رئيس التحرير
عصام كامل

آثار مصر الإسلامية بين أيدي اللصوص .. 2008 عام السرقات و70 مسجدا أثريا تتعرض للنهب بعد الثورة.. الأوقاف والثقافة تتبادلان الاتهامات .. وشركة الحراسة تحل الأزمة

وزارة الأوقاف المصرية
وزارة الأوقاف المصرية - صورة أرشيفية

يعاني تراث مصر خطر الدمار ويتعرض يوميا لانتهاكات لا حصر لها، القاهرة التي تعاقبت عليها العصور الإسلامية المزدهرة وتركت بصماتها المعمارية بين جنباتها في المساجد والمدارس والقلاع والقصور، لم يعد سكانها منذ عام 2008 يعرفون قيمة هذه الكنوز، ففي هذا العام انتشرت أعمال السرقة للمساجد الآثرية المصرية بشكل ملحوظ، ومنها سرقة منبر مسجد "قايتباي الرماح" من مخزن تابع للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة السلطان حسن، تلك الواقعة التي تبادلت فيها وزارتا الأوقاف والثقافة الاتهامات وإلقاء المسئولية على كل منهما.

كما تمت سرقة المنبر الأثري بمسجد "منجك اليوسفي" بحي الخليفة أيضا، الذي يعود إلى العصر المملوكي، أما عن سرقات منطقة الدرب الأحمر فاستهدفت مساجد ومنابر أثرية نادرة، منها منبر مسجد الطنبغا المرداني، الذي يعد أحد أقدم 4 منابر في مصر وبناه أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون والذي يعد أحد أقدم 4 منابر في مصر وبناه أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وهو الذي كان يعمل ساقيًا خاصًا للسلطان.
سرقة المنبر الأثرى لجامع البهلوان والذي بناه أحد أهم أمراء السلطان المملوكي قايتباي، كما تمت سرقة شباك أثري نحاسي مطعم بالتحف والأرابيسك المعشق في سبيل "رقية دودو".
امتدت السرقات إلى "الجامع الأزرق" في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر التي سرقت منها لوحة رخامية بجانب محراب المسجد مكتوب عليها بماء الذهب مشهد الرؤية الذي يصف ظهور محمد -عليه الصلاة والسلام- داخل محراب المسجد وحول رأسه هالة من النور، ويسمى المسجد جامع النور بسبب هذا المشهد، وأسسه الأمير "آق سنقر الناصري أحد أمراء دولة المماليك البحرية.
كما تمت سرقة أحد المنابر الأثرية من مسجد الفكهاني الأثري بمنطقة الغورية والذي يعود تاريخ بنائه إلى عصر الظاهر بيبرس أحد سلاطين دولة المماليك.
وطبقا لأحد التقارير فإن هناك ما يقرب من 70 مسجدا أثريا تعرض للسرقة خلال الفترة الماضية، وأكد التقرير سرقة منابر أثرية وكراسي ومقاعد للمصاحف ومعظمها مطعم بالعاج والنحاس ومن هذه المساجد "المرواني" و"جانم البهلوان" و"الأشرف برسباي" ومسجد خانقاة الأشراف برسباي ومسجد الوفائية إضافة إلى وجود منبر أثري غير مدون بالكشوف الأثرية في مسجد الشيخ على المطهر وتمت سرقة كرسي المصحف وقطع النحاس من باب المنبر الأمامي، ومنبر مسجد "الطنبغا المرداني" بشارع التبانة والذي يعد أحد أقدم أربعة منابر في مصر بالإضافة إلى سرقة مسجد "قجماسي الإسحاقي" وهو أحد أمراء المماليك الجراكسة ويقع على مقربة من باب زويلة.
وذكر التقرير أنه تمت سرقة الحشوات الخشبية المطعمة والمكونة للأطباق "النجمية الأثرية " من منبر مسجد "الصالح طلائع" الذي يعد ثاني منبر أثري متبقيا في مدينة القاهرة كما تمت سرقة جزء من الباب الخارجي لمسجد "القاضي يحيى" الأثري الكائن بشارع المعز، حيث استطاع اللصوص فك "الحشوة النحاسية".
ومنذ ما يقرب من عام تعرض مسجد الرفاعي الأثري للسرقة، حيث تمت سرقة عدد من رفات الأسرة العلوية، أيضا قام اللصوص بالسطو على مقبرة الملك فاروق في وضح النهار بعد تخدير العمال القائمين على المسجد التابعين لوزارة الأوقاف.
وفي الأونة الأخيرة تعرضت مساجد السلطان قلاوون ونجله السلطان محمد وحفيده السلطان الناصر، ومسجد السلطان برقوق بشارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية للسرقة، حيث فوجئ مسئولو الآثار بالمنطقة باختفاء مقابض وزخارف نحاسية يصعب تحديد قيمتها المالية، وذلك لقيمتها الأثرية التي تعود إلى عام 1384 ميلادية، وهو تاريخ إنشاء تلك المساجد التي تعد من أشهر الآثار الإسلامية في العالم.
حوادث السرقات تلك أثرت في وزارتي الآثار والأوقاف، حيث طرحتا مناقصة للتعاقد مع شركة أمن وحراسة خاصة لتأمين المساجد الأثرية وحمايتها من التعديات، على أن يتم تحمل تكلفتها مناصفة بين الوزارتين.
الجريدة الرسمية