيادة الدولة المصرية.

طيور الظلام هم الصحفيون والإعلاميون الذين يبحثون عن شعبية على جثث شهداء مصر فهم عبر ما يقدمونه ساهموا فى تمزيق مصر وتعزيز حالة التشكيك والتخوين فى كل شيء فى مصر وتناسوا قيم الإعلام الحقيقي ولا يمكن أن يستخدم الإعلام بهذا الشكل المهين فى هدم الثورة المصرية عبر ضيوف محددين موجودين فى كل القنوات الفضائية لا يقدمون جديدًا سوى النقد وإلقاء التهم والصراخ الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، فأين دور الإعلام فى تنمية مصر؟.

طيور الظلام هم من تلقوا تمويلات من منظمات دولية ودول عربية تحت ستار حقوق الإنسان، فهل يبيعون وطنيتهم وآداميتهم مقابل حفنة من الدولارات، وهل يشعرون أنهم يبيعون مصر ويساهمون فى مخطط تقسيم مصر؟.

طيور الظلام هم بعض شباب الثورة الذى خانه ذكاؤه ولا يرى أنه الضحية الأولى الذى تم استخدامه من بعض القوى لتحقيق مصالح خاصة وتهافت عليهم المتصارعون فى سباق رئاسة مصر، وفى النهاية أين شباب الثورة الآن؟، فبعضهم ساهم فى تشوية صورتهم وتقديم بعضهم على أنهم انتهازيون يبحثون عن الشهرة والسلطة، وأبرز دليل على آرائى هو نتيجة الشباب فى الانتخابات البرلمانية.

طيور الظلام موجودن فى كل مكان فى مصر باعوا الثورة والقضية المصرية وسارعوا فى سباق المصالح وتكوين الأحزاب والائتلافات ومقابلة سفراء دول العالم؛ بحثًا عن دعم لهم فى سباق تقطيع التورتة المصرية.

طيور الظلام هم الذين يشككون فى وطنية المصريين، وخلقوا فى مصر حالة من التخوين فى كل الأشخاص، وأصبحنا نرفض أى اسم أو شخص، فمصر أصبح بها 80 مليون ناشط ومحلل سياسي، وهذا حقهم فى عرض رؤيتهم، ولكن هل نصعد على حساب جثث أبناء وبنات مصر وننسى أن الشعب قام بثورته من أجل البناء والاتحاد من أجل مصر الجديدة.

إننى لا أتهم أحدًا بشخصه وإنما أكتب ما أراه بعينى حرصًا وخوفًا على مستقبل  الشعب المصري الذى جاهد ضد حكم مبارك واستطاع إسقاطه من أجل العبور بمصر نحو المستقبل، فهل تخلص الشعب من نظام فاسد ليظهر له تيارات عديدة فاسدة ونتمنى أن نستفيق جميعًا حتى لاتقوم ثورة أخرى لا نعلم هل ستكون سلمية أم تدمر ما تبقى من حطام الدولة المصرية؟، فنتمنى من الجميع الاتحاد والتعلم من دروس الفترة الماضية حتى نستطيع الحفاظ على وطننا مصر قبل أن نجد مصر فى مهب الريح وندعو الله جميعًا أن يحفظ مصر.

DreemStars@gmail.com

 

 

الجريدة الرسمية