رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين وهبة يكتب: عشوائية القرار

فيتو

في مجلة البوليس عام 1954 كتب الكاتب الفنان سعد الدين وهبة مقالا يتهم فيه قرارات منح جوائز السينما بالعشوائية والارتجالية فكتب يقول:
في حفلة أقامتها مصلحة الفنون برئاسة الأديب يحيى حقى بقصر الجوهرة بالقلعة لتوزيع جوائز السينما وسط فرحة السينمائيين الفائزين بالجوائز عام 1954 والذين لم يحالفهم الحظ هذا العالم تحدث وزير الإرشاد فتحى رضوان عن دور السينما في بناء الشعوب مشجعا المنتجين والفنيين الذين يقدمون فنا لا يستهدفون من وراء ذلك التجارة واستثمار المال في اعمالهم.

وكان السينمائيون قد اتجهوا إلى الإنتاج بعد ثورة يوليو بروح جديدة وقصص مصرية مائة بالمائة، واقبل بعضهم على الأفلام الملونة وافلام سكوب بالسينما، وكانوا ينفقون بسخاء مع وعد من وزير الإرشاد بتعويضهم ودعمهم ماليا إذا خسرت أفلامهم التي هي ذات مستوى عال في القصة والإنتاج والإخراج.

وفى الحفل فاجأت مصلحة الفنون السينمائيين بقرار غريب وعجيب وهو أن الجوائز لن تكون مادية بل هي جوائز رمزية.
وغضب السينمائيون.. منتجون وفنيون وممثلون وممثلات ومخرجون وثاروا على جوائز السينما، فيوم أن أعلنت وزارة الإرشاد عن منح جوائز للسينما ابتهج المشتغلون بالسينما بهذه الخطوة كاعتراف من الدولة بجهودهم الفنية في العهد الجديد.
قاطع السينمائيون المسابقة الثانية فعادت مصلحة الفنون وعدلت عن قرارها ووعدت بجوائز مالية..وكانت المفاجأة منح فيلم (أين عمرى) بطولة ماجدة ويحيى شاهين جائزة قدرها اربعة آلاف جنيه بدون طريقة سليمة في الاختيار، فلم يكن هناك مسابقة أو لجنة تحكيم بل اعتمد الاختيار على مذكرة من يحيى حقى مدير مصلحة الفنون يقترح منح الفيلم هذه الجائزة.
ونحن نعترض كسينمائيين على الارتجالية والعشوائية في اتخاذ القرار التي تسير عليها مصلحة الفنون، والتي جعلت الصحافة والسينمائيين في حيرة من أمرهم.
وفى النهاية نتساءل لماذا لم تعطى جوائز مماثلة لأفلام أخرى أنتجت هذا العام وعلى نفس مستوى "أين عمرى" بل أفضل منه مثل: دليلة، الفتوة، صوت من الماضى، أرض الاحلام.. وكلها أفلام مشرفة جديرة بالتشجيع المادى من حكومة الثورة.
الجريدة الرسمية