رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل الجلسة الافتتاحية لمنتدى "روسيا – أفريقيا" الاقتصادي برئاسة السيسي وبوتين

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، صباح اليوم الأربعاء، الجلسة الافتتاحية لمنتدى "روسيا – أفريقيا" الاقتصادي، بحضور زعماء ومسئولي 43 دولة أفريقية بمدينة سوتشى الروسية.


وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية توصل منتدى أفريقيا ـ روسيا الاقتصادي إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وإمكانات الدول الأفريقية وأولوياتها ومشروعاتها الرائدة..معربا عن تقديره للجانب الروسي لإصراره على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية.

وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، أود في البداية أن أعرب عن تقديري الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، ولشعب روسيا الاتحادية الصديق، على حفاوة الاستقبال والضيافة، والاهتمام بتعزيز التعاون بين أفريقيا وروسيا".

وأوضح السيسي أنه من خلال تدشين المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي كمنصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الأفريقية وفقا لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقي التنموية 2063، ويساعد على استكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا وفقا لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراء لمنهج الشراكة الأفريقية مع الدول الصديقة، الذي طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي".

وأضاف الرئيس" إن تطلعات شعوبنا يجب أن تدفعنا جميعا للتكاتف لتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة نحو السلام والاستقرار، والتقدم الاقتصادي والتنمية، كما تحتم علينا الاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة وعلى رأسها التجربة الروسية، التي تعكس إرادة صلبة وقدرة على العمل والإنجاز، ومن هذا المنطلق فأننا نؤكد أهمية توصل أعمال المنتدى إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وإمكانيات الدول الأفريقية وأولوياتها ومشروعاتها الرائدة".

وقال الرئيس السيسي" إن قارتنا حرصت على وضع موضوعات تطوير البنية التحتية ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي في طليعة أولويات العمل الأفريقي المشترك وقررنا كذلك إيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في أفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة المنشودة في ربوع القارة، لاسيما وأن شباب قارتنا دون الخامسة والعشرين يشكلون قرابة 65% من سكانها بما يجعلها قوة بازغة في سوق العمل مستقبلا، فضلا عن جهودنا المستمرة لتمكين المرأة الأفريقية دعما لدورها في الدفع قدما لمسيرتنا التنموية.

وأكد الرئيس أن أفريقيا مقبلة على مرحلة مهمة تشهد فيها تغييرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات شعوبنا.

وأضاف " أود في هذا السياق أن أؤكد للمشاركين في محفلنا اليوم أننا قطعنا شوطا طويلا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية فضلا عن اتخاذنا خطوات ملموسة ومتلاحقة في تحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي والقاري وآخرها دخول الاتفاقية القارية الأفريقية للتجارة الحرة حيز النفاذ خلال قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019، بما يجعل القارة مقصدا لاهتمام شركاء التنمية الدوليين، وفي هذا الإطار ترحب أفريقيا بالانفتاح على العالم والتعاون مع شركائها في تحقيق نقلة نوعية سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة وتحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي".

وتابع :" كما إنني أود تجديد الدعوة لجميع مؤسسات القطاع الخاص والشركات الروسية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا فهذا هو التوقيت المثالي للانفتاح على دول القارة، ولا يفوتني هنا مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بالاضطلاع بدورها في تمويل جهود التنمية بأفريقيا وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار وتقديم أفضل الشروط والحوافز للمشروعات وبرامج التنمية للدول الأفريقية، بما يحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة الذي تستحقه".

وقال الرئيس السيسي "أود قبل اختتام حديثي التأكيد على أن التعاون مع الدول الأفريقية يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الأفريقية في إطار يهدف إلى دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية من خلال ثلاث ركائز وهى: الإسراع في التحول الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الأفريقية الواردة في أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030.

وأضاف الرئيس السيسي" ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لأن يسهم هذا المحفل المهم في المزيد من التعاون بين الجانبين الأفريقي والروسي في مختلف المجالات خلال السنوات القادمة".

ومن جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المنتدى الروسي الأفريقي حدث هام لم يتكرر في السابق، لافتا إلى أن العلاقات الروسية الأفريقية تحسنت كثيرا في السنوات الماضية وحققت نجاحات كبيرة.

وقال الرئيس الروسي : لم يسبق لمثل هذا الحدث الهام مثيل في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، حيث يجتمع فيه ممثلو المؤسسات الحكومية ودوائر الأعمال والخبراء من بلداننا لمناقشة الوضع الراهن وآفاق التعاون، بالإضافة إلى العديد من المسائل الملحة للاقتصاد العالمي.

وأضاف "اليوم الدول الأفريقية في طريقها الثابت نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية وتلعب دورا مهما في الشئون الدولية، كما يجري إنشاء عمليات تكامل متبادل المنفعة في إطار الاتحاد الأفريقي، وقد قمنا بإعداد كبير ولمدة طويلة لتحديد الاتجاهات للعمل المشترك.

وأوضح بوتين أن العلاقات الروسية الأفريقية ودية وموثوقة وسجلت تحسنا ملموسا في السنوات الأخيرة مع الدول الأفريقية على المستوى الثنائي في أشكال متعددة وكان من الممكن ليس فقط الحفاظ على تجربة التعاون المثمر المتراكمة في الماضي ولكن أيضا نجاحات كبيرة جديدة وهذا يرجع إلا أن أفريقيا اصبحت من المناطق الواعدة للنمو الاقتصادي العالمي.

و قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدي أفريقيا- روسيا بمدينة سوتشي اليوم الأربعاء - إنه يجري تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة الاستخراجية والزراعة، حيث تدخل روسيا ضمن العشر دول الأوائل للمستوردين من أفريقيا، وتصدر المنتجات الزراعية أكثر مما تصدر الأسلحة، وعلينا أن نضاعف التبادل التجاري بين دولنا خلال ال5 أعوام القادمة".

وأضاف أن حجم التجارة وتدفقات الاستثمار إيجابية للغاية، ويتم تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة أكثر من 20 مليار دولار، لافتا إلى أن هناك شركاء جيدون في أفريقيا، ولكن أرقام التعاون مازالت منخفضة.

و أكد بوتين أن الشركات الروسية جاهزة لتزويد شركائها الأفارقة بما تملكه من إنجازات علمية وتكنولوجية، مشيرا إلى أن روسيا تؤيد عمل اللجان الخاصة الاقتصادية، كما سيتم عقد اتفاقات كثيرة غدا، بين روسيا والدول الأفريقية.

وعول بوتين على أن يتم تحديد اتجاهات وأشكال التعاون الجديدة وطرح المبادرات المشتركة الواعدة التي سترفع التعاون الحالي بين روسيا وأفريقيا من خلال هذا المنتدي الاقتصادي.

وأردف بوتين قائلا "إن هناك مؤسسة قمنا بإنشائها من خلال الغرف التجارية لتساعد على الاستثمار في دول أفريقيا، كما أن هناك شركات كثيرة تعمل بين روسيا وأفريقيا، وسنقوم بتأييدها مثل روس نفط وإ يروس، لتسهم في رفع التقنيات التكنولوجية، كما تساعد شركة روس آتوم في بناء أكثر من مفاعل في أفريقيا لإنتاج الطاقة وخاصة المشروع الذي نقوم به في مصر، والشركات الروسية التي تعمل في المنطقة الصناعية ونبينها بالتعاون مع مصر، والتي بلغ عددها حاليا 23 شركة ولكنها ستصل في المستقبل إلى عدد أكبر.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا تتعاون في برنامج الغذاء العالمي، وأقرضت دولا كثيرة في أفريقيا، كما شطبت ديونا بقيمة أكثر من 20 مليار دولار على بعض الدول الأفريقية، لافتا إلى أن بلاده تنفذ مشاريع على المدى الطويل بها استثمارات كبيرة وخاصة تتعلق بالصحة، كمثال غينيا يوجد بها معمل لدراسة الأمراض المزمنة والمستوطنة.

وأوضح بوتين أن روسيا من أوائل الدول التي كافحت مرض الايبولا ووصلنا إلى علاج أحسن من دول أخرى كثيرة، لافتا إلى أن روسيا قامت ببناء أكثر من مائة مؤسسة عملية ولدينا مزارع كثيرة في أفريقيا، وهناك 17 ألف طالب أفريقي يتعلم على نفقة الدولة الروسية.

وأضاف " أن هناك لقاءات كثيرة وعديدة في هذا المنتدى، وآمل أن نعد قائمة محددة من المشاريع التي نستطيع اقامتها مع أفريقيا، لافتا إلى أنه بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الروسية تم فتح وعلاج موضوعات كثيرة خاصة بالتعاون بين أفريقيا وروسيا في استخراج الموارد وفي التنمية الصحية وإقامة الشركات والمؤسسات المشتركة.

وأعرب بوتين عن أمله في أن يسهم المنتدى الروسي الأفريقي في تنمية النمو الاقتصادي مع الدول الأفريقية، متمنيا للجميع صادق النجاح.
الجريدة الرسمية