رئيس التحرير
عصام كامل

النهاية: اظهر وبان عليك الأمان!


بالعقل والمنطق يمكن الوصول إلى بيت الحق ومنزل الحقيقة، لذلك سأسأل: ماذا كان الهدف من حملتنا الصحفية من فوق منبر فيتو، وماذا كان الهدف مما صرخت به حروف المواطنة الغيورة السيدة "منى هلال" حول واقعة "هوجان مارينا"؟

 الإجابة بسيطة للغاية: خلق رأي عام متعاطف حول الانتصار للحق ضد القوة وضد العنف وضد الترويع.

بالمناسبة التلويح بالقوة والترويع هما درجتان من درجات الإرهاب.. لأن بعدهما التنفيذ بالضرب وكسر النفس وإهانة الكرامة.

بهذا المنطق البسيط، يمكن القول إننا نجحنا في إرغام الشخص المختفى المنسوب إليه ضرب الشخص المختفى أيضا والذي بال طفله على نفسه هلعا!

طيلة أيام الحملة كان لا حس ولا خبر لكليهما: الجاني والمجنى عليه.. لكن ظهرت سيارة الجانى وفق رواية "منى هلال" والصور المرفقة للسيارة الكاديلاك الماشية على حل شعرها بدون ترخيص لخمس سنوات!.

مع استمرار ضغوط شعب الفضاء المصرى الإلكترونى اضطر "هوجان" مخيف العضلات بطل المصارعة إلى الظهور في فيديو تم تصويره واقفا ومن خلفه شجيرات حديقة فيما أتصور.

تكلم عن أن الواقعة لم تقع، وأنها مشادة، وأنه لم يمد يده، ولو كان الطفل ابن المعتدى عليه بكى لبكى هو نفسه تأثرا واعتبر كلام "منى هلال" مساسا بسمعة مصر! ياللهول!

وقال إن الأب وطفليه لم ينصرفا، بل ظهرا داخل محل فتح الله يتسوقون مثله.. واحتسب عند الله ما اعتبره ادعاء عليه.. واحتج بمراجعة الكاميرات للتدليل على صحة موقفه.

يمكنك مشاهدة الفيديو.. ويمكنك أن تتبين قدرا هائلا من التمثيل والتمثل بالقديسين واختيار الكلمات وأن ما تعرض له هو (زولم) على حد قوله!

لم تسكت "منى هلال" على ما ادعاه في الفيديو وكما وصفها بالكذب كذبته، وأقسمت على صدق روايتها، وقالت له تعليقا على صفحته.. إنك كاذب، وأنها صدقت في كل حرف، وأنها لا تخاف منه..

وفي المساء واجهته "منى هلال" في مداخلة تليفونية على الهواء في برنامج على قناة الحدث، وأكدت وقوع الاعتداء والتهجم على الأب وطفليه، ودخل "هوجان" وكذب الواقعة وأنها مجرد مشادة تخللتها عصبية وصوت مرتفع، وأنه لم يمد يده على الأب ولا الطفل تبول!

"منى هلال" قالت كنت بجوار باب السيارة، وانتقل الطفلان من الكنبة إلى المقعد الأمامي مذعورين وتبول أحدهما على نفسه ورأت ذلك بعينيها. هو نفى، وهي أكدت واحتار المذيع واحتد على كليهما واغلق الحوار!

ظهر "هوجان مارينا" إذن ملاكا هبط في مارينا، على الفيديو وفي البرنامج.. لكن القصة لم تنته فصولها، فقد حصل الإعلامي "أحمد سالم" على تفريغ لكاميرات مجاورة لمحل فتح الله، وقطع بأن الواقعة وقعت، وأن الأب وطفليه انصرف بسيارته، ولم يدخل السوبر ماركت يتسوق كما جاء في روايته.

قال أيضا إن الفيديو المصور أظهره يدفع بقبضته في كتف الأب يزغده لكنه لم يظهر بوضوح يلكمه في وجهه. وأمس ظهر التطور الأكبر في القصة نصف الكاملة:

"هوجان" مستعد يعتذر للسيدة "منى هلال" وأن تقبل زيارته لها ومعه باقة ورد. وفق روايتها لى نقلا عن اتصال بينها وبين الإعلامي "أحمد سالم"!

ثم كانت المفاجأة الثالثة ما كتبه هوجان نفسه في تعليق على بوست بصفحة الزميل الصحفى النابه "رمزى أبو العلا" الذي تابع معى القضية منذ بدايتها وقال إنه (سيعتذر) للأب والطفل.. إذا ظهر الأب!

منى، من ناحيتها، رفضت بإصرار زيارة الاعتذار وأعلنت أنها قالت كلمتها، وإذا كان الاعتذار واجبا، فليكن للأب وأسرته! لكن أين ذاك الأب وأين أسرته ؟ ذلك هو اللغز الأعظم !

ذلك هو الأمر المريب العجيب! انتفضت مصر من أجله، تعاطفا وغضبا، وهو غائب أو مغيب! حاضر أو محصور!

ما بال هذا الرجل؟ هل هو من سكان القرن الثالث عشر؟

أليس له أقارب يتعاملون مع النت وسنينه؟. أصغر عيل في أي بيت له صفحة! لا أصدق أنه خارج عصره، من أهل الكهف، ولا أصدق أن "هوجان" يريد ظهوره ليعتذر له. أصدق أنه يريد الاعتذار لكن ألا يعلم مكانه؟ مجرد سؤال

يغيب المرء عن ملاحقة حقه لدى المعتدى في حالات يمكن حصرها فيما يلى:

التسامح، التنازل، التعالى عما وقع. أو الاسترضاء بالمال أو الاعتذار، أو بالترضية المالية مع وعيد مبطن رقيق ناعم يخلف الخوف في النفس. أو لعل الأب الغائب حسبها ووجد أن في حياته علة قضائية أو شخصية أو سياسية تهون معها واقعة التهجم عليه، وأن تكلفتها أعلى من مكسب الحق في واقعة الإهانة! لا يعلم الأمر إلا الله، ثم قد يعلمها الشخص المتهجم عليه.

من أجل هذا يشعر المرء بالحزن العميق، خصوصا بعد مناشدة التطمين التي بثها المستشار المحترم خالد محجوب، وطالب فيها المجنى عليه بالظهور وألا يخشى أبدا وأنه تحت حماية القانون والعدالة.

لم يظهر للأسف. ولم يظهر للأسى رغم مناشدة السيدة "منى هلال" له واستغرابها من اختفائه! اختفى طوعا أم أخفى كرها؟ ذلك هو السؤال.

من أجل هذا، سأعتبر كلماتي في هذا المقال الثالث هي خاتمة موقفى تجاه هذه الواقعة نصف الكاملة لغياب المعتدى عليه قولا أو عضلا، وكذلك قررت الشاهدة الوحيدة، وبالطبع أكدت كاميرات المحل المجاور صحة التهجم والترويع، قررت غلق المحل على صفحتها وفتح الكلام حول الهم العام! بقيت لى ملاحظتان أخيرتان:

الملاحظة الأولى أن الكاتب حين يغيب قليلا عن متابعة قضية اهتم بها ونجح في جمع رأى عام حولها من خلال منصة شجاعة مثل فيتو ورئيس تحرير متحرر من أي تحسب إلا المهنة ورسالتها، زميلي الكاتب الكبير عصام كامل، فليس معنى ذلك التريث والتروى خوفا أو انسحابا.. تاريخ هذا القلم أو الكيبورد لم يعرف الخوف قط ولن يعرفه، وعلى موقع "فيتو" كتبنا "مرسي أول جاسوس مدنى منتخب" وكان "مرسي" على رأس الحكم في الاتحادية.. وذلك مسجل ومشهود.. ولن أزيد في هذه النقطة.. التي آلمتنى.

الملاحظة الثانية مهنية بحتة كشفت عنها المشاركة المحمودة لعدد من الأسماء والأقلام التي احترمها من داخل الوسط الصحفى، ومن أسماء لها وضعها الموقر داخل دولة فيس بوك.

ليس من أخلاقيات المهنة أبدا الدخول على نطاق أو قالب تحريرى أيا كان اسمه دون الإشارة بالإسناد لمن بدأ ولمن يتابع ولمن اهتم ولمن جازف. رأيت قفزا على الموضوع وإزاحة وغياب الإسناد، أو ضعفه، أو ذكره على استحياء. لا يهمنى سوى أنى قلت ما أعتقد أنه الحق.. بالطبع المشاركة تعزز المحتوى لكن إسناد الأمر لأصله يجعل مصداقية من شارك ادعى للاحترام والشرف المهنى.

ختاما يجب أن أتقدم بكل الامتنان للقاضي الجليل المستشار "خالد محجوب" رئيس محكمة الاستئناف على مؤازرته للحق وعلى متابعته، وعلى نصرته للعدالة. وفي ذلك هو موقف وبرهان.

ماذا كانت الرسالة الأخيرة لكل ما جرى ؟

لقد خضعت القوة ولانت العضلات وبدى "هوجان" قديسا، ولو بالكلام !

القلم وحده ينتصر.. ويصفع الباطل والكذب.
الجريدة الرسمية