رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا باعت "التروماي" لأردوغان!


تحكي القصة عن نصابين في القاهرة زعموا لأحد أبناء الريف امتلاكهم للتروماي (أقرب إلى المترو اليوم) الذي يجري في شوارع القاهرة وباعوه له واختفوا!


نتذكر القصة بعد أن وصلت الساعات الماضية الشحنات الأولى من صفقة صواريخ إس 400 الروسية الرهيبة إلى تركيا.. غضب عارم في بعض البلاد العربية التي تمنت لو امتنعت روسيا عن بيع أسلحة متطورة لتركيا.. الجدل العربي يتزايد شاركنا في بعض منه على شبكات التواصل الاجتماعي (خصوصا صفحات سورية ومصرية) حتى قررنا التوسع في الكتابة وتحويل التعقيبات الفسيبوكية إلى مقال..

الغضب الأكبر جاء من الولايات المتحدة التي هددت تركيا بوقف صفقة الطائرة إف 35 الرهيبة أيضا.. ولكي نفهم ماذا فعلت روسيا علينا الاعتراف أولا بقوة صواريخ إس 400 والاعتراف أيضا أنه لا مثيل لها في العالم، والاعتراف أكثر وأكثر أنها حولت صواريخ باتريوت الأمريكية إلى نوع متخلف جدا.. فالباتريوت يحتاج ساعة لإعداده للعمل.. ومداه تحدده بعض الدوائر المتخصصة ب 160 كيلو وأخرى بـ 95 بينما اس 400 أو أصابع الموت كما يسمونها فرادارها يكشف حتى 600 كيلو ويتعامل حتى 400 ويسقط بدقة متناهية حتى 250 و27 كيلو ارتفاع ويجهز للعمل في 5 دقائق فقط! فضلا عن قدرتها على التعامل مع عشرات الأهداف في وقت واحد !!

لكن السؤال الأهم من وجهة نظرنا.. هل تستحق هذه الصواريخ الاستغناء عن الطائرة الأحدث والأخطر إف 35 التي يسمونها "الشبحية" لكونها تتهرب من الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي؟ الإجابة تحددها سياسات أردوغان وجغرافيا تركيا.. التي هي أولا عضو بحلف الناتو وبالتالي فحدودها الأوروبية مؤمنة بفعل الانتماء لحلف واحد..

ثانيا تتبقى حدودها الجنوبية حيث سوريا والعراق.. فهل يشكلان خطرا على تركيا ؟ أي خطر منهما يستلزم تفوقا جويا وصواريخ بعيدة المدى وكلاهما تقريبا غير موجود ومن غير المنتظر استخدامها في حالة وجودهما لطبيعة الانتقام التركي لتفوقها جويا. 

وهنا نسأل: ما فائدة صواريخ رهيبة لا استخدامات فعلية لها؟ بينما الطائرة إف 35 كانت ستمنح تركيا نفوذا عسكريا طاغيا خارج حدودها بما فيها حدودها البحرية!! التي هي مجال أي حرب حقيقية لتركيا طبقا لسياساتها العدوانية!

"بوتين" الثعلب ربح صفقة بملياري دولار مبدئيا والأهم دق إسفين بين الأتراك والأمريكان.. وصفع الأمريكان وحلف الناتو أيضا بصواريخ صنعت أصلا لمواجهة طائرتهم محل النزاع.. ال إف 35 !

وماذا بعد أن تخسر تركيا أمريكا؟ سينتهي التوازن في علاقات تركيا وكل من روسيا وأمريكا.. خصوصا أن علاقات أردوغان أيضا سيئة مع أوروبا.. عندها سيكون أردوغان مطيعا أكثر وأكثر لثعلب موسكو!

الجريدة الرسمية