رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ألغاز الأسبوع في المسألة الأمنية


لم يستطع المصريون، حتى هذه اللحظة، تجاوز كارثة انفجار السيارة الملغمة على كورنيش النيل أمام معهد الأورام، والتي سقط فيها أكثر من ثلاثة وعشرين شهيدا بريئا من المارة بسياراتهم، ومن العائدين من أفراح أو إلى بيوتهم غير الـ ٥٠ مصابا. رغم المواساة المؤقتة التي نتجت عن ملايين الجنيهات، بعضها تأكد بالفعل، والباقى كان مجرد ولادة فورية على الفضائيات لزوم المنظرة أو غير المنظرة، إلا أن المشهد الأكثر إيلاما، والأكثر استفزازا، هو مشهد توديع أم الإرهابى لابنها الإرهابى، وهي تعلم أنه ذاهب ليفجر نفسه، ويفجر معه العشرات من الناس.


نعم.. كانت تعلم، ولعلها شاركت في التجهيز النفسى والروحي (الكاذب) لولدها تحت التفجير الذاتى، وباتت ليلتها وهى تعلم أنه مساء اليوم التالى سيقود سيارة فيها كمية هائلة من المتفجرات، وأن هذه المتفجرات ستمزقه أشلاء! ترى هل غمض لها جفن؟! أم ظلت الليل ترمقه وتستعيد ذكريات طفولته ترضعه من صدرها الكراهية؟! أي أم هذه؟! هل ربته ليكون قنبلة ناسفة، ربته ليكون مجرمًا قاتلا ومنتحرًا كافرًا؟!

كلا.. بل ربته ليكون على دين الإخوان!

هي مدرسة كاملة مهمتها تخريج أبناء على دين الإخوان. الأخوات الأمهات مؤمنات بدين الإخوان.. ليس بدين الإسلام الذي نعرفه، بل هي مؤمنة بدين حسن البنا وسيد قطب ومحمد بديع.

دين الإخوان هو الكراهية، وهو التكفير وهو التخريب. وهو العنصرية وهو الطائفية. مقومات خراب لا يمكن أن تنزل بها رسالة سماوية.. لكن السؤال يعاود الإلحاح المقيت.. ويبقى حريقا لا يخمد بالصدور:

ماذا يجعل هذه الأم راضية بتمزيق جسد ابنها شر ممزق، منتحرا، قاتلا موصومًا؟! لا تفسير سوى أنها هي أيضًا تخرجت على يد أخت.. مثلها.. أمها أو خالتها أو جارتها، أو أي إخوانية.. وتم سحب العقل وإيداع عقل مبرمج بالتلقين والتكرار!

ورغم مرور أسبوع تقريبًا على الجريمة الإرهابية الإخوانية المروعة، إلا أن الإجراء التالى المتوقع أمنيًّا لم يقع بعد.. انتظر الناس إلقاء القبض على هذه الأم باعتبارها شريكة ومحرضة ومتسترة على جريمة وشيكة تهدد أمن وسلامة المجتمع والدولة.

لم يحدث... لعل هنالك اعتبارات أمنية لا نعلمها، ولا ينبغى أن نزاحم الإدارة في عملها ونواياها وخططها، لكن الشعور العام هو الغيظ البالغ والذهول مما فعلته أم قاتلة بكل المقاييس.

ولعل هذه الاعتبارات الأمنية ذاتها هي وراء قرار غريب عجيب لوزارة الأوقاف بصعود السلفى برهامى ليوجه خطابه إلى رعاياه وغير رعاياه، من فوق منابر المسجد!

بالطبع ما كانت الأوقاف لتتخذ قرارًا صعبًا معقدًا كهذا دون مراجعة أمنية وموافقة... يحب بعض الناس أن يعتقدوا أن هذا في إطار خطة استدراجية... وهذه سذاجة لا ترتكبها أجهزة بارعة الفكر والتخطيط.. لكن المشين حقا أن لا إجابة: لماذا تركتم الأم المتسترة الشريكة طليقة دون قبض وتحقيق ومحاكمة؟!.. ولماذا أطلقتم ساقى برهامى تصعدان إلى المنابر تكرس فكر المتطرف وتبث اليقين في المتردد... وتزعزع فكر من دخل ليصلى ويتعلم... فإذا به مشروع داعشى واعد؟!

Advertisements
الجريدة الرسمية