رئيس التحرير
عصام كامل

بـ"قرشين فى الشهر".. مسحراتى القرن الـ19 للأغنياء فقط

مسحراتي
مسحراتي

فى كتابه عادات المصريين المحدثين سجل المستشرق الإنجليزى إدوارد وليم لين “رحل 1876 م عادات المصريين عامة وفى رمضان خاصة فى القرن الـ 19.

ولأن مهنة المسحراتى قديمة جدا ولها طقوس وعادات مختلفة هنا فى مصر فقد لفتت انتباه المستشرق الإنجليزى فقال عنها:

يدور المسحراتى كل ليلة فى شهر رمضان فيطلقون المدائح النبوية أمام منزل كل مسلم قادر على مجازاتهم ويعلنون فى ساعة متاخرة من الليل وقت السحور ، وكان لكل منطقة صغيرة فى القاهرة مسحراتى خاص بها يبدأ جولته حاملا فى يده اليسرى "بازا "صغيرا أو ما يعرف بطبلة المسحراتى ، وفى يده اليمنى عصا صغيرا او سوطا من الجلد يضرب به.

  يرافق المسحراتى فى جولته طفل صغير يحمل قنديلين فى إطار من أعواد النخل ، ويضرب المسحراتى بازه عند كل وقفة ثلاث مرات ثم يطلق المدائح النبوية التى يحفظها مناديا بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وبتوحيد الله فيقول “اصحى ياغفلان وحد الرحمن “ أو “ اصحى يا نايم وحد الرزاق “ أو “رمضان كريم يا مسلمين “ ثم يضرب على طبلته قائلا محمد رسول الله ويعيد ضرب الطبلة ثالثا وهو يقول (أسعد لياليك يافلان ) وهو اسم صاحب المنزل الذى يقف امامه.

ويكون المسحراتى قد أحصى وعرف أسماء سكان المنطقة حتى يحيى كل واحد على حدة باسمه ويذكر ايضا اسماء ابنائه كأن يقول  أسعد الليالى لست العرايس فلانة )، أو (سيد العرسان فلان ) .

 

 

وإذا توقف المسحراتى أمام بيت أحد الأغنياء فإن مديحه يطول ويبدأ أيضا فى رواية قصة المعراج وغيرها من قصص المعجزات ضاربا على طبلته عند كل نغمة أو وقفة من حديثه . وغالبا ما يغض المسحراتى البصر عن المنزل الذى يتشح بالسواد حدادا على متوفى.

اخبار ماسبيرو.. دعوة للثقافة في "المسحراتي”

يحصل المسحراتى عادة من المنزل المنتمى إلى الطبقة المتوسطة على قرشين أو ثلاثة فى العيد اى فى آخر الشهر الفضيل ومنهم من يعطيه كل ليلة مليما أو مليمين مكافأة على ذكر أسماء أبنائهم فى الدعوة إلى السحور.. 

الجريدة الرسمية