رئيس التحرير
عصام كامل

هالة فؤاد: مناخ السينما لا يناسبني

فيتو

في حوار أجرته الصحفية عفاف على ونشرته مجلة صباح الخير عام 1983 مع الفنانة الرقيقة هالة فؤاد حول إعلان اعتزامها اعتزال التمثيل بعد خطبتها إلى الفتى الأسمر أحمد زكى قالت:

حينما عملت بالفن لم أكن أبغى شهرة أو فلوس.. ولكن كان كل ما يهمنى عملا فنيا جيدا، فالفن بالنسبة لى هواية وليس احترافا، وقد رفض والدى المخرج أحمد فؤاد أن أعمل بالفن وكان دائما يقول لى: أنا عايزك تتمتعى بحياتك وتعيشى حياة طبيعية.
لكنى كنت مصممة.. فقد ولدت في بيت فنى، والفن بداخلى فكيف أقتله بنفسى وكان لا بد من التجربة.
بدأت التمثيل وقمت بالعديد من الأعمال الفنية معظمها عرض بالخارج وأصبح بينى وبين مشاهدى التليفزيون ود ومحبة من خلال مسلسلات (الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين) و(مع تحياتى وتقديرى) وأخيرا (الإنسان والمجهول).
لكن كان وجودى دائما أمام المشاهد يشعره بالملل ولذا فالتليفزيون وحده لا يكفى، وللأسف المناخ الحالى للسينما لا يناسبنى ولذلك بعد بضعة أفلام أفكر جديا في التوقف عن العمل في الفن نهائيا.
بصراحة السينما المصرية في أزمة وهناك نوعان من الأفلام تعرض في السوق.. أفلام الحركة والأفلام الكوميدية لمجرد الترفيه عن الجمهور، والقليل جدا من هذه الأفلام هو اللى بيقول كلمة ويقدم شيئا، فالمسألة أصبحت تجارية بحتة المهم أن يحقق الفيلم إيرادات ودخل.. إنما الفكرة والهدف والإضافة الحقيقية أصبحوا في خبر كان.
لهذا أنا أرفض أن أقدم دورا أنا غير مقتنعة به، البعض يقولون إنى لسه في بداية عملى الفنى ولا بد لى من الانتشار.. إلا أنى أرفض هذا المبدأ فإذا لم أقدم شيئا جديدا ومفيدا فما معنى وجودى.
وقد حاول بعض المخرجين أن يضعونى في أدوار البنت المغلوبة على أمرها بعد أدائي لهذا الدور في مسلسل "الرجل يفقد ذاكرته مرتين" لكنى رفضت أن أقوم بأدوار مكررة وفعلا في جميع المسلسلات قمت بتمثيل أدوار مختلفة.
وأرفض أن أكون تكملة عدد أو وجه جديد يضاف إلى الوجوه الكثيرة من باب التغيير فقط، وأنا أتساءل في الخمسينيات والستينيات كانت هناك أفلام ناجحة جدا تجاريا ومع ذلك تقدم قيمة وإضافة، فهى عمل سينمائى جيد، أين نحن من هذه الأعمال، أتذكرون أعمال فاتن حمامة العظيمة، وحتى أفلام الحركة والعنف والأفلام الكوميدية كان بها كوميديا.. غير الإسفاف الذي نشاهده اليوم.
لهذا قررت أن أبتعد إلا إذا عرض على عمل جيد سأقبله على الفور وهذا ليس غرورا منى لكنى أحترم نفسى وجمهورى.
وما قيل أن أحمد زكى خطيبى هو الذي رغب في ذلك افتراء فهو قد اختارنى ممثلة وأحبنى وأنا ممثلة وأنا وهو متفقان جدا وهو مقتنع بوجهة نظرى لأنه فنان جيد، وحتى إذا تركت العمل الفنى فليس معنى هذا أنى لن أعمل.
لقد كانت أمنية حياتى أن أكون مذيعة تليفزيون ومعدة برامج وأنا الآن أحاول أن أصقل اللغة حتى تتاح لى فرصة الدخول في امتحان المذيعات وإذا لم أوفق سأبحث عن عمل آخر، فأنا خريجة كلية التجارة وأستطيع أن أعمل بشهادتى وفى تخصصى.
وحول بداية تعارفها مع أحمد زكى قالت: كان أول تعارف بينى وبين أحمد في مسلسل الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين وكانت علاقتى به مثل جميع الزملاء علاقة عمل فقط لكنى شعرت بارتياح لأحمد، وزادت معرفتى به حينما أتيح له العمل في فيلم مع والدى فاقتربنا أكثر وسارت الأمور عادية.
وليس صحيحا أن أحمد تقدم لخطبتى من قبل ورفضت إنما كنت أؤجل فكرة الزواج وعندما فكرت كان أحمد زكى هو الزوج بعد أن وجدت فيه مواصفات فتى أحلامى.
الجريدة الرسمية