رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار حرب الأسلحة العرقية .. دراسة حديثة حذرت من استخدامها لاستهداف شعوب بعينها قبل ظهور كورونا بـ 4 أشهر.. وإسرائيل أبرز الفاعلين

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" في ديسمبر من العام الماضي في مدينة ووهان الصينية بدأت العديد من المصطلحات في الظهور على الساحة العالمية مثل "الحرب البيولوجية – والأسلحة البيولوجية" خاصة بعد تراشق الاتهامات بين الجانبين الصيني والأمريكي.

 

اتهامات متبادلة

فقد اتهمت بكين واشنطن رسميًا بالتورط في نشر الفيروس التاجي داخل أراضيها ، بينما نفت الأخيرة هذه الأقاويل وهاجمت الصين واتهمتها أيضًا بإخفاء المعلومات حول الفيروس.

إلا أنه وبعد أن أثبتت العديد من الدراسات، تأثير فيروس كورونا المستجد على الأعضاء التناسلية للذكور، ظهر مصطلح جديد وهو "الحرب البيولوجية العرقية" وهو ما جعلنا نبحث داخل العديد من الأبحاث المعنية بهذا الاكتشاف لنجد تقريرًا لجامعة كامبريدج نشرته صحيفة "تليجراف" في شهر أغسطس من العام الماضي ، أي قبل ظهور الفيروس التاجي داخل الأراضي الصينية بـ 4 أشهر  تحذر فيه العالم وتطالبه بالاستعداد للأسلحة البيولوجية العرقية التي تستهدف مجموعات عرقية محددة.

الأسلحة العرقية

وتعد الأسلحة البيولوجية العرقية أو الأسلحة البيولوجية الجينية نوعًا من الأسلحة البيولوجية النظرية التي تهدف إلى الإضرار فقط وفي المقام الأول بأشخاص من أعراق معينة أو أنماط وراثية محددة.

وبداية ظهور هذا المصطلح كانت في عام 1997 عندما أشار وزير الدفاع الأمريكي آنذاك وليام كوهين إليه كخطر محتمل على الولايات المتحدة الأمريكية وفي عام 2004 ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الجمعية الطبية البريطانية «BMA» اعتبرت الأسلحة البيولوجية المصممة لاستهداف مجموعات عرقية معينة أمرًا ممكنًا.

الزهايمر

وسلطت الضوء على مرض ألزهايمر وغيرها من الأمراض التي يمكن استخدامها أيضًا في أغراض خبيثة.

وفي نوفمبر 1998 أعلنت صحيفة "صنداي تايمز" أن إسرائيل حاولت بناء قنبلة عرقية تحتوي على عامل بيولوجي يمكنه أن يستهدف على وجه التحديد السمات الجينية الموجودة بين السكان العرب ونشرت صحيفة «Wired News» هذه الواقعة أيضًا.

كما أوضحت صحيفة "نيويورك بوست" أن المصدر المحتمل للواقعة هو الأكاديمي الإسرائيلي دورون ستانيتسكي والذي أرسل عمله الخيالي حول مثل هذا السلاح إلى الصحف الإسرائيلية.

إسرائيل

وفي عام 2005 قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن احتمال استهداف مجموعة عرقية معينة باستخدام عامل بيولوجي ليس بعيد المنال ، مشيرة إلى أن هذه السيناريوهات ليست نتاج خيال اللجنة الدولية.

وفي عام 2012  تحدثت مجلة "الأطلسي" الأمريكية الشهيرة عن فيروس معين يستهدف الأفراد الذين يمتلكون تسلسلا معينا من الحمض النووي ، مشيره إلى إمكانية رؤية أمر مثل هذا في المستقبل القريب ، كما طرحت المجلة سيناريو افتراضيا لفيروس يتسبب في نشر إنفلوانزا خفيفة لعامة السكان ولكنه يمتلك أعراضا قاتلة لرئيس الولايات المتحدة فقط!

وفي عام 2016 اقترحت مجلة "فورين بوليسي" إمكانية استخدام فيروس كسلاح بيولوجي عرقي يستطيع أن يعقم مجموعة من السكان المرتبطين وراثيًا.

وحذرت جامعة كامبريدج من أن البشر في المستقبل قد يضطرون إلى التعامل مع الأسلحة البيولوجية التي تستهدف مجموعات معينة من الناس، وشددت على أن العالم أجمع بحاجة إلى الاستعداد للأسلحة البيولوجية العرقية القائمة على علم الوراثة.

أسلحة ضد البشر

وقالت الجامعة الإنجليزية إن هذا السلاح قد يكون مكونا من عدد من العوامل المسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم أو العوامل البيولوجية الأخرى التي يمكن استخدامها كأسلحة ضد البشر أو الحيوانات أو النباتات.

هذا النوع من الحرب يختلف عن الحرب النووية والحرب الكيميائية والتي تشكل مع الحرب البيولوجية NBC. وأوضح باحثون جامعة كامبريدج أن حكومات العالم فشلت في الاستعداد للأسلحة المستقبلية القائمة على التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتلاعب الجيني. ودعا التقرير على وجه التحديد إلى إنشاء مجموعات مستقلة لتقييم مخاطر التقنيات المستقبلية المختلفة وفرز أي بروتوكولات موجودة بالفعل لحماية الناس منها.

وأشار الباحثون إلى أن التكنولوجيا أصبحت معقدة بشكل متزايد وبأسعار أرخص من أي وقت مضى، مما يؤدي إلى زيادة القدرة على الضرر بشكل أسرع وأكثر فتكًا قائلين: يمكن بناء سلاح حيوي لاستهداف مجموعة عرقية معينة بناءً على ملفها الجينومي ففي السنوات الأخيرة فتحت التطورات في العلوم مثل الهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي (AI) والمركبات المستقلة الباب أمام مجموعة من التهديدات الجديدة.

وخلص الباحثون في النهاية إلى أنه لا يمكننا الانتظار حتى تصبح هذه الأسلحة حقيقة قبل القيام بشيء حيالها.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية