رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكرى ميلاده.. أبو العينين شعيشع.. عميد نقباء قراء القرآن الكريم

فيتو

"رائد دولة التلاوة القرآنية" و"ملك الصبا" ألقاب حصل عليها الشيخ أبو العينين شعيشع، أول نقيب لقراء القرآن الكريم، الذي نحتفل بذكرى ميلاده هذه الأيام


ويعد الشيخ شعيشع واحدا من عظماء القراء الذين ساهموا في نشر رسالة الإسلام وتربية الأجيال رجالا ونساء في مصر والعالم العربي والإسلامي على حب كتاب الله تعالى.

ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في ٢٢ أغسطس عام 1922، في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وقد حفظ القرآن الكريم في سن مبكر، والتحق بالإذاعة المصرية عام 1939، ويعد أول قارئ مصري يقرأ القرآن بالمسجد الأقصى، وأول من سجل القرآن على اسطوانات في الخمسينيات.

بدأ الشيخ شعيشع في حفظ كتاب الله بعد أن التحق بالكتاب ببلدة (بيلا) التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن السادسة، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من أبناء القرية، وكان في ذلك الوقت يتابع مشاهير القراء وتقليدهم، وكان مغرما بالقراءة من مقام الصبا، وحاز ذلك على إعجاب واحترام كل من يسمعه في ذلك السن بما فيهم مدير المدرسة.

وعن قصة التحاقه بالإذاعة يقول في تسجيل له: دخلت الإذاعة المصرية لتلاوة القرآن الكريم عندما حدثت حالة وفاة أحد أبناء بلدتي في بيلا بكفر الشيخ، وكان المتوفى هو الشيخ الخضري شيخ الجامع الأزهر في ذلك الوقت رحمه الله تعالى، فأشار أحد العلماء عليّ أن أذهب إلى مدينة القاهرة لأقرأ في العزاء الذي أقيم بمنطقة حدائق القبة، وعندما جاء دوري في التلاوة القرآنية تساءل الناس من صاحب هذا الصوت الجميل، وبعد انتهائي من القراءة التي بلغت نصف ساعة صافحني الجميع إعجابا بالتلاوة، وبعد هدوء عاصفة الحب جاءني الشيخ عبد الله عفيفي، وكان يقيم بمنطقة عين شمس، وهو الإمام الخاص بالقصر الملكي وله علاقات طيبة بالمسئولين، وعندما طلب مني أن أذهب معه إلى مدير الإذاعة لم أتردد احتراما لرغبته.

وقابلت الشيخ "عفيفي" رحمه الله بمكتب سعيد باشا لطفي، مدير الإذاعة حين ذاك، وحدد لي موعدا للاختبار وجئت حسب الموعد ودخلت الاستوديو، وكانت اللجنة مكونة من المرحوم الشيخ المغربي والشيخ إبراهيم مصطفى، عميد دار العلوم وقتها، والإذاعي الكبير علي خليل، وآخرين، وكنت أنا والشيخ حربي وآخرين، وكانت اللجنة تحدد لكل قارئ خمس دقائق وفوجئت بأنني قرأت لأكثر من نصف ساعة دون إعطاء إشارة لأختم التلاوة، وبعد ذلك رأيت علامات الإعجاب على وجه المدير الإنجليزي (مستر فرجسون) الذي جاء ليسمع تلاوتي مع المسئولين، وبعد عدة أيام جاءني خطاب فيه اعتمادي قارئا بالإذاعة وموعد أول قراءة لي على الهواء كان عام 1939.

وعن الأصوات التي يحبها قال: يعجبني الشيوخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل والشيخ عبد العزيز حربي ومنصور الشامي الدمنهوري وعبد العزيز علي فرج ومحمود البيجرمي والحصري وطه الفشني والمنشاوي ومحمود البنا ومحمد النادي وعبد العزيز حصان والطبلاوي، ومن الحاليين محمد عصفور وعبد العزيز عكاشة ومحمد عامر وسيد متولي.

ووجه عدة نصائح قبل وفاته لجيل الشباب قائلا: لقد حملكم الله مسئولية عظيمة وهي توصيل كلام الله إلى الناس، فيجب أن تكونوا على قدر هذه المسئولية من أنفسكم ولا تغرنكم زينة الحياة الدنيا وطمعها فتنسوا هذه المسئولية، ولتجعلوا القرآن الكريم أمام أعينكم وفي قلوبكم، وطوبى لمن خدم القرآن الكريم، وويل لمن جعل القرآن يخدمه، وإياكم والتلاعب بحروف القرآن الكريم وأحكامه.

وأقول لقراء بعض الفضائيات الذين لم يلتزموا بأحكام التلاوة وحولوا القرآن وكأنه غناء اتقوا الله تعالى في كلامه، وليس كل من هب ودب ومعه قرشين ثم يتفق مع بعض القنوات الفضائية ليقرأ القرآن الكريم ولم يعرف قواعده ولا آدابه حتى يشتهر، فهذا لا يتفق مع كتاب الله ويسيء للقرآن الكريم، فالقرآن له أناسه المتعلمون الذين يحافظون على تلاوته وأحكامه وخشوعه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال (من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن) فالقرآن نعمة من الله لكل خلقه، وهو الشافع الشفيع للناس يوم القيامة، ولذلك يجب احترام قواعده، وليس صريخ ولا غناء، وإنما يبشر الناس بالخير في الدنيا والآخرة.

Advertisements
الجريدة الرسمية