رئيس التحرير
عصام كامل

فريدة الشوباشي عن ثورة 30 يونيو : كنا على شفا حفرة من الإفلاس.. والسيسي ورث "خرابة"

فيتو

  • 30 يونيو وضعت أسسا سليمة للمستقبل





وصفت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، ثورة الثلاثين من يونيو بأنها يوم خالد في تاريخ مصر، مشيرة في حوار لـ "فيتو" في ذكرى ثورة 30 يونيو إلى أن خروج الشعب كان تحديا كبيرا، في ظل جماعة فاشية كانت تحكم البلاد.


وأوضحت أن المصريين انتفضوا ليعلنوا في كلمة واحدة رفضهم للخيانة والإرهاب، وأنهم لا يقبلون إلا بالمخلصين ليحكموهم ويقودوا مسيرتهم.. وإلى نص الحوار:

كيف تقيمين ثورة 30 يونيو بعد مرور 6 سنوات؟
كانت ثورة 30 يونيو بمثابة ميلاد جديد بالنسبة لمصر، فقد ورث السيسي خرابة بمعنى الكلمة، لذا تأتي ذكرى 30 يونيو كل عام لتخبرنا أنه يجب أن نشارك جميعا في البناء، فبعد تلك الثورة أصبحنا نرى واقعنا وفخورين به، فثورة 30 يونيو لم تنقذ مصر فقط، بل أنقذت الدول العربية أجمعها من الإرهاب والدواعش وما شابه من تلك الطوائف التي بدأت تنكمش بعد الثورة، فنحن مدينون لثورة يونيو التي أرجعت ثقتنا في أنفسنا وفي بلدنا، وبشكل مجمل فقد كتبت ثورة يونيو صفحة جديدة ناصعة في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية كلها وتاريخ العالم بدون مبالغة.

ماذا إذا لم تحدث ثورة 30 يونيو وظل الإخوان في الحكم إلى وقتنا هذا؟
كنا سنصبح فتافيت، وكانت مصر ستتحول إلى 5 دويلات صغيرة، سيناء، والشمال المسلم، والجنوب المسيحي، وجزء للنوبة، وجزء لليبيا، فكان الإخوان يسعون إلى تقسيم وتفتيت مصر، وإلغائها من الوجود، لكن ثورة يونيو أعادت مصر لمكانها ومكانتها المعروفة منذ قديم الأزل.

من كان يدير المشهد في 30 يونيو من وجهة نظرك؟
في بداية الثورة قال الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة تعتبر هي الجواب على هذا السؤال، وهي أن الإرادة المصرية لا تعلو عليها إرادة أخرى، فكان العالم أجمع يتحدث عن أن مصر انتهت ورضخت لمصيرها مع الإخوان، لكن لم يحدث هذا بسبب الشعب ذي الحضارة والتاريخ، فلا يوجد حزب أو قائد يستطيع القول إنه هو من جمع 40 مليون شخص من المصريين على كلمة واحدة، لأن من فعل هذا هو وجدان وضمير الشعب المصري.

وكيف ترين دور القوات المسلحة فيها؟
كانت القوات المسلحة هي المساعد لنا، فدورها كان الحفاظ على مصر وحدودها والانحياز للشعب، فكانت القوات المسلحة مع الشعب وتعلم أن المصريين نزلوا إلى الشوارع من أجل بلدهم ولحماية بلدهم، فلم يكن أحد يعرف من هو عبد الفتاح السيسي قبل الثورة بشهر، ولم يكن يعرف أحد اسمه، لكن هذه هي عظمة المصريين، فقد شاور الوجدان الشعبي عليه، واختارته قلوب المصريين لأنهم شعروا بإخلاصه، فقد انتخبه الشعب المصري قبل أن يترشح للانتخابات.

بعد مرور نحو 6 سنوات على الثورة، كيف ترين جماعة الإخوان الآن؟
أرى أن جماعة الإخوان انتهت، فهم يعلمون أنهم لم يعودوا مثل السابق، لكن لهم بالطبع ذيول، ولهم تمويلات من جهات غير قادرة على تخيل مكانة مصر، وتخاف من تلك المكانة ومن عودة مصر إلى دورها الريادي، وهي بالفعل عادت، فانظري كيف يتم استقبال السيسي بكل حفاوة وترحاب وتقدير في كل دول العالم.

هل يمارس الإخوان خططا خلال تلك المدة لزعزعة استقرار البلاد أم يئسوا من تلك المحاولات؟
بالطبع علينا أن نكون يقظين لأنهم يثيرون ويرتكبون أفعالا منحطة للغاية، فهم ألعن من العدو الإسرائيلي، لأن الإسرائيلي نراه أمامنا ونعرف أنه عدونا، لكن الإخوان لديهم قدر من الخيانة والحقارة وعدم الوفاء، فمنهم من يأكل معك ويخفي وراءه قنبلة ليقتلك بها، لذا يجب أن نكون منتبهين لتلك الأفعال، وهذا هو دور الشعب وليس الحكومة أو الدولة، فأي شخص لا يزال يؤمن بتلك الأفكار الإخوانية المنحطة يجب أن نحبطه ونحبط تلك الأفكار بداخله.

ما الكوارث التي ارتكبتها الجماعة خلال العام الذي حكمت فيه مصر؟
كل فعل قامت به الجماعة يعتبر كارثة، فلم يفعلوا خلال ذلك العام أي شيء جيد على الإطلاق، حتى أنهم على مستوى الأشخاص لا يوجد فيهم من لديه سجل جيد ومحترم، فكانوا يأخذون المليارات من تمويل خارجي لتخريب مصر، وضرب الجيش، وهدفهم الأساسي أن تصبح مصر بلا جيش وبلا شرطة، وهم من ابتدعوا كلمة "العسكر"، وقد رأينا جميعا مرسي وهو يقيل كل مسئول يعمل بجد، ويُدني منه المخربين وأسوأ الناس، وعندما حدث اعتصام رابعة هددونا بتفجير مصر، وهذا يؤكد عدم معرفتهم بمعنى الوطن، فقد أظهر هذا العام الوجه الإرهابي للإخوان، فمن كان يسير عكسهم أو له رأي مخالف لرأيهم كانوا يكفرونه، هذا بخلاف التحالفات التي كانوا يفعلونها وكانت كلها ضد البلد، وأبرز مثال عليها التحالفات مع أردوغان وتركيا.

وبم تردين على من لا يزالون يتحدثون عن المصالحة مع الإخوان رغم جرائمهم التي لا تنتهى؟
كل من ينادي بعمل مصالحة مع الإخوان يعتبر مُخربا، فالإخوان ليسوا فصيلا سياسيا، بل هم فصيل إرهابي، فالفصيل السياسي يعلن عن إقامة مشروع كذا في التعليم وبناء مصنع كذا للاقتصاد، أما مشروع الإخوان فكان يهتم بالمظاهر والملابس، فكانوا يحجبون البنات الصغار منذ سن الحضانة، ويفرضون الطائفية في الشارع المصري تنفيذا للمخطط الصهيوني، فليس هناك ما يسمى بالدولة الإسلامية أو الدولة المسيحية أو اليهودية، لكن هناك ما يسمى "دولة" فقط، فالدولة يجب أن تحاسب الشخص على كونه أمينا أم لا وملتزما بواجباته أم لا، وصالحا في عمله أم لا، لكن لا ينبغي أن تحاسبني الدولة على كوني مؤمنة أم لا، لأن الله فقط هو من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومن يدعي غير ذلك فيساوي نفسه بالله وهذا هو الكفر والجريمة الكبرى.

ما المكاسب التي حققتها الثورة على جميع الأصعدة؟
أهم شيء نجحت الثورة في تحقيقه هي أنها وضعت أسسا للمستقبل، فقد وضعت القواعد السليمة لمصر القادمة، فنحن كنا على شفا الإفلاس والخراب، لكن أنقذتنا الثورة من ذلك.

ما الملفات التي يجب الاهتمام بها في الفترة المقبلة؟
رأيي أن التعليم ملف أساسي يجب الاهتمام به في الفترة المقبلة، فهو أهم شيء، فلو لم نلحق أنفسنا في مجال التعليم سنكون في مؤخرة الأمم، فالتعليم هو المفتاح الأساسي للحياة المقبلة، وهو أساس كل المشاريع والابتكارات، فأنا مع تحديث وتطوير التعليم، وأرى أن الهجوم الإعلامي على مشروع تطوير التعليم يعتبر كارثة من الكوارث، فالإعلام المصري الآن في أسوأ حالاته، لأنه يهد ولا يبني، فمن المفترض أن يكون لدينا إعلام مؤمن بما يتم عمله، ومؤمن بالمستقبل وبالعلم والتطوير.
الجريدة الرسمية