طه حسين: عصور المعذبين لن تنتهى والثورة لم تقض على البؤس
في لقاء أجراه السيد الباز صالح مع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حول قضايا الساعة ونشرته مجلة "الجديد "عام 1972، قال الدكتور طه حسين : لست راضيا عن طريقة تدريس اللغة العربية مما جعل دارسوها يعتقدون في صعوبتها.
وحول مستقبل الأدب العربى قال: إنى متشائم لأن الأدباء لا يقرأون بما فيه الكفاية ونصيحتى للشباب قراءة كتب التراث ككتب الجاحظ مثل كتاب الحيوان.
وحول نشاطه وهو طالب قال: كتبت نظرات في النظرات للمنفلوطى وأنا طالب ونشرته لى السيدة روز اليوسف، أما عن سبل إحياء التراث قال عميد الأدب العربى: التراث أدى دوره كما يجب أن يكون الأداء، والدليل أن هناك من يكتب باللغة العربية الفصحى كتابات متعددة وجيدة منها الشرقى والغربى، أما بالنسبة لطريقة إحياء التراث فلست راضيا عنها كل الرضا لأنى كنت اتمنى أن تبذل الدولة جهدا أكبر وليس يجب أن يترك احياء التراث للجهود الذاتية.
وأضاف عميد الأدب العربي، أنه عندما أنشئت المطابع الأميرية في مصر وبدأ عمل المطابع اهتم بعض الحكام والناس بإحياء بعض الكتب القديمة وكان هذا أول القرن الماضى، والآن مع كثرة المطابع ليس هناك جهد حقيقى لإحياء التراث.
وردا على سؤال عن الشعر الحر قال: هذا كلام لا معنى له ولا أوافق عليه، أما الادب من أجل الادب فهو كلام فارغ.
وحول الارتباط بالتراث قال: نرتبط به سواء أردنا أو لم نرد فنحن مرغمون على ذلك ولا يمكن أن ننفصل عنه وهذا شيء لا سبيل إليه.
سأله محرر مجلة الجديد:هل انتهت عصور المعذبين في الأرض؟
قال: عصور المعذبين لا تنتهى ولا بد دائما أن يكون هناك الفقراء والمساكين، والشيء المحقق أن الثورة لم تقض على البؤس
سأله: لكم مواقف خالدة في مقاومة الاستبداد مما كلفكم الكثير من الصحة والمال وخاصة من حرب إسماعيل صدقى فهل هذا واجب الأدباء؟
قال الدكتور طه حسين : هذا شيء طبيعى أن يقاوم الظلم والاستبداد، ورغم كل ما بينى وبين إسماعيل صدقى فقد كنا أصدقاء وأذكر أننا تقابلنا في فرنسا في وليمة أقامتها الحكومة الفرنسية تكريما له، وفى اللقاء سلم على وقبلنى ومات بعدها بأيام قلائل في فرنسا ونقلت جثته إلى مصر، كما مات في فرنسا أيضا عدلي يكن وثروت باشا.