السفير الأمريكى: أحب الملوخية وهرم دهشور
صورة تذكارية نادرة للسفير الأمريكى جيفرسون كافرى وزوجته، نشرتها مجلة المصور عام 1954 قبل مغادرته مصر، ونشرت المجلة حوارا قالت فيه: عندما أنهى المسترجيفرسون كافرى السفير الأمريكى عمله بالقاهرة عام 1954، استعد هو وعقيلته للعودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد ذهبت إليه مجلة المصور لإجراء حديث الوداع معه بعد اعتزاله خدمة السلك السياسي الأمريكى في مصر، ونشرت المصور الحوار نهاية عام 1954 قالت فيه: جلس السفير الأمريكى على مقعد وثير في صدر الصالون الجانبى للردهة، وقال: سأذكر هذا المقعد المريح دائما وسأفتقده،فأنا دائما انتظر عليه مسسز كافرى لنخرج سويا.
سأله مندوب المصور من هم أقرب الأصدقاء المصريين إليك؟ قال: كل من أحبنى في مصر فهو صديق لى، وما أسعدنى فقد أحبنى المصريون،إن خير جزاء لصاحب الوظيفة العامة هو رضاء الرأى العام في بلده، فما بالك بأن أحظى برضاء الرأى العام خارج الرأى العام أيضا..أننى في الحقيقة أحب المصريين كلهم واعتبر كل واحد فيهم صديقا لى.
وسأفتقد بدون شك أصدقائى في مصر في جميع نواحى الحياة قادتها الوطنيين، أساتذة الجامعات، علماء الحفائر في مناطق الحفائر التي زرتها في مصر فهم أصدقاء حقيقيون لى.
سأله مندوب المصور : ماذا كانت فكرته المسبقة عن مصر ؟، قال: فكرتى لم تتغير طوال السنوات الخمس التي أمضيتها فيها، لقد أحببت مصر منذ أول لحظة والجديد أننى عرفت المصريين خيرا من معرفتى بهم من قبل، فهم أكثر الناس صداقة وكرما في العالم.
سأله : وماذا عن أعز تذكار ستحمله من مصر؟
قال: سنحمل معنا ذكريات الأوقات السعيدة التي أمضيناها في مصر إلى جانب بعض قطع النحت والتماثيل الصغيرة.
سأله : ماهو الأثر المصرى القديم الذي نال إعجابك؟
قال: أعجبنى هرم دهشور المركب وطالما استمتعت بزيارته وتسلقته مرارا، كما تسلقت الهرم الأكبر بالجيزة.
سأله: ما أحسن أكلة مصرية كنت تفضلها؟ وأحسن كلمة سمعتها؟
قال: أعشق أكل الملوخية وطاجن البامية، وأحسن كلمة هي كلمة "مبروك" وأنا كثيرا ما أرددها لأنها تقترن بحادث سعيد.
سأله: ماهو أحرج موقف قابله في مصر؟
ضحك السفير الأمريكى وقال: كان هذا منذ بضع سنوات..كان على أن ازور زميلا من الدبلوماسيين يمثل دولة أجنبية في مصر، وكنت قد أمضيت يوما مليئا بالعمل، فتركت السفارة على عجل لأقوم بهذه الزيارة، ولما وصلت بيت السفير الذي قصدته تلقانى مرحبا، وأخذت أحدثه عن بلده التي سبق أن عملت فيها وانطلقت استعلم عن أصدقائى هناك، ولم تمض أكثر من خمس دقائق حتى أدركت أننى ارتكبت خطأ فلم يكن هو السفير الذي قصدته وكان على أن أغير دفة الحديث بسرعة حتى أنقذت الموقف وكنت في منتهى الإحراج.
سأله: ما هواياتك؟
قال: زراعة الحدائق هي هوايتى الأولى ولا يشغلنى عن الكتابة غيرها.
