رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى 93 على ميلاد فارس الصحافة أحمد بهاء الدين

الكاتب الصحفى احمد
الكاتب الصحفى احمد بهاء الدين

ثلاثة وتسعون عاما انقضت على مولد فارس الصحافة وضميرها الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين ، بعد أن قضى نصف قرن فى بلاط صاحبة الجلالة بدأها فى مجلة "الفصول " مع الكاتب محمد زكى عبد القادر ، انتقل إلى دار روزاليوسف حيث أسس مجلة صباح الخير كأول مجلة شابة وكان أول رئيس تحرير لها وقضى فى رئاستها سبع سنوات كأصغر رئيس تحرير فى مصر وكان عمره 28 عاما ،.تولى بعدها رئاسة تحرير أخبار اليوم سبع سنوات أخرى .

حول هذه المرحلة يقول أحمد بهاء الدين:  إن حياتى فى المهنة مقسمة إلى سبعات ، 7 منها رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ورئيسا لتحرير المصور ثم انتقلت رئيسا لتحرير الأهرام لعدة سنوات . عرف أحمد بهاء الدين أنه صحفى صاحب الضمير ، وبرغم صلته القريبة بالرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات إلا أن ضميره المهنى والإنسانى هو الذى كان يحكمه وهو صاحب تعبير الانفتاح سداح مداح مهاجما سياسة السادات . نقله عبد الناصر من الأخبار إلى دار الهلال وهو اعتبر ذلك عقابا له فأطلق على قرار النقل جريمة العصر .

وكان يقول عن نفسه ( لو لم أكن صحفيا لكنت مؤرخا ) . دعا للوحدة بين مصر وسوريا قبل انطلاقها بسنوات وساند الطلاب فى مظاهرات 1968  أصيب بمرض السكرى إثر هزيمة يونيو 67 وأصيب بنزيف فى المخ إثر اجتياح العراق للكويت ودخل فى غيبوبة ست سنوات حتى رحل عام 1996 . يومياته فى جريدة الأهرام رصدا دقيقا للأحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية التى شهدتها مصر فى القرن العشرين .

وضع أحمد بهاء الدين 27 كتابا أشهرها :يوميات هذا التاريخ ، أيام لها تاريخ ، فاروق ملكا ،السلطة فى عالمنا وجميعها كتب مقدمتها الكاتب محمد حسنين هيكل . يتحدث بهاء الدين عن نفسه فيقول :نشأت ابنا لموظف صغير ايام عز صغار الموظفين ، ولكنى نشأت شديد الحساسية لمشكلة الفقر والحرمان الانسانى قبل ان أقرأ كتابا واحدا . لم اكن فى حياتى من الطلبة المشاغبين اثناء دراستى بكلية الحقوق جامعة فؤاد الاول ، وكانت اهتماماتى السياسية كلها محصورة فى القراءة والجدل والمناقشة . واول مرة بل الوحيدة التى قدمت فيها للمحاكمة كانت بسبب مقال نشر لى بمجلة صباح الخيرعام 1958 بعنوان (20 الف جنيه ) وكان السبب طريفا حيث نشرت المجلة قصة احدى السيدات وفوجئت بسيدة اخرى تصادف ان اسمها يحمل الحروف الاولى من اسم السيدة موضوع القصة فظنت انها المقصودة بالنشر ورفعت دعوى امام محكمةالسيدة زينب تطالبنى بتعويض 20 الف جنيه ، وهو مبلغ يساوى  مرتبى فى عشر سنوات وحكم لى القاضى بالبراءة واقنعت نفسى انى ربحت 20 الف جنيه .

أحمد بهاء الدين يكتب: روح لا تقدر بثمن وحينما اصابه المرض الطويل كتب يقول : ان نومى قلق والشئ الوحيد الذى اتغلب به على السأم هو القراءة ولا انكر ان قوتى الجسدية متواضعة والمحرراليوم لا يحتاج الى فصاحة فقط ولا الى اذن حساسة فقط ولا الى ذوق فى الاخراج فقط ..انه يحتاج ايضا الى إطلاع متشعب آخذ للبصر مرهق للاعصاب على احدث الكتب والصحف العالمية .

الجريدة الرسمية