رئيس التحرير
عصام كامل

أوسكار جامعة الدلتا!

على مدار عشرات السنوات الماضية تعودنا أن تكون استفتاءاتنا في نهاية كل عام تنحصر فقط حول الأحداث الرياضية والفنية والإعلامية، ولا يوجد لدينا استفتاء لاختيار أفضل بحث علمي تطبيقي يخدم المجتمع أو أفضل مصنع ومستثمر محلي وفلاح وسلعة مصرية.

 

لا أحد ينكر أهمية الفن والرياضة لأي مجتمع ولكن بدون التعليم والبحث العلمي والانتاج لا تتقدم الدول بل لا تستمر الحياة على الكون، ومن هنا تأتي أهمية جائزة جامعة الدلتا السنوية لأفضل بحث علمي.

 

البداية كانت عام 2018 حينما فكر الدكتور محمد ربيع ناصر رئيس مجلس أمناء الجامعة في تخصيص جائزة تحمل اسمه قيمتها 150 ألف جنيه لأفضل بحث علمي في العلوم الطبية، وفاز بها مناصفة اثنان من أنجب علماء مصر في مجال المسالك البولية والكلى، وهما الدكتور أحمد شقير والدكتور حسن أبوالعنين مديرا مركز الكلى بالمنصورة السابقين.

 

اقرأ أيضا: أبطال "خلف خطوط العدو"

 

صاحب الجائزة قرر رفع قيمتها إلى 400 ألف جنيه ومنحها لأفضل ثلاثة علماء في مجال الطب والزراعة والعلوم، وتم تشكيل لجنة تحكيم على أعلى مستوى من العلماء برئاسة الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وفاز ثلاثة علماء بجواز عام 2019 من بين 116 متسابقا وهم: الدكتور جمال عصمت، أستاذ الأمراض المتوطنة بجامعة القاهرة، ونائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا الأسبق، بجائزة العلوم الطبية..

 

وحصل على الجائزة في فرع العلوم الزراعية، الدكتور محمد أحمد أحمد أستاذ ومدير مركز التميز العلمي لفيروسات الأنفلونزا، بينما حصل الدكتور ياسر محمد صبري المدرس بقسم الإلكترونيات والاتصالات بكلية الهندسة جامعة عين شمس، بالجائزة في مجال شباب الباحثين، كل واحد من هؤلاء العلماء الثلاثة حدوته مصرية وقدم خدمات جليلة لبلده في مجاله.

 

أما جائزة جيل الرواد حصل عليها الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق تقديرًا لجهوده في خدمة الوطن، وخاصة أنه كان أحد أعضاء الفريق المصري الذي استعاد لنا طابا من العدو الإسرائيلي.

 

الجامعات الخاصة المصرية متهمة بأن هدفها فقط هو جمع الأموال ولا تهتم بالبحث العلمي وليس لديها منتج علمي يخدم المجتمع، وهي فقط تمنح شهادة لآلاف الخريجين معظهم لا يجد عمل ولهذا تأتي أهمية مبادرة جامعة الدلتا التي تستحق الاحترام والإشادة فهذه أحد انواع المسئولية الاجتماعية للمؤسسات الخاصة سواء جامعات أو غيرها على غرار ما يحدث فى كل دول العالم المتقدم.

 

اقرأ أيضا: الدكتور "مختار" هل يصبح رابع محافظ للدقهلية؟!

 

الحكومة ليست فقط مسئولة عن الدولة بل يجب مشاركة كل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص تحمل المسئولية، سواء في إقامة مشروعات توظيف أو تقديم مساعدات اجتماعية وخيرية وواجب الحكومة تهيئة المناخ وتشجيع المجتمع المدني للقيام بدوره.

 

قرأت في بعض تجارب الدول المتقدمة وجدت أن القطاع الخاص والمنظمات الأهلية هم أساس تقدم هذه الدولة، وعليهم مسئولية اجتماعية كبيرة، بالإضافة إلى سداد الضرائب والتشغيل والإنتاج..

 

لذا فالتحية واجبة للقائمين على جامعة الدلتا لتكريمهم أفضل العلماء والباحثين الشباب كأول جامعة مصرية خاصة تنتهج ذلك، وأتمنى أن تفعل كل الجامعات ليس فقط في تشجيع وتكريم العلماء ولكن أيضا في تقديم منح دراسية للطلاب المتفوقين غير القادرين، وأيضا المساهمة في تطوير العشوائيات وإقامة مشروعات انتاجية تسهم في القضاء على الفقر والبطالة والجريمة والإرهاب.

والله الموفق والمستعان وتحيا مصر

egypt1967@Yahoo.com

 

الجريدة الرسمية