رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

30 يونيو وتحديات توفير الغذاء!


الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" خادم الحرمين الشريفين "عليه رحمة الله" كان أول المهنئين بنجاح ثورة 30 يونيو، وأتذكر برقيته للفريق أول "عبدالفتاح السيسي" وزير الدفاع والإنتاج الحربي "حينذاك" والتي قال فيها: "إن الثورة أنقذت مصر والمنطقة من نفق مظلم لا يعلم مداه إلا الله"، وأتذكر أيضا قبل 6 أعوام من هذا اليوم المعاناة الشديدة والأزمات الطاحنة التي كانت تشهدها البلاد في جميع المجالات بما فيها المجال السياسي المغلق.


ولذلك كان أمام نظام 30 يونيو تحديات ضخمة في معارك كثيرة على جبهات عديدة، سواء في مواجهة الإرهاب المحتمل وتثبيت أركان الدولة أو في البناء والتنمية، ومن أهم التحديات التي واجهت الرئيس السيسي وحكوماته هي كيفية توفير الغذاء والقضاء على أزماته المتكررة..

ولذلك حظيت الزراعة باهتمام كبير، ليس فقط لأننا دولة زراعية بالأساس، ولكنها أيضا تنتج الغذاء وهي عصب الصناعة والعمود الفقري للاقتصاد القومي ونحو 55% من الشعب يسكن الريف و33% منه يعمل فيها، ونحن نحتفل اليوم بذكرى ثورة يونيو سوف نتناول بعض الإنجازات التي شهدتها قطاعات الزراعة المختلفة، والجهود المبذولة من أجل توفير الغذاء، وفرص عمل للمائة مليون مواطن مصري.

وفي ظل ندرة المياه والأرض الصالحة للزراعة يصبح البحث العلمي هو طوق النجاة، والذي يقوم به مركزا البحوث الزراعية، وبحوث الصحراء من خلال التوسع الرأسي في زيادة إنتاجية الفدان، باستنباط أصناف جديدة من التقاوي والبذور عالية الجودة، والإنتاجية، وقليلة استخدام المياه وتقاوم الأمراض والظروف المناخية، وتتحمل الملوحة والجفاف، وحاليا الدولة تضع البحث العلمي الزراعي في مقدمة أولوياتها، لأنه مرتبط بالواقع، ويسهم في حل أزمات الغذاء..

إنجازات عديدة تحققت في هذا الملف تحتاج سلسلة مقالات، فضلا عن الزيادة الافقية من خلال استصلاح وزراعة مليون ونصف مليون فدان و100 ألف صوبة والتي تعطي إنتاجية أضعاف الزراعة التقليدية وتوفر المياه والاسمدة.

أما مجال إنتاج الأسماك فشهد إنجازات كثيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها والتصدير للخارج، حيث تحتل مصر حاليا المركز الأول أفريقيا، والثامن عالميا في الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى خطة إنتاج مليار طائر بإقامة مزارع للدواجن في الصحراء ومنح الأراضي للمستثمرين بحق الانتفاع تشجيعا لهم وتسهيلا عليهم.

وزارة الزراعة لديها حاليا برنامج وطني لإنتاج تقاوي الخضر محليا سوف يكون من أعظم إنجازات ثورة يونيو لأننا نستوردها بنسبة 98% وهذا خطر على الأمن القومي. اما الصادرات الزراعية المصرية حققت طفرة كبيرة سوف تسهم في دعم الاقتصاد الوطني..

وزارة الزراعة تعمل أيضا على تحديد المساحات المطلوبة لإنتاج السلع التي تحتاجها البلاد حتى لا يكون لدينا إنتاج وفير من سلعة وعجز شديد في أخرى، وأيضا تحقيق أرباح للفلاح تشجعه على زراعة المحاصيل المطلوبة، وليس هذا فقط بل الوزارة تسعى جاهدة إلى أن يكون الغذاء صحيا وآمنا للاستهلاك المحلي وللتصدير، من خلال ضبط استخدام المبيدات والأسمدة ومنع الري بمياه الصرف الصحى..

والتوسع في وسائل المكافحة الحيوية، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير بدليل أن المنتجات المصرية حاليا تغزو الأسواق الأوروبية والتي تضع مواصفات وشروط قاسية على استيراد الغذاء.

إنجازات مهمة حققتها وزارة الزراعة للحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة وتنميتها من خلال حملات التحصين المستمرة والمنتظمة ضد الأمراض، وأيضا ضمان سلامة الغذاء للمواطنين بالتفتيش الدائم على محال بيع اللحوم والأسماك والدواجن، كما قامت الوزارة ولأول مرة بترخيص أكثر من 33 ألف منشأة للنشاط الحيواني والعلفي كانت تعمل بشكل غير رسمي، وأيضا تقنين أوضاع مزارع النحل والأرانب والجمال والخيول واحياء مشروع البتلو وتسهيل إجراءات إنشاء مزارع الماشية لتوفير اللحوم والألبان ومشتقاتها.

وزارة الزراعة استطاعت القضاء على التلاعب في توزيع الأسمدة ومنع بيعها في السوق السوداء وأيضا منع البناء على الأراضي الزراعية، وإزالة التعديات في مهدها، وتحقيق طفرة في إنتاجية بعض المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والأرز والقطن والخضر والفاكهة.

الوزارة حققت نجاحا مهما في إنشاء المزارع المصرية في أفريقيا مما يحقق الأهداف الإستراتيجية للدولة، بالإضافة إلى نجاح مشروع استصلاح وزراعة 20 ألف فدان في غرب المنيا، والذي أصبح نموذجا يحتذى للمستثمرين في هذه المنطقة الواعدة، والتي تعتبر نواة لمشروع المليون ونصف المليون فدان، ومن خلال التنسيق مع وزارة الري نجحت وزارة الزراعة في تحديد المساحة المطلوبة لزراعة الأرز لأول مرة، من أجل ترشيد المياه وحافظت على أسعار الأرز في الأسواق الإنجازات كثيرة الإصلاح الزراعي والاستصلاح وتحسين الأراضى، والكارت الذكي للفلاح ولكن مساحة المقال لا تستوعبها..

جهود كبيرة بذلت لتحقيق الاستقرار والأمن الغذائي، فالتحية والتقدير لكل من يعمل بإخلاص واجتهاد لإعلاء شأن هذا البلد الذي يستحق أن نبذل من أجله الغالي والنفيس، وتحيا مصر.
egypt1967@Yahoo.com

Advertisements
الجريدة الرسمية