رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بتسمية شهر رجب بالأصم ؟

الشيخ عطية صقر
الشيخ عطية صقر

سمعنا من بعض الدعاة والمتحدثين من يصفون شهر رجب احد الاشهر الاربعة الحرم التى حرم الله ورسوله فيهم القتال والعراك بالاصم فما معنى هذه التسمية ؟ يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الاسبق للجنة الفتوى بالازهر الشريف فيقول :

 

العرب فى زمانهم القديم كانوا يسمون ايام الاسبوع وشهور السنةبأسماء تختلف عن المعهود لنا عند مجئ الاسلام ، وكان للجو الطبيعى والنظام القبلى دخل فى تعيين هذه الاسماء . وشهر رجب كان يسمى قديما "أحلك" كما يقول المسعودى فى كتابه مروج الذهب ، ويقول البيرونى ان رجب كان يسمى بالاصم وهو احد الاشهر الاربعة التى قال الله فيها (ان عدة الشهورعند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم )التوبة 16 . وهذه الاشهر الحرم عينها رسول الله بأسمائها فى خطبته بحجة الوداع وقال عنها :ثلاثة سرد وواحد فرد ، والثلاثة السرد هى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، والفرد هو رجب . ولفظ رجب فيه معنى التعظيم حيث كان العرب فى الجاهلية يعظمونه ولا يستحلون القتال فيه ، ولعل وصف رجب بالاصم مأخوذ من السكوت حيث لا تسمع فيه قعقعة السلاح بالقتال ولا الصيحةبالاستنفار اليه . يقول القرطبى فى تفسيره :كانت العرب تسميه ــ اى رجب ــ منصل الاسنة ، اى مخرجها من أماكنها ، فكانوا اذا دخل رجب نزعوا اسنة الرماح ونصل السهام إبطالا للقتال فيه وحرمته ، وقد ورد ذكر ذلك فى البخارى عن ابى رجاء العطاردى واسمه عمران ابن ملحان قال : كنا نعبد الحجر فغذا وجدنا حجرا هو خير منه القيناه وأخذنا الاخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبنا عليه ثم طفنا به ، فإذا دخل شهر رجب قلنا : منصل الاسنة فلم تدع  رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة الا نزعناه والقيناه .

المفتي السابق يكشف وظائف شهر رجب المعظم

وكان من عادةالعرب النسئ اى تأخير بعض الاشهر الحرم الى غير موعدها استعجالا للقتال ،وكانت ربيعة بن نزار تؤخر رجب وتجعل بدله رمضان كما كان من بين العرب من يحلون رجب ويحرمون شعبان ، لكن قبيلة "مضر" كانت تحافظ على حرمة شهر رجب ،

الجريدة الرسمية