رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل تدعم القوة الناعمة المجتمع؟!

يتغلغل الفن في المجتمع باعتباره "قوة ناعمة" فيزرع مفاهيم وقيم ترتقي بالمتلقي وتنمي ذائقته، أو ينخر فيه فيفسده ويشوهه. وبما أن الجمهور يتخذ الفنانين قدوة، فكان يجب عليهم أن يكونوا أهلا لذلك ويقدموا النموذج الإنساني المستحق في الحياة والفن.

 

غاب الفنانون عن تشييع الفنان الكبير حسن حسني، ولم يحضر منهم إلا الفنان سعد الصغير، الذي انتقد غياب زملائه قائلا "كله هيموت"، خصوصا أن الفنان الراحل صاحب فضل على نجوم الفن في الـ 25 عاما الماضية، وكان سندا حقيقيا للجميع، ما جعل الجمهور يهاجم الفنانين ويتهمهم بالجحود والنكران.

 

يبدو أن انتقاد الجمهور جاء على الجرح، فكان رد الفعل الانفعالي من نقيب الممثلين د. أشرف زكي، وهو المعروف بالهدوء والسماحة وخدمة الجميع صغيرا وكبيرا.

 

اقرأ أيضا: مأساة المهرجانات ومفسد الجيل

 

رأى زكي في مداخلة هاتفية مع برنامج "القاهرة الآن" للإعلامية لميس الحديدي، أن انتقاد الفنانين زاد أخيرا، قائلا: "معرفش ليه الفنانين بقوا ملطشة وفي أوصياء كتير عليهم.. هو حد يقدر يناقشنا في حبنا لحسن حسني؟!".

 

أوضح زكي: "الفنان الراحل توفي فجراً، الناس متعودة أي دفنة بتكون مع صلاة الظهر.. لكن نظرا لعدم وجود مساجد وأزمة كورونا قالت أسرته ندفنه في أسرع وقت.. على الناس ما بدأت توصل كانت الدفنة خلصت".

 

وهدد نقيب الممثلين: "إحنا قررنا إن أي أحد ينال من الفنانين هنقاطعه، سواء كان صحفي أو إعلامي.. لا نتعامل معه.. ثم نقيم عليه دعوى قضائية، ثم إحنا أحرار ولسنا في موقف دفاع عن النفس ومش مطلوب مني مبرر أنت مش وكيل نيابة وانشغل بحاجة تخصك"!

 

اقرأ أيضا: المؤامرة تتوسع والبشر ضحية

 

وبما أن نقيب الممثلين د. أشرف زكي تولى عمادة معهد المسرح ورئاسة أكاديمية الفنون، فعليه مهمة كبيرة في ضبط إيقاع الساحة الفنية وتطهيرها من المفسدين وأصحاب الأجندات وحتى "الطابور الخامس"، الذين أفسدوا المجتمع وشوهوا الواقع.

 

لن نتطرق إلا لنموذج واحد أفسد الجيل، يصر على تصدير صورة سلبية عن مصر، إنه محمد رمضان، الذي يقف أمامه أشرف زكي عاجزا عن فعل شيء، أو ربما لم يحاول تعديل مساره من الأساس.

 

ماذا فعل نقيب الممثلين لرمضان الذي تعمد تحدى الحكومة وخرق تعليماتها بالتباعد الاجتماعي وعدم التجمع وتنظيم حفلات للحد من جائحة "كورونا"، فأقام حفل زفاف لأخته دون احترازات وقائية. 

 

لم يحرك زكي ساكنا دعما للدولة وفرضا للقانون باعتبار أن الفنان قدوة، وانتهى الأمر بمداهمة الحفل والتحقيق مع العريس وليس رمضان، ثم إطلاق سراحه بكفالة.

 

رمضان، الذي يرى نفسه نمبر وان، أفسد جيلا كاملا بفن رخيص عن البلطجة والعشوائيات، ثم أغنيات لا نعرف من أجازها، وحفلات عارية مسيئة، وللأسف لم يتحرك احد لتصويب بوصلة الفن المنحرفة ومحاسبة مفسدي الساحة وأولهم رمضان.

 

اقرأ أيضا: نادية لطفي.. مناضلة لا تطفئها الشمس

 

في مقابل الإفساد الممنهج، نجد نموذجا مشرفا ومثقفا ومحترما تعمل صاحبته الفنانة كارول سماحة في صمت، تقدم فنا راقيا مختلفا عن السائد، دون ضجة أو إثارة، فنانة صاحبة رسالة منذ عملت في المسرح الغنائي مع الرحابنة، قبل أن تستقل فنيا وتعمل منفردة في الغناء والتمثيل، ويكفي كارول أنها أول من نظمت العام الماضي في القاهرة حفل "هولوغرام" لتغني بمصاحبة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وبعد عام كامل تنظم دار الأوبرا حفل "هولوغرام" مماثل لكوكب الشرق أم كلثوم.   

 

كارول المثقفة الرصينة، حلت "ترند تويتر" في لبنان بتغريدة عن لقاح "كورونا"، إذ نشرت مقطع فيديو عن لقاح صيني لمكافحة جائحة "كورونا"، أرفقته بتغريدة: "لقاح كورونا هو صفقة التاريخ! اللعبة أصبحت واضحة. لا للتلقيح. لا للتطعيم".

اقرأ أيضا: جهلاء الفن أخذونا إلى الحضيض

تغريدة سماحة تعكس فهم عميق لما يشهده العالم من مؤامرة صحية لتحقيق أهداف عدة، فأرادت مشاركة متابعيها وتحذيرهم في الوقت نفسه، لكن استفزها، تعليق طالبها بعدم إبداء رأيها وحصره بالفن الذي تقدّمه، ما أغضبها وجعلها ترد:

"هيدا موضوع يتعلّق بصحتي، أنا مش بغبغان بغنّي فقط!.. هل تدرك أن النسبة العالية للتوحّد في العالم سببها لقاح حقن الأطفال المليء بالزئبق؟ رجاء اقرأ المزيد عن هذا الموضوع وثقّف نفسك.. صحيح انني لست طبيبة، لكني أقرأ كل المستجدات الطبية بالعالم، نعم في مدارس طبية حديثة ضد بعض أنواع اللقاحات، لان نتائجها سلبية على الجسم، وأكيد المؤسسات العلاجية بالعالم تعارض هذا الكلام لأن تجارة بكاملها ستنهار، وأنا هنا أوظف منصتي لنشر الوعي".

 

صدقت الفنانة الرائعة كارول سماحة، التي تصدرت "تويتر" بتغريدة نشرت من خلالها الوعي، بخلاف نماذج فنية لا تحصى تهدم المجتمع وتفسد الأجيال دون رادع، ويغضب نقيب الممثلين لأنه يتم انتقادهم، متناسيا أن الفن أحد أهم أدوات القوة الناعمة وهو يعطى صورة عن حال الثقافة ويمكن أن يساعد في زيادة الدخل القومى للوطن.

Advertisements
الجريدة الرسمية