رئيس التحرير
عصام كامل

توم وجيرى...وثالثهما الإخوان


بعد وصولى لسن الثلاثين قررت، بإرادة كاملة وعاقلة، مقاطعة أفلام الكارتون، وتركت لابنتى الأمر لتكمل مسيرتى فى عشق "توم وجيرى"، والكلب الذي يحاول جاهدا أن يوفر لابنه ساعة قيلولة يفسدها عليه "تهور توم" و"مقالب جيرى".


ابنتى من جانبها تحملت المسئولية – راضية مرضية- أجادت فن الإنصات والمتابعة، أحبت – مثلى- القط "توم"، تتذمر دائما من مقالب "الفأر"، وتصرخ " ليه ..بابا..يضربه ليه"، سنوات عمرها القليلة، والإرهاق المزمن – الذى أعانى منه- يحرماننى دوما من التأكيد له بأن الأمر لا يتعدى كونه سيناريو متفق عليه، وأن "توم" و"جيرى" خلف الستار "حبايب ونسايب".

أما – عزيزى القارئ- مناسبة المقدمة السابقة حول مسيرتى التاريخية مع "توم وجيرى"، فسببها المبادرة التى أطلقها حزب "الوسط" الإسلامى، لصاحبه القيادى الإخوانى المنشق – إلا قليلا- المهندس أبوالعلا ماضى، ورفيقه – فى الانشقاق طبعا- المحامى عصام سلطان.

"مبادرة الوسط"، تلك المتابع لخط سير "المبادرات" سيكتشف أننا أمام عرض "سياسى" ينافس – بلا أدنى شك- أحدث "مقالب" العزيز "توم" والعدو "جيرى"، خاصة أن أصدقاءنا فى العزيز "الوسط" لا يحلو لهم الحديث عن المبادرات، والرغبة فى وقف العنف و"حقن الدماء" – للأسف الدماء التى تنزف غالبيتها ليبرالية، إلا بعد لحظات من خروج حزب النور السلفى – لاحظ أنه مختلف مع الإخوان- للحديث عن مبادرة لـ"لم الشمل" بين المعارضة الغاضبة والجماعة الصامته الساكنة التى ترفع شعار "مغالبة لا مشاركة".

"النور"، يخرج ليتحدث عن المبادرة، وما هى إلا دقائق معدودة وتخرج قيادات "الوسط" بعروق نافرة وعيون دامعة لتطالب الجميع بــ"التوحد" على مصر، تتحدث عن تجاوزات المعارضة، وتنسى أن "البادي أظلم"، تقول إنهم يريدونها دماءً فى 30 يونيو ويتجاهلون التهديدات بالقتل والذبح التى يتلقاها رموز وقيادات المعارضة وعلى رأسهم شباب حملة "تمرد".

الغريب فى الأمر أن حالة "الوسط"، وقفزاته السياسية على مبادرات "النور"، لم تكن وليدة اللحظة الحالية، لكنها طفت إلى السطح بعد "الطلاق" السياسى بــــ"التلاتة" الذى حدث بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب "النور" السلفى خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو طلاق تلازم معه حالة "ملاطفة" و"مداعبة" بين "الوسط" و"الجماعة"، اللذان تناسيا اتهامات الماضي بسرقة فكرة مشروع حزب "الوسط" من مكتب المرشد السابق للجماعة محمد مهدى عاكف بمعرفة قيادات من داخل "الوسط"..!!
الجريدة الرسمية