رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

غول الطلاق يلتهم المجتمع


شهدت بنفسي في فترة العيد ظاهرة في منتهى الخطورة وهي كثرة حالات الطلاق بصورة غير مبررة، وذكرت بالتحديد فترة العيد رغم ازدياد الحالات في كل فترات العام؛ لأن هذه الفترة من المفترض أن تكون دعوة للحب والتراحم والألفة لا للبغض والطلاق، وهذه الظاهرة صارت من الخطورة بحيث إنها تهدد كيان المجتمع كله وتؤدي إلى تفسخه، وصارت من أعتى وأبرز المشكلات الاجتماعية..


للأسف صار الطلاق أول الحلول المستخدمة للتعامل مع المشكلات الزوجية. وبالنظر للإحصائيات نجد أن عام 2018 شهد -وهو أحدث الأعوام في إحصاءات الطلاق السنوية في مصر حتى الآن- ارتفاعا في عدد حالات الطلاق، حيث تبلغ 220 ألفا و96 حالة طلاق من بينها 8542 حكما نهائيا بالطلاق من القضاء، و211.554 ألف حالة طلاق عند المأذون.

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء، نجد أنه قد تصدرت محافظة القاهرة تلك القائمة، بينما جاءت جنوب سيناء في المقابل كأقل المحافظات في نسبة الطلاق بها. فقد سجلت القاهرة، 43.411 ألف حالة. تليها الجيزة، 24.223 ألف حالة. والإسكندرية، 22.308 ألف حالة. والدقهلية، 18.838 ألف حالة. والشرقية، 14.531 ألف حالة. والقليوبية، 11.569 ألف حالة.

فالغربية، 10.333 ألف حالة. والبحيرة، 10.125 ألف حالة. وقنا، 6.758 ألف حالة. والمنوفية، 6.078 ألف حالة. وسوهاج، 5.936 ألف حالة. والمنيا، 5.847 ألف حالة. وبنى سويف، 5.238 ألف حالة. والفيوم، 5.033 ألف حالة. وكفر الشيخ، 4.992 ألف حالة. وأسيوط، 4.326 ألف حالة. ودمياط، 3.560 ألف حالة. وبورسعيد، 3.220 ألف حالة. والإسماعيلية، 3.134 ألف حالة. وأسوان، 2.924 ألف حالة.

والسويس، 2.385 ألف حالة. والأقصر، 1.822 ألف حالة. ومطروح، 1.214 ألف حالة. وشمال سيناء، 971 حالة. والبحر الأحمر، 851 حالة. والوادى الجديد، 519 حالة. وجنوب سيناء، 450 حالة.

ولأن لكل شيء سببا، جاء الضرب والخيانة الزوجية وغياب الزوج أو حبسه من أبرز الأسباب التي دفعت مئات الزوجات إلى اللجوء لمحاكم الأسرة لطلب الطلاق، وبالفعل نجحن في الحصول على أحكام نهائية بالطلاق. ولكن أكثر الأسباب التي سيطرت على معظم حالات الطلاق التي تمت العام الماضي بأحكام نهائية من القضاء، كان الخلع، والذي أُعتبر "موضة" الطلاق في عام 2018، فمن بين إجمالي حالات الطلاق التي حصلت زوجات عليها من ساحات المحاكم، انفصل 7134 زوجا عن زوجته بسبب الخلع.

وطبقا للسن، سجلت الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة بالنسبة للمطلقين، أعلى نسبة طلاق حيث بلغ عدد الإشهادات بها 43.164 ألف إشهاد بنسبة 20.4%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق للفئة العمرية من 18 لأقل من 20 سنة، بعدد إشهادات بلغ 540 إشهادًا بنسبة 0،3 % من إجمالي إشهادات الطلاق في 2018. أما بالنسبة للمطلقات، سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 39.376 ألف إشهادًا بنسبة 18.6%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر، بعدد إشهادات بلغ 1368 إشهادًا بنسبة 0،6% من جملة الإشهادات.

ووفقا للحالة التعليمية، سجلت أعلى نسبة طلاق بين المطلقين في الحاصلين على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 74.078 ألف إشهاد تمثل 35%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الحاصلين على درجة جامعية عليا، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 236 إشهادًا بنسبة 0،1% من جملة الإشهادات.

وهنا نجد أن اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مراكز تأهيل للشباب والفتيات المقبلين على الزواج في منتهى الأهمية وخطوة كبرى في سبيل حل هذه المشكلة، وذلك بعمل "كورسات" لتأهيل الشباب للزواج لمواجهة حالات الانفصال، من خلال وزارة التضامن الاجتماعي أو منظمات المجتمع المدني، مع عمل ندوات بالمدارس والجامعات للتوعية بالحياة الزوجية لتقليل مخاطر الطلاق والتأهيل لبناء جيل واعي؛ لأننا بالفعل نحتاج إلى تعليم الشباب والفتيات أهمية الزواج، بسبب الأبناء الطرف الثالث الذين يعانون دائما ويتحولون إلى مشردين أو مجرمين.

فمن أهم أسباب الطلاق سوء اختيار شريك الحياة والبخل والكذب والإجبار على الزواج وإدمان أحدهما، وأن الحل الأمثل في اختيار شريك الحياة والتوافق النفسي وعدم الاستعجال بسبب السن سواء للشاب أو الفتاة لأن حسن الاختيار بإرادة تامة يمثل 50% من النجاح وبعدها يتوقف الأمر على اكتشاف شخصية وطبائع الآخر من خلال التعارف.

الكورسات والدورات التأهيلية ستؤتي نتاجها ببناء جيل أسرى واعى بمبادئ الزواج وإدارته المشكلات الزوجية والحياة الأسرية لأنها تعمل على تقليل نسب الطلاق، لفهم الحياة الزوجية وسر سعادة والاستقرار من خلال دراسة الجوانب الاقتصادية والنفسية والشرعية والصحية، ومن درسوا تلك الدورات يعيشون في استقرار لفهم الاختلافات بين الجنسين في طرق التفكير وغيرها، وأيضا في احتياجات وأدوار كل منهما يبدأون حياة زوجية على أسس سليمة وفهم طبيعة العلاقة، حيث إن الوعي بالحياة الزوجية يقلل مخاطر الطلاق وتشريد الأبناء ويجعل الحياة صحيحة نفسيا.
Advertisements
الجريدة الرسمية