رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سعد الدين وهبة: كامل الشناوي ظاهرة لن تتكرر

الكاتب سعد الدين
الكاتب سعد الدين وهبة

في برنامج "نجم وسهرة" وفى حلقة قدمها الكاتب سعد الدين وهبة تناول في جزء منها ذكرياته مع الكاتب الراحل كامل الشناوى عام 1985 قال فيها:

كاتب وشاعر وصحفى وفنان، ظاهرة لم تتكرر ولن تتكرر، عرفت كامل الشناوى (ولد في 7 ديسمبر 1908 - رحل 1966) وأنا أعمل سكرتيرا لتحرير الجمهورية وكامل الشناوى أحد رؤساء تحريرها مع الدكتور طه حسين وموسى صبرى وإبراهيم نوار وموسى صبرى.

كنت عام 1959 أحرر صفحة اخبار خفيفة اسمها "صباح الخير" وهى فنية ثقافية، وكان كامل الشناوى دائما يجمع حوله لجنة دائمة من الكتاب والصحفيين في شكل ندوة يومية.

كنت أكره أن أي حد في الجريدة يقول لى أنشر عن فلان أو علان وكامل كان يحب يجامل فكان يعطينى خبر مجاملة لأحد فأضعه في درج المكتب.

وفى أحد الاجتماعات كان صلاح سالم رئيسها حيث كان رئيس مجلس إدارة الجمهورية قال كامل الشناوى إن الاجتماع للإعداد لإحدى عشر صفحة فقط أما الصفحة الاثنى عشر "صفحة صباح الخير" فهي صفحة معلنة الاستقلال ولا أحد يعرف عنها شيئا.

وفهم صلاح سالم في الاجتماع بأنى مستبد في رأيى ومعلن العصيان في صفحتى، وحدث خلاف بينى وبينه نقلت بعدها مديرا لتحرير مجلة الإذاعة.

ولأنى كنت قد تعرفت على موسى صبرى كنت أتعاون معه من الخارج في مراجعة بعض مواد الجريدة فقال لى يوما لماذا لا تعود إلى الجمهورية وفعلا ذاب ما حدث بينى وبين صلاح سالم ورجعت الجمهورية مديرا لتحريرها وتعرفت ثانية إلى كامل الشناوى، وكنت قد كتبت مسرحية "المحروسة" وقدمها المسرح القومى، وكان كامل يشجع المواهب فالتقينا وهنانى وبدأنا الارتباط ثانية وانقلب العداء إلى صداقة استمرت حتى وفاته.

كامل الشناوى أثر في كثير من فنانى هذا الجيل كتابة وغناء وتمثيلا، وكان إذا اعجب بشخص رفعها إلى السماء، أما محدودو الثقافة والحرفية في الكتابة الصحفية فكانوا محط مقالبه التي كان يحيكها.

وأذكر أنه أثناء عملى معه في الجمهورية تصادف عرض فيلم "السلام" عن رواية الكاتب الروسى المعروف ليو تولستوىودبر مقلب ضد أحد المحررين كان عديما للمهارة الصحفية وفى نفس الوقت كان طويلا وعريضا مفتول العضلات، استدعى المحرر وبجدية كاملة قال له اذهب إلى المطار فورا وانتظر مجيء الكاتب الروسى الشهير توليستوى واعمل أول حديث معه في الصحافة المصرية.

لم يذهب المحرر إلى المطار لأنه لم يكن يتحدث الروسية الا أنه فبرك حديثا لبنه وبين توليستوى الذي كان في ذلك الوقت قد توفى منذ أكثر من عشرين عاما، وكانت فضيحة في الجمهورية.

كتب كامل الشناوى فترة معرفتنا به مجموعة قصائد كانت من أجمل ما سمعناه في تاريخنا منها "عدت يا يوم مولدى، لا تكذبى" التي غنتها نجاة وعبد الحليم حافظ من شدة روعة القصيدة.

رحم الله كامل الشناوى أستاذا وصحفيا ومعلما لجيل كامل من الصحفيين والفنانين.
Advertisements
الجريدة الرسمية