رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وفاة رجل ميت !


كانت وفاة الرئيس المعزول الأسبق "محمد مرسي"، الحاكم باسم الجماعة الإرهابية، خبرا مفاجئا. بلا ريب. هو خبر لايمكن وصفه بالصادم إلا لجماعته، ولا يمكن وصفه بالسار إلا لأهالي من قتلهم بجماعته، وبالعشرين مليون قطعة سلاح دخلت مصر طوال سنة سوداء حكم فيها الإخوان مصر، حسبوها السنة الأولى من خمسمائة سنة تالية كما فعل ولاتهم وأسيادهم العثمانلية!


في كل الأحوال، فإن وصف موت "مرسي" بـ "الفجائية" هو الأنسب، لأن فيه الصدمة لجماعته وفيه السرور لأهالي الشهداء، وفيه المباغتة للجميع. لعل أشد من فوجئ بالموت الداهم للمتهم "محمد مرسي"، المودع في القفص، السادة القضاة الذين كانوا في غرفة المداولة، يتحاورون حول القضية بينما المتهم موضوع المداولة والمشاورة كان قد سقط في القفص مغشيًّا عليه!

مات علنًا أمام الجماهير، تحت عيون الكاميرات وعيون الحضور وعيون بقية أهله وفريق دفاعه. الموت الإلهى العلني جاء رأفة بالإدارة المصرية وآلياتها المعلوماتية والإعلامية أن تنخرط في شرح وتفسير ودفع ورد وإقناع! ورغم الموت المعلن فإن الآلة الإخوانية الغبية الجهول تطحن كثيرًا من الهراء والأكاذيب لتأليب الرأي العام الدولي على وطن يقولون إن "مرسي" كان رئيسًا لكل المصريين فيه!

وتلك من أكبر الأكاذيب الفاجرة، وهم يعلمون أنهم كذابون.

أخذوا في توظيف موته سياسيًّا وإعلاميًّا، يعتقدون أن الشوارع ستخرج تلطم الخدود وتشق الجيوب. في الوقت نفسه كانت جمهورية فيس بوك المصرية، (٢٥ مليون مستخدم تقريبا) انقسمت وقد هزتها الفجأة فجأة! ويمكن رصد منحنى رد الفعل إثر إعلان الخبر كما يلي:

إنكار وتساؤل، مع شعور غالب يدعو الله أن يكون موته حقيقيًّا. بعد قليل يتحقق معظم المتصفحين من صحة الخبر، وتنفجر ماسورة ضخمة محملة بالمازوت النفسي. عقلاء تماسكوا ودعوا إلى الالتزام بآداب الوفاة وعدم الشماتة. كل المازوت والطين الأسود صبوا صب الحميم على رءوس من نادوا بعدم الشماتة!

كان الغضب من مرسي وجماعته وصناديق الشهداء ملفوفة في علم الوطن الطاهر اكتسح الساحة الإلكترونية وطغى. واستعاد الباكون صور الشهداء؛ أبو شقرة والمنسي وأبانوب، وشهداء الأكمنة، ورفح واحد، ورفح اتنين والروضة والواحات و.. ومحمد مبروك، بالذات مبروك لأنه قُتل على أيدي جماعة مرسي، في عملية خسيسة داخل سيارته، لوأد ملفات وشهادة ضابط الأمن الوطنى الذي وضع يده على جاسوسية مرسي.

وفجأة مضى المنحنى إلى حرب داخلية إلكترونية هي حرب البلوك والبلوك المضاد.

اكتشف الكثيرون أن كثيرين من أصدقائهم، رجالا ونساء، هم من الخلايا الإخوانية والسلفية المدفونة طوعًا، اتخذت من بوستات العشق وحب الدولة والمباركات الدينية والتواصل أقنعة للتستر والدخول إلى صفحات وعقول، وربما قلوب الأصدقاء.

موت مرسي فضحهم.

لم يتمكنوا من كتم بوستات النعي والعويل والنعيق والترحم، واعتبار القاتل شهيدًا، والخائن رجل الإسلام.. أكبر صدمة وقعت لي ولآلاف من "الأكاونتات" ما سطرته سيدة مصرية بشوشة الوجه ضاحكة جميلة بحق، تعمل مدرسة في الكويت.. طيلة سنوات خمس تشاكس وتعاكس بأدب وتدعو إلى الحب والود وأغانٍ لأم كلثوم ودعوات للسيسي وأشعار ساخنة في مجهول تعشقه لم يظهر أبدًا..
المهم فاجأتنا هذه السيدة بتخريجة أغرب من الخيال الجامح حتى!!

اعتبرت أن "مرسي"، المعلن موته، ليس هو "مرسي" الحقيقي، وأنه مزور، لإخفاء "مرسي" الحقيقي الذي أنهى دوره الوطنى بالتعاون مع الدولة المصرية في حمايتها، وأجريت له عملية تغيير ملامح، ومن ثم حان الوقت ليعيش حياته الطبيعية كمواطن ووصفته بأنه رجل وطني عظيم!

أظن أن الشيطان نفسه لطم خديه مع آخر سطر، كما فعل عشرات ومئات الآلاف.

كما كان "مرسي" مهرجًا كبيرًا في سيرك الفوضى الإخوانية، قسم الناس وهو على قيد الحياة، فإنه برحيله الإلهى الداهم، قسم الناس إلى مجانين وعقلاء ومتفرجين.

في كل الأحوال.. انتبهوا لما هو قادم وافتحوا العيون. تهديدات داعش وخلية "حسم" الإخوانية ستلقى الرد الحاسم من الجيش والشرطة والشعب، وانسوا الميت الذي كان ميتًا أصلًا!.
Advertisements
الجريدة الرسمية