رئيس التحرير
عصام كامل

حسن بسيوني يدعو لتحويل الخوف من كورونا إلى حافز للإنتاج والتنمية

الدكتور حسن بسيونى
الدكتور حسن بسيونى عضو مجلس النواب

قال المستشار الدكتور حسن بسيوني عضو لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والقيم بمجلس النواب، إن الخوف من أزمة فيروس كورونا قد يكون محفّزا للتقدم والازدهار وقد يكون محبطا ومعوقا للآمال، حيث من الممكن تحويل ذلك الخوف من الأزمة لدافع ومحفز للبناء والتنمية وزيادة الإنتاج، بدلا من أن يكون سببا في الكساد الاقتصادى وتفاقم الأزمات. 

ورأى بسيوني في تصريح له، ان تعامل دول العالم مع  الأزمة انقسم الى قسمين، أولهما التعامل بالإغلاق الكامل لكافة الأنشطة والثانى التعامل بالإغلاق الجزئى مع تطبيق الإجراءات الإحترازية، مشيرا الى ان مصر تعاملت مع الأزمة وفقا للقسم الثانى وهو الإغلاق الجزئى للانشطة، وهو ما بدا انه الأفضل حتى الآن نظرا لعدم نجاح الاغلاق الكامل في القضاء نهائيا على كورونا رغم اثاره السلبية الكبيرة على اقتصاد تلك الدول التي طبقته في التعامل مع الأزمة. 

 وأضاف الدكتور حسن بسيوني، هناك جدل واسع بين مؤيدي الإغلاق الكامل للأنشطة المختلفة والمشروعات ، وبين استمرارها في ظل الأزمة، لما لكل منهما من مزايا وعيوب، حيث يؤدى الإغلاق الكامل في أغلب الأحيان الى تقليل الإصابات نوعا ما مقارنة باستمرار الأنشطة التي يصاحبها زيادة في عدد الإصابات، متابعا، وهنا أرى ان استمرار النشاط الإقتصادى والتعليمي والسياحي في ظل اتخاذ الإجراءات الإحترازية الواجبة، قد يكون ملائما للأوضاع المصرية، لاسيما وان الدول التي طبقت الإغلاق الكامل تأثرت اقتصاديا جدا واضطرت لتغيير تلك السياسة واعادت أنشطتها مرة أخرى.  

وتابع عضو مجلس النواب، ان الاتجاه العالمى الآن هو تطبيق سياسة التعايش مع كورونا، لحماية الاقتصاد في ظل اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، نظرا لأن خطورة استمرار إغلاق الأنشطة ستكون أكبر بكثير من خطورة زيادة الإصابات بكورونا، نظرا لأن في ظل عدم وجود موارد اقتصادية لن تستطيع الدول مواصلة جهودها في مواجهة جائحة كورونا التي تتطلب موارد مالية ضخمة على المستوى الصحى والإجتماعى ومعيشة المواطنين، وفى المقابل حال تطبيق سياسة التعايش مع كورونا في ظل إتخاذ الإجراءات الإحترازية، ستتمكن الدول من توفير الموارد المالية اللازمة  لمواجهة الجائحة والتغلب عليها مع تقليل عدد الإصابات. 

وأيد المستشار حسن بسيونى، قيام مصر بتطبيق سياسة التعايش مع كورونا، مشيرا الى ان تلك السياسة تتواكب مع الظروف المصرية ولاسيما الظروف الاقتصادية المصرية حيث تعتمد الحكومة في أغلب موارد الدخل على الضرائب والرسوم وهو ما يتأثر بتوقف الأنشطة، وبالتالى حال توقف الأنشطة لن يكون لدى مصر موارد مالية تمكنها من  مواجهة الأزمة، والعكس صحيح. 

وقال عضو مجلس النواب، إن التعايش مع أزمة كورونا في ظل تشديد الإجراءات الإحترازية هو البديل المناسب، لاسيما وان مع تطبيق الإجراءات الاحترازية في مؤسسات الدولة كان له نتائج إيجابية في السيطرة على عدد الإصابات ومنع انتشار الفيروس،  وهو ما يتطلب التأكيد والتشديد على تطبيق الإجراءات ووضع ضوابط وإرشادات لعودة الأنشطة لضمان استمرار عجلة الإنتاج والحفاظ على السلامة والصحة المهنية، تتضمن إجراءات احترازية وقائية ونظام للعمل عن بعد وتعظيم دور التكنولوجيا في ذلك الأمر، مشيرا الى ان مجلس النواب نجح في عقد جلساته العامة خلال الشهور الماضية فى ظل اتخاذ تلك الإجراءات التي اثبتت فاعلية، ما أدى الى انتهاء المجلس من عدد كبير من مشروعات القوانين الهامة بالإضافة الى مناقشة قوانين الانتخابات والموازنة العامة باللجان النوعية المختصة وسط تلك الإجراءات الاحترازية.  وأوضح ان جائحة فيروس كورونا التي أصابت العالم، كان لها إيجابيات بالإضافة الى سلبياتها العديدة، مشيرا إلى ان رغم الآثار السلبية على الإقتصاد الا انه كان هناك إيجابيات بشأن الإسراع في تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات وميكنة الخدمات بالبلاد. 

وانتقد عضو مجلس النواب، تضارب وسائل الإعلام العالمية في تناولها ما تقوم به مصر من إجراءات بشأن مواجهة كورونا، حيث اتجهت بعضها لانتقاد استمرار بعض الأنشطة الهامة في مصر في ظل أزمة كورونا، وفى نفس الوقت اتجه بعض اخر لانتقاد اتخاذ مصر بعض الإجراءات التشريعية اللازمة لمواجهة الأزمة، مشيرا إلى ان ذلك التضارب يؤكد عدم الشفافية والحيادية في تناول مواجهة مصر للأزمة، مقارنة بدول العالم سواء التي اتخذت إجراءات مماثلة وأكثر حدة من مصر أو التي لم أعادت مختلف الأنشطة في ظل ذروة الأزمة.

وأكد بسيوني ان مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، سارعت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأزمة منذ بدايتها، في خطوة أشاد بها الجميع، سواء من جانب توفير الأموال والسلع اللازمة للمواطنين وتوفير المستلزمات الطبية وإعادة المصريين العالقين، وغيرها من الإجراءات، متابعا، ورغم الأزمة لم تنس مصر دورها الاجتماعى والإنسانى تجاه أشقائها وأصدقائها من الدول بإرسال مساعدات طبية لهم في تلك الأزمة.

الجريدة الرسمية