رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى الفتى الأسمر.. كيف أحدث أحمد زكي انقلابًا في مواصفات النجم؟

أحمد زكي
أحمد زكي

أحمد زكى متولى عبد الرحمن بدوى، الشهير بأحمد زكى أحد أبرز المشخصاتية فى تاريخ السينما المصرية، ورائد مدرسة التقمص من بين ممثلى المحروسة، أحمد زكى المولود عام 1949 والذى توفى فى 27 مارس عام 2005 ترك وراءه عشقًا جارفًا من قِبل الجمهور إلى شخصه البسيط وإرثًا فنيًا لا يمكن أن يُنسى.

لم يكن المشوار الفنى لأحمد زكى سهلًا، ولم يكن الطريق أمامه مفروشًا بالورود لكى يثبت أنه موهوبًا وأنه فنان ذو قيمة، فبالرغم من موهبته الجارفة إلا أنه واجه من الصعاب فى بداياته ما كان من الممكن أن يجعل تألق نجمه مستحيًلا، ولكنه وبالرغم من كل شيء كان مثابرًا ومُصرًا على قدراته وموهبته، ولعل أصعب تلك الصعاب والعقبات إعاقته عن التقدم فى مشواره الفنى بسبب شكله.

حكى النمر الأسمر عن هذه المرحلة من حياته من خلال برنامج “النادى الدولى” والذى كان من تقديم الفنان القدير سمير صبري، وأوضح أنه تم استبعاده من فيلم الكرنك الذى أخرجه على بدرخان، ولقد تحدث عن هذه الواقعة أيضًا فى برنامج مع المذيع طارق حبيب فى برنامج من الألف للياء، شارحًا سر الرفض بأنه كان بسبب أحد منتجي العمل الذى قال عنه “ده إأسود وشكله وحش”، ولقد علق زكى على هذا الأمر قائلًا السينما العالمية بالرغم من أنها بها “ممثلين زى القمر” فإنها أيضًا بها ممثلين “سود”، ولقد أثرت هذه الواقعة فى نفس الفتى الأسمر كثيرًا، ولكنها لم تكسره، فقد أصر على أن يستكمل مسيرته وأن يثبت للجميع قدراته.

نجح أحمد زكى بالفعل فى أدوار صغيرة شارك بها فى بداياته الفنية حتى عرفه الجمهور، بل وأصبح بطلًا للعديد من الأفلام التى أثرت فى وجدان الجمهور المصري، خاصة مع قدرات أحمد زكى فى التشخيص، وإمكانياته الفنية التى جعلته يبدو فى كافة أدواره التى قدمها طبيعيًا بالرغم من تنوعها وتفاوت درجات صعوبتها.

تعرف على المخرجة مكتشفة الفنان أحمد زكي | فيديو

ومع توالى نجاحاته وإثبات قدراته الفنية أثبت أحمد زكى أن الفنان لا يجب بالضرورة أن يكون ذا مواصفات شكلية محددة، وأن الجان يمكن أن يدخل قلوب الفاتنات بالرغم من أنه لا يمتلك عيون ملونة، وساهم أحمد زكى فى فتح الباب أمام كثير من الممثلين من ذوى القدرات الفنية الكبيرة والذين لم يملكوا من الصفات الشكلية ما يمكن بها توصيفهم كـ”جانات”، وبهذا فقد أحدث “أسمر اللون” الذى أحبه كل “البيض” انقلابًا فى بورصة النجوم، وكان سببًا بإصراره وإتقانه وعبقريته الفنية فى تغيير الصورة النمطية عن النجم.

الجريدة الرسمية