رئيس التحرير
عصام كامل

قاتل بالإيجار

عرضت صحيفة الشاهد الليبية مشاهد بالفيديو توضح نقل ألفين من الجنود المرتزقة من سوريا إلى طرابلس للقتال في صفوف ميليشيات حكومة السراج. وسوريا هي أوضح صورة من صور القتال بالوكالة.. كل الدول تقاتل هناك من خلال مؤسسات وشركات وظيفتها القتل بالأجر، ليس مهما الأسماء اللامعة التي يطلقها البعض على هذه الجماعات ومحاولة ربطها بأسماء إسلامية أو معارك تاريخية فكلهم "قتلة بالأجر".

 

منذ أيام تحدث الرئيس الروسى بوتين مؤكدا أن وجود مقاتلين روس في ليبيا أو غيرها لا يحسب على الحكومة الروسية.. إذن القضية أصبحت قتل بالإيجار.. ليس مهما أن تبعث بجيوشك إلى بلد تعاديه أو تحاول تحقيق مصلحة فيه.. الأمر أصبح أسهل بكثير.. هناك شركات عالمية تقوم بمهمة القتال في أي مكان فالأهم هو كم ستدفع من الدولارات، وليبيا تنتقل الآن للأسف الشديد لتقديم النموذج الثاني.

 

اقرأ أيضا: أردوغان على الحدود.. الهلاك في انتظارك

 

قال لى صديق مقيم في العاصمة طرابلس إنه مجرد انتقال الشخص من حي إلى حي لا يتم إلا من خلال التواصل عبر الميلشيات المسيطرة فكل ميليشيا تسلمك إلى أخرى ولكل ميليشيا منطقة نفوذ وحدود لا يجوز لغيرها المرور منها أو عبرها دون اتفاق مسبق.. عاصمة كانت قديما نموذجا للأمن والأمان أصبحت متقطعة الأوصال ومنهكة من عناء الانقسام الداخلي حسب رغبة كل فصيل أو حسب ما تتلقاه الميليشيا من أوامر يصدرها من ينفق دولة كانت أو جماعة أو منظمة.

 

اقرأ أيضا: فوضى ليبيا.. خطر يهددنا

 

والقتل بالأجر كان معروفا على مستوى عصابات تنفذ عمليات لصالح مؤسسات أو دول أو منظمات أو فكرة أن يكون لديك جيش من المرتزقة يحيلون الأوطان إلى أوكار للإرهاب ويهجرون السكان الأصليين ويسبون النساء ويغتنمون الأملاك الخاصة ويستبيحون المحرمات فإنها لا شك أمر جلل وجديد على منطقتنا والغريب أن دولا عظمى تعتمد هذا النموذج في حروبها بالوكالة عبر مناطق الصراع الدولى لتحقيق أهداف.

 

واقرأ أيضا: العثمانية الجديدة.. فاشية العهد القديم

 

هذا عن الدول الكبرى أما فكرة أن تستعين أطياف وطنية أو حكومات وطنية بفكرة المرتزقة، فإن الأمر جد خطير وقد رأينا كيف وضع أردوغان أنفه في ليبيا عبر حكومة من الليبيين يرأسها مواطن ليبي من أصول تركية.. فكرة البيع هنا أصبحت أمرا غير مخجل وهو الأمر الذي دفع أردوغان إلى أن يصف ليبيا بأنها إرث جدوده وأن عودته إليها إنما هي أمر طبيعي.. المثير أن السراج نفسه لم يرفض تصريحات أردوغان فالوطن لديه مجرد فكرة ولا علاقة له بالأرض أو العرض.

الجريدة الرسمية