رئيس التحرير
عصام كامل

عبد العظيم رمضان يعدد أخطاء النحاس في حق ملكه

مصطفى النحاس باشا
مصطفى النحاس باشا و الملك فاروق

كتبت جريدة (البلا) عام 1958 تعدد أخطاء واعتداءات النحاس على حق ملكه بناء على دراسة أعدها الدكتور عبد العظيم رمضان أستاذ التاريخ توصلت إلى أنه:

حينما سافر مصطفى النحاس باشا إلى لندن من أجل المفاوضات وودعته مصلحة خفر السواحل بإطلاق المدافع من سفنها الحربية، وحين عاد استقبله الشعب بإطلاق المدافع أيضا رغم أن هذا التقليد يخص الملك وحده مما ترك أثرا سيئا في قلب الملك الشاب.

كذلك نشبت أزمة بين رئيس الحكومة وزعيم الوفد مصطفى النحاس والملك فاروق حينما طلب الأمير محمد على ولى العهد عام 1937 أن يؤدى الملك صلاة الجمعة بالأزهر الشريف ويؤدى اليمين بعد توليه الحكم ووافق شيخ الأزهر مصطفى المراغى على ذلك إلا أن النحاس رفض بحجة مخالفة ذلك الدستور وأن الجهة التي يجب أن يؤدى أمامها الملك اليمين هي البرلمان، واستطاع الصحفى محمد التابعى إقناع الملك بذلك وتنازل الملك عن الفكرة.

كذلك رفض النحاس إقامة حفلة دينية للملك بعد حلف اليمين أمام البرلمان.

وفى إحدى حفلات التولية التي أقيمت بقصر الزعفرانة في خريف عام 1938 جلس النحاس باشا بجوار الملك خالعا طربوشه وبقيت رأسه عارية أكثر من عشرين دقيقة، ورغم ذلك لم يخلع أحد آخر طربوشه حيث إن الجو كان خريفا معتدلا، ولا يليق خلع الطربوش في وجود الملك.
ويدل خلع النحاس لطربوشه على أنه بدأ يتحلل من الرسميات في وجود صاحب الجلالة مما تقضى به التقاليد ويقضى به واجب الإجلال والاحترام.

وقد شكا الملك إلى رئيس الديوان كما نشرت البلاغ تعدد أخطاء النحاس في حق الملك مما يجعله ينوى العمل على خلعه من الوزارة، كما استقبل الملك مستقبليه في محطة الإسكندرية مصافحا لهم، وشوهد النحاس يصافحهم هو الآخر بالرغم من أن هذا ضد البروتوكول، إضافة إلى أنه يقف بجانب الملك معقودة يداه خلف ظهره مما يتنافى مع التقاليد.

وأضافت المجلة أنه لما اختار الملك على ماهر رئيسا للديوان رفض النحاس وعارض وصمم فاروق على تعيينه بعد فتوى من لجنة القضاء بمقتضى الدستور.

وعندما تقدم النحاس بمطالب يطلب فيها تقييد سلطة الملك الدستورية بل وحرمانه من هذه السلطة وحصر السلطات كلها في يد رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا.

وأخيرا قام النحاس بحث المديرين والمحافظين وأعيان البلاد بعدم حضور تشريفات الملك، وهذا وإن دل على شيء يدل على أن النحاس كان يعتبر نفسه ندا للملك.
الجريدة الرسمية